المتحدث باسم "الأونروا" عدنان أبو حسنة لـ"المساء"
جاهزون لإدخال 6 آلاف شاحنة من المواد الغذائية لإنقاذ غزة من المجاعة

- 130

❊ إعلان تفشي المجاعة في القطاع صرخة حقيقية للعالم من أجل التحرّك
أكد المتحدث باسم الوكالة الأممية لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين، عدنان أبو حسنة، أمس، أنّ الإعلان الأممي عن تفشي المجاعة في قطاع غزة هو بمثابة "صرخة حقيقية" للعالم بأسره بأنه يجب أن يتدخل، لأن غزة الآن أمام خيارين إما الموت والفناء أو إنقاذها من هذه الكارثة الخطيرة وغير المسبوقة.
أوضح المسؤول الأممي في تصريح لـ"المساء" أنّ هذا الإعلان يشكّل مرحلة فارقة لما قبل وما بعد اليوم خاصة وأنه صدر عن مرصد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المرصد الوحيد في العالم الذي يقرّر تقريبا أين توجد المجاعة.
وذكر بأن هذا المرصد أعلن فقط خمس مرات عن تفشي المجاعة منذ 2010 أربع مرات في إفريقيا والآن في قطاع غزة في سابقة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي، فقد أكد أبو حسنة أنه لم يعد هناك مبرر للمترددين ولأي دولة لأن تقف على الحياد، مشدّدا على ضرورة التحرّك عمليا لوقف هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة بعد صدور هذا الإعلان.
وأوضح في هذا السياق بأن هناك أكثر من نصف مليون فلسطيني في مدينة غزة يعانون من أوضاع كارثية ومليون فلسطيني أيضا يعانون من المستوى الثالث من المجاعة أي نقص حاد في المواد الغذائية، إضافة إلى توقعات بتسجيل ما لا يقل عن 132 ألف طفل سيعانون من سوء التغذية الحاد الذي قد يؤدي إلى الوفاة إذا بقيت الأمور على حالها حتى جوان 2026، لذلك فقد أكد بأن هذا الإعلان هو بمثابة صرخة حقيقية تتطلب تحرّك الجميع على كافة المستويات الإقليمي والقانوني والإغاثي لانتشال غزة من هذه الكارثة الإنسانية الخطيرة.
كما أكد أبو حسنة أنّ "الأونروا" جاهزة لتقديم المساعدة ولديها 6 آلاف شاحنة تنتظر خارج حدود قطاع غزة، إضافة إلى خطط عاجلة لمواجه المجاعة وهي تتوفر على الأسماء والقدرات اللوجستية ومن الموظفين ونقاط التوزيع، وختم بالتأكيد أنه "إذا أرادت إسرائيل فعلا أن توقف المجاعة وأن يكون لديها إرادة سياسية لمواجهتها فعليها أن تفتح المعابر فورا وإدخال شاحنات الإغاثة للأونروا".
وأكدت "الأونروا"، أمس، أنّ وقف المجاعة في مدينة غزة ممكن عبر إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق فورا، وقالت في تصريح لها على مواقع التواصل الاجتماعي إن "وقف الكارثة الجارية، يتطلب إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى غزة عبر الأمم المتحدة بما فيها "الأونروا".
وبينما أشارت إلى أن "مستودعاتها في الأردن ومصر ممتلئة بما يكفي من الغذاء والدواء والمواد الصحية لتعبئة 6 آلاف شاحنة"، شدّدت الأونروا على ضرورة سماح الكيان الصهيوني بإدخال هذه المساعدات إلى قطاع غزة فورا.
ونفس صرخة الإغاثة أطلقها برنامج الأغذية العالمي الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة حيال تفشي المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها مجاعة في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في البرنامج التابع للأمم المتحدة، جان مارتن باور، ليلة الجمعة إلى السبت وتناول فيه تقييمه لتقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي".
وأوضح المسؤول الأممي بأن المجاعة تمثل "حرمانا غذائيا شديدا وسوء تغذية حاد واسع الانتشار ووفيات بسبب الجوع"، مشدّدا على أهمية حماية أنظمة البيانات التي ستوجه الاستجابات الإنسانية، وأشار في هذا الصدد إلى أن هذه المرة الأولى التي تؤكد فيها المجاعة بالشرق الأوسط ما يمثل "لحظة تاريخية".
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت قوات الاحتلال المعابر في الثاني مارس مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بما تسبب في ارتفاع حصيلة الشهداء جراء سوء التغذية وتفشي المجاعة إلى أرقام صادمة،281 شهيد، كان يمكن تفاديها ولو تحرّك هذا العالم بجدية للضغط على الكيان الصهيوني لحمله على فتح المعابر وإدخال شاحنات الإغاثة.