شيعته سيول من الجماهير الشعبية
جثمان الراحل المجاهد قايد صالح يوارى الثرى بمربع الشهداء بالعالية
- 1081
في جو مهيب وسيول من الجماهير الشعبية التي رافقت جثمان فقيد الأمة المجاهد القائد الفريق أحمد قايد صالح، والتي انضمت إليها جموع المواطنين من الأحياء المحاذية للمسار الذي رسم لتشييع الجنازة من قصر الشعب، حيث سجي الجثمان لإلقاء النظرة الأخيرة عليه، إلى مقبر العالية مرورا بساحة أول ماي فشارع جيش التحرير، ثم الطريق السيار شرق - غرب وبلدية المحمدية.
وقد طغى عنصر الشباب على المشيعين الذين قدموا من جميع أنحاء البلاد لتوديع هذا القائد الرمز، وبعد أن غص المسار بالمشيعين، الذين أبوا إلا أن يصاحبوا الموكب راجلين، وجد بمحيط مقبرة العالية طوفان من المواطنين ينتظرون إلقاء النظرة الأخيرة على قائدهم الذي أحبط كل المؤامرات التي كانت تحاك ضد البلاد والشعب، سواء تلك التي عرف الشعب أو التي لم يعرفها لأسباب تمليها مصلحة الأمة والتي سيكشفها الوقت في حينها.
وعكست الجموع الحاشدة للمشيعين أجواء المسيرات الحاشدة للحراك الوطني في هدوء وخشوع يليقان بتوديع القائد الرمز الذي ثبت على الحق وأوفى بالوعود التي أعطاها للشعب بأن يحقق مطالبه كاملة ويخرج البلاد من النفق غير معروف العواقب الذي أراد أن يدخلها فيه أعداؤها في الخارج وأذنابهم في الداخل، غير أن الفارق أن حشود الحراك الشعبي هبت للإطاحة بالعصابة وأذيالها فأسقطتهم من بروجهم العاجية، في حين جاءت حشود المعزين لإعطاء قائد مسيرة التغيير المكانة الرفيعة التي يستحقها وحناجرهم تتضرع للمولى عز وجل أن ينزله منزل الشهداء والصالحين، وشتان بين الثرى والثريا.
وقد ووري جثمان الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ـ الذي وافته المنية الاثنين الأخير عن عمر ناهز 80 عاما إثر سكتة قلبية ـ الثرى بعد ظهر أمس، بمربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
وحضر مراسم الجنازة كل من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون ورئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح ورئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين ورئيس المجلس الدستوري كمال فنيش والوزير الأول بالنيابة صبري بوقدوم ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وأعضاء من الحكومة وشخصيات سياسية وضباط سامين في الجيش وأفراد من عائلته.قبل أن يوارى الثرى، أقيمت على المرحوم صلاة الجنازة ليؤكد على إثرها مدير الإيصال والإعلام والتوجيه بوزارة الدفاع الوطني اللواء بوعلام مادي في كلمة تأبينية، أن الجزائر "فقدت رجلا من خيرة الرجال" وبرحيل الفريق القايد صالح "تكون الجزائر قد فقدت ابنا بارا من خير ما أنجبت"، منوها بفضله في إيصال الجزائر إلى "بر الأمان".
وفيما أوضح أن الفقيد "صدق النية فلقي حسن الخاتمة، وأن الله مد له عمره حتى تأدية الأمانة كاملة غير منقوصة كما أرادها الشهداء الأبرار"، شدد اللواء مادي على أن "كل ما بناه الفريق أحمد قايد صالح لن يذهب سدى وأن أفراد الجيش الوطني الشعبي سيبقون أسودا حامين عرين الوطن، متشبعين بالقيم السامية ولن يحيدوا عنها مهما كلفهم ذلك من ثمن، وسيواصلون على عهد الفقيد بجعل أمن الجزائر واستقرارها قرة أعينهم".
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد ترحم صباح أمس بقصر الشعب على روح الفقيد أحمد قايد صالح بعد أن ألقى النظرة الأخيرة عليه، ثم انتقل بعدها إلى مقبرة العالية لحضور مراسم تشييع جنازة الراحل.
وترحم مسؤولون سامون في الدولة وفي الجيش، يتقدمهم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة، وأيضا رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين والوزير الأول بالنيابة صبري بوقدوم وكذا رئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح، بقصر الشعب على روح الفقيد، إلى جانب أعضاء الحكومة وشخصيات وطنية وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر الذين ترحموا جميعهم على روح الراحل قايد صالح. إضافة إلى مواطنين قدموا من مختلف ولايات الوطن لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم وتقديم واجب العزاء إلى أفراد عائلته المتواجدين بعين المكان.
وانطلق الموكب الجنائزي من مبنى قصر الشعب، حيث نقل جثمان الفقيد على متن مركبة عسكرية مسجى بالعلم الوطني ومرفوقا بأفراد من الجيش الوطني الشعبي في أجواء مهيبة إلى متواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية.