أحزاب ومنظمات تدين التصريحات العدائية للرئيس الفرنسي

"ثورة غضب" ضد الحركى و"أحفاد المستعمر"

"ثورة غضب" ضد الحركى و"أحفاد المستعمر"
  • القراءات: 811

دعوة لمراجعة الاتفاقيات الاقتصادية مع باريس وتجريم الاستعمار

أدانت الأحزاب السياسية ومنظمات وطنية، تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ضد الدولة والشعب الجزائري، ووصفتها بالعدائية العارية من الصحة الغرض منها انتخابي للبقاء في قصر الإليزيه، داعية إلى مراجعة الاتفاقيات الاقتصادية مع باريس، مع الإفراج عن مشروع تجريم الاستعمار.

 

"حمس" حان الأوان لتجريم الاستعمار وتحييد استعمال اللغة الفرنسية

وسجلت حركة مجتمع السلم، في بيان، تحوز "المساء" على نسخة منه، باستياء كبير ما بدر عن  الرئيس الفرنسي، معتبرة ذلك بمثابة "ترجمة للعقلية الكولونيالية والاستعلائية لفرنسا الرسمية"، مضيفة أن التصريحات كشفت القناع عن الوجه الحقيقي والسياسة الرسمية الفرنسية، تجاه الجزائر، وهو ما يفضح حسبها، "زيف علاقة الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين".

وصنفت "حمس" الموقف الفرنسي في خانة "التصريحات الخطيرة والاستفزازية التي تشكل مساسا بالدولة الجزائرية، وإهانة لرموزها و شعبها"، كما تعد "تدخلا مرفضا في شؤونها الداخلية". وتنم الخرجة الأخيرة  لماكرون، حسب الحركة، عن محاولة دنيئة ويائسة لـ "تشويه تاريخ الجزائر وخدش شخصيتها الدولية قبل الاحتلال الفرنسي الأسود لبلادنا ". وانطلاقا من ذلك، أوصى الحزب بحزمة من الإجراءات  للتعامل مع الموقف ومنها الإفراج عن قانون تجريم الاستعمار وتفعيل قانون تعميم استعمال اللغة العربية، ووضع قانون منع استعمال اللغة الفرنسية في الوثائق والخطاب والاجتماعات الرسمية، وأخيرا تحويل الشراكات الاقتصادية الدولية نحو دول غير معادية للجزائر.

"الأفلان" خرجة ماكرون انتخابية للتغطية على فشله الداخلي

ومن جانبه استهجن، حزب جبهة التحرير الوطني، تصريحات الرئيس الفرنسي، ووصفها بالخطيرة والعاكسة لحقد دفين وعقدة كولونيالية فرنسية تجاه الجزائر. وذكر الحزب في بيان تحوز "المساء" على نسخة منه، أن الجزائر دولة سيدة ومستقلة، بفضل تضحيات ملايين الشهداء، مشيرا إلى أن "الجزائر ليست بحاجة إلى دروس في تاريخها وفي تشكل دولتها، فالأمة الجزائرية ضاربة بجذورها في التاريخ، بخصوصيات حضارية ومكونات ثقافية وبرموزها التاريخية، التي لا ينكرها إلا حاقد من أمثال الرئيس الفرنسي من بقايا فرنسا الاستعمارية".

وربط "الأفلان" ما أقدم عليه ماكرون، بالحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، مشيرا إلى أنه تمادي في مواقفه إلى درجة أنه لوث نفسه أكثر من اليمين المتطرف، بل وصل به الحد إلى التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر دون أدنى شعور بالمسؤولية أو أي احترام لمتطلبات العلاقات الدولية. وأضاف الحزب، أن الجزائر ستظل وفية لمواقفها الثابتة الداعمة لحق الشعب الصحراوي والفلسطيني في تقرير مصيرهما،  مشيرا إلى أن باريس انزعجت من العودة القوية للدبلوماسية الجزائرية، على الصعيد الإفريقي والساحل الأمر الذي أربك مخططات فرنسا الاستعمارية.

الأرندي: مراجعة  الاتفاقيات مع باريس ضروري

وأدان حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، هو الآخر التصريحات غير المسؤولة الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، ضد الدولة والشعب الجزائري وتاريخه المجيد، مشيرا إلى أن هذه التصريحات محاولة للتغطية على فشله الذريع في تلبية مطالب شعبه والاضطلاع بدور أكبر لترقية التعاون الدولي في إفريقيا والعالم.

وعبر الحزب، عن رفضه المطلق لما وصفه بـالتوجه المتعجرف لدولة يبدو أنها تسير خارج السياق العام وتسبح ضد تيار شعبي جارف في الجزائر، قوامه التغيير وكسر الاحتكار الفرنسي للتعامل التجاري وقطع كافة محاولات الوصاية على بلدنا، الذي يخوض معركة البناء والتغيير وفق تناغم تام بين الشعب ومؤسساته الدستورية وباستقلالية تامة عن المختبرات الفرنسية".

وأمام هذا الانزلاق الخطير، نصح "الأرندي" بمراجعة كل الاتفاقيات الثنائية مع فرنسا وخاصة التجارية منها، واستبدالها بأخرى في اطار تنويع الشراكات الاقتصادية، عملا بمبدأ توازن المصالح، واتخاذ ما يلزم من إجراءات جادة وسريعة لفتح السوق، أمام استثمارات أجنبية واعدة وبعيدة عن كل تبعية.

واعتبر الحزب، أن ما بدر من فرنسا هو مناسبة سانحة للمطالبة باعتذار فرنسا الاستعمارية عن جرائمها المرتكبة بالجزائر، موضحا أن عقدة الهزيمة ستظل تلاحق حكام فرنسا، وستبقى إلى الأبد تؤرقهم وتفضح تاريخهم الملطخ بدماء المقاومين في الجزائر والعالم.

كما شدد "الأرندي"، على ضرورة إنهاء الوصاية اللغوية الفرنسية في الإدارات والهيئات العمومية، مع إبراز البعد الحضاري والثقافي للأمة الجزائرية بمختلف الآليات. وأغتنم الحزب الفرصة لتثمين موقف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الرافض لتصريحات إيمانويل ماكرون، عبر استدعاء سفير الجزائر في باريس للتشاور، موضحا أن الحزب، سيؤيد أي قرارات أخرى تصب في مصلحة الدفاع عن الجزائر وشعبها ومؤسساتها الدستورية.

جبهة المستقبل: تصريحات ماكرون مراهقة سياسية

ووصف حزب جبهة المستقبل، التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بـمراهقة سياسية حقيقية، وتعد على دولة كاملة السيادة". وقال إن الحديث عن تاريخ الجزائر كأمة واحدة موحدة يبقى حقدا دفينا، ويؤكد عجز المستعمر عن طمس الهوية والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن "تكرار خطاب الكراهية ضد مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الذي لقن استعمار الأمس أقسى دروس البطولة والشهامة، سيلقنهم اليوم مرة أخرى، معنى أن تكون جزائريا في أرض سقيت بدماء الشهداء وستبقى الجزائر عصية على كل أعدائها بفضل فطنة ووعي ووحدة كل أبنائها وتمسكهم بكل مؤسساتهم الدستورية".

منظمة أبناء الشهداء تدعو القوى الحية لتوحيد الجبهة الداخلية

وبعد أن استنكرت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، التصريح الأخير للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ووصفته بـالاستفزازي واللامسؤول العاري من القيم والأعراف الدولية"، أعربت عن رفضها القاطع للمساس بالسيادة الوطنية. وذكرت المنظمة في بيان، تحوز "المساء" على نسخة منه، أن ما بدر من الرئيس الفرنسي، ينم عن نزعة عدوانية وعدائية ضد الجزائر، التي تبني علاقاتها على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، انطلاقا من مبادئ قيم ثورة أول نوفمبر 1954 الخالدة. وتوقفت لتثمن قرار السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في التعامل مع الوضع، مشيرة أن الجزائر ستبقى "واقفة ومجندة إلى جانب كل الخيرين وكل مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير وكل أسلاك الأمن باعتبارهم الحصن المتين للجزائر".

كما تدخل المجلس الإسلامي الأعلى، للرد على استفزازات  الرئيس الفرنسي، التي وصفها بالطائشة والرامية الى منع الشعب الجزائري للتمتع بالحياة الكريمة  قائلا "إذا لم تكن الجزائر أمة عبر التاريخ، كيف أمكن  للأمير عبد القادر، أن يقاتل الاستعمار لمدة 17 سنة من مغنية إلى سوق أهراس". وبعد أن عدد المجلس الثورات الشعبية التي ردت عن فرنسا الاستعمارية من ثروة المقراني، باسم الأمة الجزائرية، إلى ثورة أولاد سيدي  الشيخ، باسم الإسلام، إلى ثورة الشيخ امود باسم الوحدة الوطنية التي تقوم عليها الجزائر، وصولا إلى ثورة 1 نوفمبر التي حررت الشعب من الاستعمار الفرنسي.

قال إن الرئيس الفرنسي، يسعى عبر تصريحاته غير المسؤولة، إلى تقمص دور سابقيه وتقمص شخصية الرئيس الاسبق لفرنسا "فرانسوا ميتران" المعروف بمواقفه العدائية للشعب الجزائري، أثناء الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، مذكرا بتنكره للمساعدة الجزائرية، التي لولاها لما وصل الى رئاسة فرنسا. وأشار المجلس الإسلامي الأعلى، أن الاستعمار الفرنسي يستند في توجيه سهامه وبث سمومه، على زمر منسلخة من هوية  وأصالة الشعب الجزائري، في محاولة لفرض  النموذج الاستعماري الفرنسي، على الشعب الجزائري، عبر آليات مختلفة تستهدف في النهاية المساس بمقدسات الشعب والاعتداء على ثوابته وتشويه منجزاته التاريخية.

شريفة عابد

 


 

مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية.. إطلاق مبادرة "صورة لكل شهيد"

أطلقت مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية مشروع "صورة لكل شهيد" تحت شعار "حتى لا ننسى" قصد تدعيم بنك معلوماتها بأكبر عدد من صور شهداء حرب التحرير. وذكرت زينب بن يوسف المشرفة على هذه المبادرة أنه في إطار برنامج مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية لسنة 2021-2022 تم إطلاق مشروع "صورة لكل شهيد" لتخليد ذكراهم وتعريف الأجيال الصاعدة بأبطال ضحوا بأنفسهم في سبيل نيل استقلال بلادهم خاصة وأن عديد الشهداء لا تزال صورهم مجهولة إلى غاية الآن. ودعت المؤسسة عائلات الشهداء وذويهم عبر، ولايات البليدة وتيسمسيلت والمدية والشلف وعين الدفلى وتيبازة وبومرداس والجزائر العاصمة إلى دعم هذا المشروع من خلال إرسال صور الشهداء وكذا المجاهدين إلى مقر المؤسسة الكائن ببلدية العفرون أو التواصل معها عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك "مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية"

وأضافت المتحدثة أن المؤسسة شرعت في نشر صور الشهداء التي تحوز عليها عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك، مرفوقة بسيرتهم الذاتية التي تتضمن اسمهم ولقبهم وتاريخ ومكان ولادتهم فضلا عن اسمهم الثوري ولمحة عن تاريخهم النضالي وصولا إلى تاريخ وظروف استشهادهم. ومن المنتظر، أن يتم الشروع كمرحلة ثانية في نشر الصور التي ستصل المؤسسة من قبل عائلات الشهداء وحتى المجاهدين بعد التأكد من مصداقيتها.

ت. ت

 


 

تصريحات ماكرون حاقدة وتحمل ضغينة مبيتة..محللونتجاوز لكل الخطوط الحمراء والأعراف الدبلوماسية

اعتبرت المحللة السياسية جعفر صبرينة، أن تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون الأخيرة حاقدة وتحمل ضغينة مبيتة أمام العودة القوية للجزائر على الساحتين الإقليمية والدولية. وقالت في حديث للقناة الإذاعية الأولى، أمس الأحد، إن "ما جاء في تصريحات ماكرون يتعدى حدود الإطار الدبلوماسي، فتصريحاته تحمل رسائل خطيرة". هي سقطة أخرى إذن، وتجاوز لكل الخطوط الحمراء والأعراف الدبلوماسية تنم حسب المحلل السياسي الدكتور زهير بوعمامة عن مراهقة وغباء سياسي أمام شلل داخلي وخارجي.

وأضاف المتحدث إنه "انحراف خطير وخروج عن كل الأعراف التي تحكم التخاطب بين الدول المحترمة، فما قاله ماكرون خليط من المراهقة والغباء والتهور الدبلوماسي، ويمكن أن نفسر ذلك بمجموعة من الأسباب أهمها أن هناك إحباطا فرنسيا وشعورا بأن الجزائر تتغير وتتجه في غير ما تشتهيه سفنهم في هذه الرياح التي تهب على المنطقة وتجبر الفرنسيين على الانسحاب بلا مكاسب سياسية كما كانوا يتوهمون". وقال المحلل: "ثم إن ماكرون كما يقول الفرنسيون أنفسهم ولا شك قد فشل فشلا ذريعا ولم يحقق منجزات اقتصادية وسياسية تذكر يستطيع أن يقابل بها الناخبين الفرنسيين، ولذلك نراه ينقلب إلى مردد ومناول لأطروحات وسرديات وخزعبلات اليمين لحسابات انتخابية".

س.س