مبرزا أهمية تقليص الهوة التكنولوجية بين القارتين.. الخبير سيني لـ"المساء":

خبرة الجزائر حلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا

خبرة الجزائر حلقة وصل بين إفريقيا وأوروبا
الخبير الاقتصادي المتخصص في المسائل الدولية، نزيم سيني
  • 121
حنان . ح حنان . ح

أكد الخبير نزيم سيني الدور المحوري للجزائر في تعزيز العلاقة بين إفريقيا وأوروبا من خلال مساهمتها الفعالة في مجالات عدة، أبرزها الطاقة، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الذي يعد حلقة وصل بين القارتين، ناهيك عن خبرة الجزائر في القمم الدولية التي تعد رصيدا قيما للدفع بالقضايا الاستراتيجية  مثل الطاقة والصناعة والزراعة. سجل الخبير سيني، أمس، في تصريح لـ«المساء"، أنّ الجزائر كانت دوما تدعو إلى علاقة "رابح-رابح" مع الاتحاد الأوروبي من أجل التنمية الاقتصادية لإفريقيا، مثمّنا مشاركتها في القمة الإفريقية – الأوروبية المنعقدة بلواندا باعتبارها بلدا رائدا إقليميا.

وفي تقييمه لمخرجات القمة، لاسيما تخصيص أكثر من مليار ي أورو من الاتحاد الأوروبي لتطوير الطاقات المتجددة بإفريقيا، وصف سيني القرار بالبالغ الأهمية، لأنه يسهم في حل جزئي لتحديات تمويل مشاريع البنية التحتية الكبرى في إفريقيا، مذكرا بأن القارة كافحت لسنوات من أجل جذب مستثمرين من القطاعين العام والخاص لهذه الأنواع من المشاريع. واعتبر هذا النوع من التمويل "يساعد بشكل أساسي في زيادة معدل كهربة القارة.. وهو هدف طموح، فضلا عن التصنيع". كما أكد أن القرار يعتبر دليلا ملموسا على أنه "عندما تتوافق الأهداف وتتحسن العلاقات، يمكن للقارتين التعاون بفعالية".

من جهة أخرى، شدد الخبير على ضرورة تقليص حجم الهوة التكنولوجية بين إفريقيا وأوروبا، معتبرا ذلك أمرا بالغ الأهمية في توطيد العلاقات بين الجانبين، لاسيما في ظل التقلبات الجيوسياسية الحاصلة وبروز أقطاب جديدة ضمن نظام عالمي جديد. وأشار إلى أن اللقاء شكل فرصة للحديث عن سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين القارتين، والذي يتضمن رهانات كبرى ذات علاقة بالتنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة، خاصة وأن الجانبين يعملان على توطيد الروابط الاقتصادية والتجارية بينهما موازاة مع دعم العلاقات السياسية والدبلوماسية، ما يبرز، حسبه، أهمية مناقشة المسائل التي تخص الأحداث الجارية على المستوى الجيوسياسي، لاسيما في مجال الأمن والاضطرابات الاقتصادية العالمية.

ولاحظ الخبير سيني أن هناك فروقا كبيرة بين واقعي القارتين، تتطلب التفكير في كيفية استغلالها لخدمة الطرفين، موضحا أن إفريقيا تعيش مرحلة تطوّر اقتصادي يصل إلى 4,5% ونمو ديمغرافي غير مسبوق، على عكس أوروبا، التي تعيش فترة شيخوخة تتميز بتراجع النمو الاقتصادي إلى نحو 1,5%، مع تراجع هام في النمو الديمغرافي، لكنها بالمقابل تعد رائدة في المجال التكنولوجي لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيات المستقبل، التي تشهد فيها إفريقيا تأخرا، ما يحتم تعزيز التعاون بينهما لتقليص حجم الهوة.