أبرز أهمية تكوين الأئمة والمرشدات للتعامل مع العنف ضد المرأة.. بلمهدي:

تفعيل آليات النصح والإرشاد لحماية الأسرة

تفعيل آليات النصح والإرشاد لحماية الأسرة
وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي
  • 128
زولا سومر زولا سومر

 دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، إلى تفعيل آليات الصلح والنصح داخل المساجد لمحاربة العنف ضد المرأة والحفاظ على التماسك الأسري. مؤكدا أنه سيتم إطلاق برنامج لتكوين الأئمة والمرشدات في هذا المجال، كما سيتم توزيع وثيقة تعمم على كل المساجد تدعو لانتهاج الصلح بمنهج القرآن. طالب بلمهدي خلال اليوم الدراسي الذي نظمته الوزارة بمشاركة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر حول "الوقاية من العنف ضد المرأة والفتيات" أمس، بدار الإمام بالجزائر، بتفعيل آليات التخفيف عن آلام وأوجاع العائلات الجزائرية باللجوء إلى المساجد التي تتواجد بها لجان صلح يمكن أن تتدخل لحل النزاعات داخل الأسر.

وألح على ضرورة حماية الأسرة بخطاب الإمام وبلجنة الفتوى التي يمكنها معالجة بعض المشاكل بالاتصال مباشرة بالأسر، معلنا عن إطلاق تكوين في إطار البرامج التكوينية التي يقوم بها القطاع لفائدة الأئمة والمرشدات الدينيات في مجال الوقاية من العنف ضد المرأة لإكسابهم مناهج التعامل مع هذه الحالات، كما ذكر بأن الوثيقة التي خرج بها لقاء الأمس بعد النقاش بين المشاركين ستعتمد في شكل وثيقة رسمية تعمم على كل مساجد الوطن حتى تكون ممثلة للكلمة الطيبة بمنهج القرآن والسنة النبوية.

وشدّد الوزير على ضرورة اتخاذ كل التدابير الملائمة التي يمكنها أن تنشر الوعي والصلح والنصح والإرشاد لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة التي تفاقمت بسبب انتشار تعاطي المخدرات في المجتمع الجزائري، ملحا على أهمية الإرشاد والتوعية للابتعاد عن هذه السموم التي تعتدي على العقل وتجعل صاحبه قادرا على ارتكاب كل الجرائم. 

من جهتها أكدت رئيسة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان بالجزائر فايزة بن دريس، أن المكتب يدعم المبادرات الرامية إلى إنهاء العنف ضد المرأة والفتاة، مع منظمات وشبكات نسوية معنية بقضايا المرأة وحقوقها والحكومة من خلال تقديم الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية والدعم القانوني والقضائي. مشيرة إلى أن الصندوق يكفل حق جميع الناجيات من العنف في الأمان والسلامة والسرية وعدم التمييز، ويساعدهن على تقرير مصيرهن. 

وأشارت إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعول على دور المساجد، بحكم قدرتها على نشر المعرفة الصحيحة لتفكيك الاعتقادات الخاطئة التي تبرر العنف أو تصمت عنه، داعية إلى التعريف بمكانة المرأة في الإسلام الذي منحها كل الحقوق، ودعا إلى حمايتها لبناء مجتمع أمن ومتماسك قائم على قيم الرحمة والعدل والمساواة. كما دعت بن دريس المرشدات إلى مرافقة النساء والفتيات ضحايا العنف باعتبارهن مركز ثقة تمكن الضحايا من التعبير عن مخاوفهن وتدعمهن في مواجهة المخاطر الرقمية التي باتت شكلا جديدا من أشكال العنف المرشح للتفاقم مع انتشار استعمال الذكاء الاصطناعي.