الحملة الانتخابية تدخل اليوم أسبوعها الثاني

تقيد بالضوابط الأخلاقية وتركيز على البرامج

تقيد بالضوابط الأخلاقية وتركيز على البرامج
  • 620
مليكة. خ مليكة. خ

انقضى الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية على وقع أجواء هادئة للمترشحين وممثليهم، الذين فضّلوا التركيز على برامجهم الانتخابية والترويج لها، حيث تركزت وعودهم على كسب ثقة المواطنين والتكفل بانشغالاتهم الاجتماعية، فضلا عن رفع الرهانات الاقتصادية التي تنتظر البلاد، على غرار تحقيق الاكتفاء الذاتي، في حين دعوا للمشاركة بقوة في هذا الاستحقاق قصد سد الطريق أمام المتربصين بأمن واستقرار البلاد.

خلافا للمواعيد الانتخابية السابقة، خلت خطابات المترشحين في التجمعات الشعبية من التلاسن وتبادل القذف والتجريح السياسي، في انطباع يؤكد التزام المتسابقين إلى قصر المرادية بقواعد "النزال السياسي" من أجل إعطاء صورة مثالية للتنافس الملتزم بالضوابط التي حددتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، فضلا عن أن مديريات الحملة الانتخابية للمرشحين الثلاثة سبق أن وقّعت على ميثاق أخلاقيات الحملة الانتخابية الذي يحدد الضوابط الأخلاقية للحملة وخطابها الانتخابي.
وعليه سعى المترشحون خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية إلى التركيز على تقديم البدائل السياسية والحلول إزاء القضايا الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية التي تتضمنها برامجهم الانتخابية، أكثر من التركيز على مهاجمة المنافسين وتقديم صورة تعكس تطور خطاب الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر.
كما تباينت الخطابات والالتزامات بين المترشحين، غير انها تقاسمت الاهتمام بالقضايا الاجتماعية ، على غرار رفع القدرة الشرائية للمواطنين وحماية الفئات الهشة وجعلها كأولوية في حملاتهم الانتخابية.
فميدانيا سعى كل مترشح وممثليه للتركيز على استقطاب المواطنين والتعريف ببرامجهم الانتخابية  خلال التجمعات الشعبية والنشاطات الجوارية  المنظمة عبر مختلف ولايات الوطن، من خلال اللعب على الوتر الحساس ألا وهو الشق الاجتماعي، ليليه الجانب الاقتصادي خاصة ما تعلق منه بتطوير فرص الاستثمار وتعزيز شراكات الجزائر مع الخارج، والخروج من التبعية للمحروقات نحو تنويع الاقتصاد وتوفير المزيد من فرص الشغل.
وركز المترشحون خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، على محاولة إقناع الناخبين للمشاركة بقوة في هذا الاستحقاق باعتباره الحل الوحيد لإحداث التغيير عبر فسح المجال أمام فئة الشباب، ومنحه الفرصة لحمل المشعل باعتباره مستقبل الجزائر في جميع الميادين، ويراهن عليه لتحقيق المزيد من المكاسب والانجازات.
كما عمل "الفرسان الثلاثة وممثلوهم" خلال نزولهم إلى الشارع في لقاءات جوارية، على التحسيس بأهمية مشاركة الشباب في الاستحقاق المقبل، حيث التزم مترشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، في هذا الصدد بتوفير كل الظروف لتشجيع هذه الفئة على الاستثمار والابتكار، مشيرا إلى أن الشباب الجزائري سيكون له دور ومكانة كبيرة في الجزائر التي يسعى إلى تجسيدها في حال انتخابه. 
واستحوذ موضوع الدعوة للمشاركة بقوة في هذه الانتخابات وعدم الاستجابة للنداءات المحبطة التي تحاول التشويش عليها، على  النصيب الأكبر من خطابات مرشح "الأفافاس" الذي أكد على أهمية عدم الانصياع لمثل هذه النداءات، في الوقت الذي تعهد فيه أمام المواطنين بإرساء ركائز لدولة اجتماعية وديمقراطية قوية.
من جهته، ذكّر المرشح الحر عبد المجيد تبون، بما تم تحقيقه من نتائج خلال عهدته الأولى في عدة قطاعات وتعهد باستكمال مسار البناء من أجل جزائر منتصرة، فيمار رافعت الأحزاب المساندة له لصالح الانجازات المحققة خلال العهدة الماضية، كما تعهد المترشح الحر بمواصلة سلسة الإصلاحات والاستجابة للانشغالات الاجتماعية للمواطنين، فضلا عن التزامه ببناء قاعدة اقتصادية متينة وتوسيع الاستثمارات.
وفي السياق ذاته، أكدت الأحزاب المساندة للمترشح الحر على أن البرنامج الذي تقدم به هو الأقدر على تحقيق تطلعات وطموحات ملايين الجزائريين، من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي التزم بالقيام بها، وسيعمل وفق برنامج العمل الذي وضعه من أجل ضمان استقرار مؤسسات الدولة وتعزيز مكانة الجزائر على الصعيد الدولي. أما مترشح حركة مجتمع السلم "حمس" عبد العالي حساني شريف، فقد أبرز من جانبه الأهمية التي تكتسيها الانتخابات الرئاسية المقبلة في تحصين البلاد من كل التهديدات وتعزيز التماسك الوطني مما يجعلها استحقاقا وطنيا مفصليا. وركز حساني، على ضرورة المشاركة القوية في هذه الرئاسيات كونها تشكل تأكيدا على الديمقراطية والتعددية التي تعيشها البلاد، كما استعرض الأهمية التي يكتسيها الجانب التنموي وتحقيق الأمن الغذائي والاستغلال الأمثل للثروات، فضلا عن محاربة الفساد والبيروقراطية، والعمل على تطوير الرقمنة وتوفير الوسائل الكفيلة بتشجيع الاستثمار وإنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة.