الجيش يجدد التزامه بتحقيق الإرادة الشعبية

تمسك بالحلول القانونية والدستورية لتجاوز الأزمة

تمسك بالحلول القانونية والدستورية لتجاوز الأزمة
  • 904
م. خ م. خ

أكدت مجلة ”الجيش” في عددها الأخير أن الجيش الوطني الشعبي يواصل السير على نهج تحقيق الإرادة الشعبية طبقا للعهد الذي قطعه على نفسه لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد والعودة إلى المسار الانتخابي والاحتكام إلى الصندوق لانتخاب رئيس للجمهورية، مضيفة أن التمسك بالحلول القانونية والدستورية التي ستفضي إلى تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، ”سيمكن البلاد من تجاوز الأزمة الظرفية التي تعاني منها”.

وأوضحت المجلة في افتتاحيتها أن هذا الموقف ”مبدئي ولا يمكن بأي حال من الأحوال التراجع عنه”. معتبرة هذه الخطوة ”ضرورة تفرضها أبسط قواعد الديمقراطية ونهجا يعبد الطريق لبناء جزائر المستقبل على أسس صحيحة ويمر بها إلى بر الأمان”. وأثبت هذا الموقف ما سبق أن أكدته القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي بما لا يدعو مجالا للشك، أنه لا طموح سياسي يحدوها، خلافا لما تروج له بعض الأصوات من مغالطات وأكاذيب.

وأكدت المجلة أن ”العمل المنجز لحد الساعة من طرف قيادتنا، سواء في محاربة الفساد أو مرافقة الشعب أو احترام الدستور أو تشجيع الحوار بين كل الأطراف، هو بحد ذاته عمل وطني جبار، ينم عن مدى حرص المؤسسة العسكرية وقيادتها وكافة المخلصين، على قطع الطريق أمام ”الدونكيشوتيين”، المكلفين بمهام استيراد الحلول وتطبيق أجندات مريبة ومشبوهة مغلفة في معاني ملتبسة، تلكم هي أمنية العصابة ورؤوسها ومن والاها من أذنابها”. وشددت الافتتاحية على أن المؤسسة العسكرية ”تحرص على احترام دستور البلاد وتحكيم القوانين وقطع الطريق أمام هؤلاء الانتهازيين والوصوليين والعملاء” قبل أن تضيف بأن ”الأشرار لا يخيفهم إلا الخيرون مثلما عبآر عن ذلك الفريق أحمد قايد صالح بكلمات صادقة خلال الزيارة الأخيرة التي قادته إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال”.

وأضافت في هذا السياق أن ”الفاسدين لا يخيفهم إلا المصلحون والتفاف الشعب بجيشه والثقة التي يمنحها لأحفاد جيش التحرير الوطني. وهو موقف يرهب عشيرة السوء والإثم ويذكرهم بحجمهم الطبيعي المتمثل في عصابة لصوص، لا شرف ولا كرامة لها، مستعدة أن تبيع وطنها لتحقيق مصالحها وإرضاء أسيادها”.

وأوضحت المجلة أن الجيش ”لا تخيفه هذه الأساليب ولا ترهبه الألاعيب ولا تثنيه المراوغات، طالما أن الشعب يؤمن به ويثق في خطواته”، مذكرة بما أكده نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالأكاديمية العسكرية لشرشال عندما قال ”ننتظر من شعبنا تفهما يرتقي إلى مستوى رصيد الثقة التي تجمع الشعب بجيشه، فمن كانت الجزائر الأصيلة التي استشهد من أجلها الملايين من الشهداء وجهته الرئيسية، فلا شك أنه سيلتقي في هذه الوجهة السليمة مع الأغلبية الغالبة من الشعب الجزائري الأصيل (...) والأكيد أيضا أنه من سلك هذا المسلك الوطني النبيل سيجد أمامه عراقيل كثيرة يتسبب فيها كل من لا يعرف للصدق طريقا ومن لا يعرف للإخلاص نهجا وسلوكا”.

واستطردت الافتتاحية بالقول إنه ”ورغم أن العمل والصدق والإخلاص مآلهم النجاح والنصر، إلا أن المرتزقة والعملاء والمخادعين سيبقون يتشبثون بآخر قشة علها تنقذهم من السيول الجارفة لأنهار الشعب المتدفقة، يا ليتها تنقذهم”، مبرزة ما أشار إليه الفريق قايد صالح، من أن ”الحملات الدنيئة والمتكررة التي  تتعرض لها قيادة الجيش هي حملات عقيمة ونتائجها معدومة وأهدافها مفضوحة ونواياها مكشوفة، تفطن الشعب لأساليبها الخادعة وأفشلها في المهد”.

وشددت المجلة على أن الشعب الجزائري ”سيبقى متلاحما متماسكا واعيا بما يدور حوله ويحاك ضده، رغم المحاولات اليائسة لاختراق مسيراته السلمية المشروعة من طرف حفنة خونة تسعى لزرع بذور الفتنة والتفرقة بين أفراد الشعب الواحد والمساس بقيم الجزائر وثورتها العظيمة”.

ودعت في الأخير الأجيال الشابة ”الذين لم يكتووا بنار الجحيم  الاستدماري ولم يشهدوا ما ارتكبته قوى الشر والظلامية من تقتيل وتدمير، أن يدركوا أن استرجاع السيادة الوطنية والحرية التي ننعم بها اليوم لم تكن هبة أو صدقة أو تنازلا من أي أحد، إنما تحققت بفضل تضحيات شهداء التحرير والواجب الوطني وصمود مجاهدي ثورة نوفمبر الخالدة ورجالات الجيش الوطني الشعبي الأشاوس”.

وتضمن العدد الأخير من مجلة الجيش أيضا، الحصيلة السداسية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أي خلال الفترة (جانفي - جوان 2019)، حيث تم تحييد 49 إرهابيا واسترجاع 370 قطعة سلاح وذلك بالقضاء على 6 إرهابيين والقبض على 11 منهم، فيما سلم 31 إرهابيا أنفسهم .

كما أعدت المجلة ملفا حول دخول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز التنفيذ وأهميتها بالنسبة للجزائر، مبرزة أن القارة سوف تولي أولوية لإنتاج السلع والخدمات ذات القيمة المضافة تحت شعار ”صنع في إفريقيا”.