الاستعراض العسكري يؤكد الرابطة القوية بين الجيش وشعبه
..جاهزية واستعداد
- 224
❊ الدفاع عن الجزائر ضد التهديدات المحدقة والمساهمة في إحلال الأمن والسلم الدوليين
❊ حضور رؤساء وقادة دول الجوار للاستعراض العسكري يحمل دلالات واضحة
❊ "غزّة العزّة".. رسالة قوية للعالم بأن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين
يحمل الاستعراض العسكري الضخم الذي أشرف على انطلاقه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول أمس، بمناسبة سبعينية الثورة التحريرية المظفّرة، دلالات ورسائل سياسية ودبلوماسية وعسكرية تؤكد قوة الرابطة بين الجيش وشعبه، فضلا عن المكانة الجيو استراتيجية للجزائر بجيش مهاب في المنطقة، بالنظر إلى عقيدتها السلمية المدافعة عن قيم السلم والأمن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
جسدت التظاهرة العسكرية التي تميزت بحضور دبلوماسي متميز، روح الفداء التي ميزت فترة الكفاح المسلّح ضد المستعمر الفرنسي الغاشم، مع التأكيد على ضرورة المحافظة على رسالة الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تعيش الجزائر حرّة مستقلّة، فضلا عن إبراز ما بلغه سليل جيش التحرير الوطني من تطور في شتى الميادين.
ولم يكن هذا الاستعراض العسكري مجرد إبراز لأحدث تجهيزات الجيش الوطني الشعبي، بقدر ما كان مناسبة لتأكيد جاهزية حماة الوطن ضد أي تهديدات محدقة في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية الراهنة، وكذا الاضطرابات التي تشهدها بعض دول الجوار وتأثيرها على الأمن القومي الوطني.
وبقدر ما كانت هذه التظاهرة بمثابة رسالة فخر واعتزاز للجزائر التي يعد الجيش الوطني الشعبي ركيزتها الأساسية في مختلف المراحل والظروف بحلوها ومرها، بقدر ما تؤكد أيضا على سلميته مثلما أبرز ذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة عندما أشار إلى "أن العقيدة العسكرية للجزائر دفاعية وسلاحه موجه حصرا للدفاع عن الجزائر، إلى جانب المساهمة في إحلال الأمن والسلم الدوليين طبقا للالتزامات الدولية والجهوية لبلادنا احتراما للقانون الدولي".
فتأكيد الرئيس تبون، على الإطار المحدد للجيش ما هو إلا تذكير بالالتزامات المتوارثة للعقيدة السمحة لهذه المؤسسة منذ الاستقلال ووفق ما ينص عليه الدستور، الذي حصر مهمته في الدفاع عن السيادة الترابية للبلاد، وعدم القيام بأي نشاط عسكري خارج الحدود، علما أن المرة الوحيدة التي شارك فيها الجيش الوطني الشعبي استثنائيا في الخارج كانت خلال الحروب العربية الاسرائيلية.
علاوة على ذلك وجّه هذا الاستعراض العسكري رسائل مفادها أن الجزائر دولة قوية وآمنة ومستقرة يحسب لها ألف حساب، وأنه مثلما تحرص على أمنها الداخلي وسيادتها، فإنها لن تدّخر أيضا أي جهد للوقوف إلى جانب جيرانها مهما كانت الظروف، بتفضيلها للخيارات السلمية والحوار والمصالحة لاستتباب الأمن وضمان التنمية.
ومن بين هذه الرسائل أيضا التذكير بالمبادئ الثابتة للجزائر في الدفاع عن القضايا العادلة في العالم، فإذا كان حضور رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، يحمل أكثر من دلالة باعتبار أن بلاده مازالت ترزح تحت نير الاستعمار المغربي، فإن التفاتة القوات الخاصة التي هتفت بقوة باسم "غزّة العزّة" عند مرورها أمام المنصة الشرفية التي ضمّت ضيوف الجزائر، تعد بمثابة رسالة قوية للعالم بأن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين باعتبارها قضية مقدّسة لدى الشعب الجزائري.
وتجلى هذا البعد التضامني أيضا عند مرور الدبابات التي شاركت خلال الحروب العربية، كتأكيد على أن موقف الجزائر من القضايا العادلة ليس وليد اليوم، بل يمتد إلى فترة الثورة التحريرية التي كان بيان أول نوفمبر ركيزتها الأساسية، خاصة في دعم القضايا التحررية العادلة وحق تقرير مصير الشعوب.