وزير الاتصال جمال كعوان في ندوة «المجاهد»:
دعم الصحافة الوطنية تاريخيٌّ ومستمرٌّ
- 1918
أكد وزير الاتصال السيد جمال كعوان، أوّل أمس، أن الرسالة التي وجّهها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة عشية الاحتفال باليوم العالمي للصحافة، حملت ضمانات لتكريس حرية الصحافة في الجزائر، مبرزا التقدم المحقق في هذا المجال خلال العشريتين الأخيرتين، وهو ما يشهد عليه «تشريعها الخالي من كلّ عقوبة سالبة للحرية على الجنحة التي قد يرتكبها الصحافي».
وزير الاتصال في ندوة صحافية عقدها بمنتدى «المجاهد»، أوضح في رده على سؤال «المساء» حول المقاصد التي حملتها رسالة رئيس الجمهورية بخصوص دعوته الصحافة إلى أداء دور الرقيب اليقظ في تسيير الشأن العام وعمل الحكومة؛ تكريسا لمبدأ الخدمة العمومية، أوضح أن الرئيس بوتفليقة جدّد مرة أخرى إرادته الراسخة للارتقاء بحرية التعبير، من خلال منح الإعلام حق الانتقاد، والحديث عن الاختلالات المسجلة في عمل الإدارة والمؤسسات في إطار موضوعي وواضح بعيد عن المزايدات، مشيرا إلى أنّ ذلك دليل واضح على حرصه لتمكين الصحافة من أداء مهامها.
وإذ أكد أن الصحافة الجزائرية قطعت أشواطا هامة وحققت تطورات كبيرة مثل ما جاء في رسالة رئيس الجمهورية، أوضح الوزير أنّ دعم الصحافة الوطنية تاريخي ومستمر على الرغم من الأزمة التي عصفت ببعض العناوين الصحفية التي كانت تنشط في المجال.
كما عاد الوزير إلى التذكير بالمهمة المنوطة بالإعلام الوطني في ظلّ التحديات التي تجابهها البلاد في الظرف الراهن، داعيا الصحافة الجزائرية إلى الدفاع عن صورة البلاد داخليا وخارجيا.
على الصحافة أن تكون واعية بالتحديات
واستطرد وزير الاتصال في هذا الصدد يقول: «على الصحافة أن تكون على وعي بالتحديات التي تعيشها البلاد. لم يسبق لنا أن سمعنا يوما بصحفي فرنسي أو أمريكي كتب ضد مصلحة بلاده».
وفي رده على سؤال حول تقرير «مراسلون بلا حدود» الذي انتقد مؤخرا الواقع الإعلامي في الجزائر، وصف الوزير مضامينه باللاحدث؛ كونه لا يمتّ صلة بالحقيقة، مشيرا إلى أن بلادنا تتميز بخصوصيتها التاريخية، كما أنها تعيش وضعا حساسا في ظل الاضطرابات التي يعيشها العالم اليوم. وأعطى الوزير مثلا بالمغالطات التي تثيرها بعض وسائل الإعلام الأجنبية بخصوص قضية المهاجرين رغم التكفّل التام للسلطات الجزائرية بهم، على غرار العائلات السورية التي تحظى بكل الاهتمام، ليخاطب الإعلاميين قائلا: «لماذا لا ترد الصحافة الجزائرية على هذه الافتراءات لكشف الحقيقة؟».
وبخصوص صندوق دعم الصحافة اعتبره السيد كعوان وسيلة لدعم الصحافيين والعمل الصحفي بالجزائر بالنظر إلى إسهامات القطاع في البعد الوطني، مضيفا أن السلطات العليا في البلاد أنشأت هذا الصندوق من خلال ميكانيزمات فعالة، يتم حاليا العمل على تفعيله.
من جهة أخرى، أشار وزير الاتصال إلى أنّ الرهان الحقيقي الذي تواجهه الصحافة الجزائرية هو الواجهة التكنولوجية، داعيا الإعلام إلى مواكبة التكنولوجيا وترقيتها والدفع بها إلى الأمام، من خلال رفع هذا الرهان والحضور المكثف والراقي والاحترافي في الفضاء الافتراضي.
وأوضح أن المشهد الإعلامي في الجزائر يحصي العديد من صحافة النشر الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي في استقاء المعلومة، مثمنا الدور الذي يلعبه هذا النوع من الصحافة في الجزائر شريطة العمل الاحترافي. وكشف، في هذا السياق، عن اعتزام الوزارة اتخاذ إجراءات لتنظيم العمل الصحفي الإلكتروني بالجزائر، مبررا حتمية تبنّي هذا التوجه لكون 70 بالمائة من الأخبار تتداول في الأنترنيت، بما فيها فايسبوك، الذي أصبح «ميديا»، يمكن من خلاله نشر نص مرفق بالصورة والفيديو، مما يعني أن أكبر خطر على الصحافة هو الزحف التكنولوجي والرقمنة.
من جهة أخرى، تطرق الوزير للقنوات الخاصة التي وصفها بالمكسب الهام للجزائر، مشيرا إلى أنّ هذه الأخيرة فتية وتخضع لدفتر شروط، وأن ما يقع من تجاوزات «غير مقبولة» على مستواها في بعض الأحيان مثل القذف وتواجد الأطفال في البلاطوهات وغيرها من الأمور، يبقى من مهام سلطة ضبط السمعي البصري، التي تبقى المخولة الأولى لضبط هذه القنوات باعتبارها سلطة مستقلة.
أما بخصوص سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي دعا رئيس الجمهورية إلى تنصيبها، أوضح السيد كعوان أنّ المسار يشهد تقدّما كبيرا، وأن كل الأمور جاهزة من الناحية المؤسساتية.
وبخصوص القمر الصناعي «الكوم سات» الذي تم إطلاقه بنجاح منذ أشهر، عدّه السيد كعوان بمثابة المكسب الكبير للجزائر؛ كونه يغطي كل القطر الجزائري. كما رحب كعوان بكل القنوات الخاصة التي تريد الانضمام إلى هذا القمر الصناعي، شريطة أن تكون جذابة بالدرجة الأولى، موضحا في هذا الصدد: «القنوات الخاصة التي تجلب عددا كبيرا من المشاهدين مرحَّب بها في الساتل».
للإشارة، تم في ختام الندوة الصحافية تكريم إعلاميين من القطاعين العمومي والخاص.
❊مليكة خلاف