سفير الصين:
حريصون على تعزيز التواصل الاستراتيجي مع الجزائر
- 856
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر لي ليانها، مساء أول أمس، أن الانجازات المثمرة التي حققتها الجزائر والصين خلال السنوات الأخيرة، فضلا عن الإمكانيات الكبيرة التي يزخران بها، من شأنها تطوير علاقة الشراكة في إطار الإستراتيجية الشاملة التي تحكم العلاقات الثنائية. مؤكدا بأن الجانب الصيني يحرص على تعزيز التواصل الاستراتيجي والدفع ببناء مبادرة ”الحزام والطريق” في كل المجالات مع الجزائر.
وقال السفير الصيني في كلمة ألقاها بمناسبة تنظيم سفارته مأدبة إفطار على شرف الإعلاميين الجزائريين، أن بكين حريصة على العمل اليد في اليد مع الجزائر لترقية العلاقات الإستراتيجية الشاملة إلى مستويات جديدة، مضيفا أن البلدين تربطهما صداقة قوية ويتعاونان مع بعضهما البعض بكل إخلاص وصدق.
وذكر بالمناسبة بالمواقف التاريخية التي جمعت الجزائر والصين، على غرار دعم بلاده لقضية استقلال الجزائر رغم الظروف الصعبة التي مرت بها في خمسينيات القرن الماضي، فضلا عن اعترافها بالحكومة الجزائرية المؤقتة لتصبح بذلك أول دولة غير عربية تعترف بها. فيما لعبت الجزائر دورا حاسما في استعادة الصين مقعدها الشرعي في الأمم المتحدة سنة 1971.
وقال السيد ليانها إن البلدين يتبادلان مواقف تضامنية في بناء المصير الاقتصادي الوطني، فضلا عن تطابق وجهات نظرهما في الدفاع عن القضايا الدولية.
وأشار إلى أن بلاده أرسلت في أفريل 1963 أول فريق طبي إلى الجزائر، يعد الأول من نوعه إلى إفريقيا، كما توافد خلال العقود الماضية عديد الوفود الطبية الصينية إلى الجزائر قامت بمعالجة المرضى من دون مقابل، علاوة على إشرافها على ولادة 1,6 مليون مولود جديد، ما حظي بإشادة على مستوى الحكومة والشعب الجزائري.
وأوضح الدبلوماسي الصيني أنه تم في سنة 2014 إقامة علاقة إستراتيجية شاملة، حيث تعد الجزائر أول دولة عربية تقيم معها بكين هذه العلاقة، ما يعد خير دليل على تميز التعاون ومدى وجود رغبة مشتركة في تعميق العلاقات نحو منحى شامل.
وأوضح السيد ليانها، أن الجانبين عملا على تعميق الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز التنسيق والتعاون القائم على مبادئ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
أما في الجانب الاقتصادي والتجاري، فأشار إلى وجود عدة مشاريع تساهم فيها المؤسسات الصينية، منها مسجد الجزائر الأعظم و مطار الجزائر الجديد وغيرها من مشاريع البنى التحتية.
وتعتبر ”أوبرا” الجزائر –يضيف السفير- رمزا جديدا للصداقة بين البلدين، باعتبارها هدية من الحكومة الصينية والشعب الصيني إلى الشعب الجزائري، ليعرج على التعاون في مجال العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، مثل الاتصالات والمعلومات وقناعة السيارات، قبل أن يذكر باستفادة 800 جزائري سنويا من دورات تكوينية في مختلف المجالات.
كما عرض السفير الصيني من جهة أخرى المزايا التي تحملها مبادرة الحزام والطريق التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2013، حيث وقعت الصين على وثائق تعاون مع 127 دولة، بما فيها الجزائر وكذا 29 منظمة دولية، مشيرا إلى أنها ليست تحالفا عسكريا أو تحالفا جيواستراتيجيا، بل تركز على التعاون الاقتصادي دون إقصاء أحد.. وأوضح أن التعاون الدولي حقق في إطار المبادرة تطوّرا مهما قبل 6 سنوات، مجددا التأكيد على أن المبادرة تهدف إلى تحقيق التنمية والأهداف المشتركة، من خلال تعزيز الحوار والتشاور السياسي وتقوية التواصل وترابط البنى التحتية وتسهيلات التجارة والاستثمار وتعزيز المبادلات الإنسانية.