بن حبيلس تصف اتهامات منظمة الهجرة بالفاقدة للمصداقية
دعوة رجال الأعمال لدعم ضحايا الفيضانات
- 1255
أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس، أمس، أن توجيهها دعوات لرجال الأعمال لدعم حملة التبرع لسكان الجنوب والمناطق النائية جاءت على إثر الفيضانات التي عرفتها تلك المناطق مؤخرا، والتي ستؤثر بلا شك على الدخول المدرسي المقبل. كما وصفت المتحدثة الحملة الجديدة التي تتعرض لها الجزائر من قبل المنظمة الدولية للهجرة، بعد استئنافها ترحيل المهاجرين الأفارقة بالواهية والفاقدة للمصداقية.
وأوضحت بن حبيلس، في اتصال مع "المساء" أنها ليست المرة الأولى التي توجه فيها دعوات لرجال الأعمال للمشاركة في العمل التضامني، بل أن المبادرة انطلقت منذ 2014، تجسيدا لإستراتيجية الهلال التي ترتكز على نشر ثقافة التضامن قناعة منه بوجود تكامل بين سياسة التضامن التي هي على عاتق الدولة و ثقافة التضامن، مؤكدة استحالة تحقيق أي هدف في غياب أحدهما.
وبالنسبة لدرجة تجاوب رجال الأعمال مع مبادرة الهلال الأحمر الجزائري، قالت رئيسة الهيئة الإنسانية أن هناك تفاوتا في هذا المجال، مؤكدة أن الهلال الأحمر الجزائري مازال يوجه حملاته التحسيسية لهذه الفئة، فضلا عن اللقاءات التي يعقدها مع كافة الأطراف مثل اللقاء الذي يرتقب أن تعقده بعد غد (الخميس)، مع مدير مؤسسة نفطال، مشيرة في هذا السياق إلى وجود تجاوب أيضا من قبل المواطنين البسطاء.
وقالت بن حبيلس، إن دعوتها الجديدة الموجهة لرجال الأعمال تندرج في إطار تقديم الدعم
للعائلات المتضررة من الفيضانات بعين قزام والتي يبلغ عددها 45 عائلة، فضلا عن 30 عائلة بتينزاوتين، مؤكدة ضرورة رفع العبء عنها قبل الدخول المدرسي. وأضافت في هذا السياق أن المنطقة بحاجة إلى 250 محفظة مجهزة بالأدوات المدرسية.
وأوضحت المتحدثة أن فروع الهلال الأحمر الجزائري على المستوى الوطني مجندة من أجل جمع التبرعات، من محافظ وأدوات مدرسية ومآزر للأطفال. وتطرقت في هذا الصدد إلى نقص النقل المدرسي في البلديات النائية مثلما لمسته خلال زيارتها الأخيرة إلى بلدية سلمان بولاية الجلفة، والتي تعد من أفقر بلديات الولاية، مشيرة إلى أن العديد من الأطفال توقفوا عن الدراسة بسبب بعد المسافة.
وأوضحت في هذا الإطار أن جهود الهلال الأحمر الجزائري أفضت إلى الحصول على تمويل لتوفير النقل المدرسي بهذه المنطقة، حيث ستسلم الطلبية مع الدخول المدرسي القادم. مضيفة أن هذه البلدية كانت في سنوات التسعينيات معقلا للإرهابيين مما يعني وجود العديد من الضحايا مما يستوجب تكثيف النشاط التضامني بهذه المنطقة.
الجزائر ليس لديها أجندات وراء العمل الإنساني
وبخصوص الحملة التي تعرضت لها الجزائر من قبل المنظمة الدولية للهجرة بعد استئنافها ترحيل المهاجرين، أكدت بن حبيلس، أن مصداقية هذه المنظمات الدولية مرهونة بوفائها للمبادئ، بمعنى أن المبدأ يقتضي تحري الحقائق في من تسبب في هذه المأساة الإنسانية.
واستطردت قائلة "ما دامت هذه المنظمات لم تتعمق في التحري في الموضوع ولم تحرك ساكنا من أجل طلب حسابات من المتسببين في هذه المأساة الإنسانية فإن مصداقيتها مشكوك فيها، لأن ما نعيشه اليوم من تدفق للمهاجرين وفقدانهم في البحر الأبيض المتوسط والصحراء، علاوة على تشرد العائلات في كل مكان هي تداعيات سياسة (الناتو) في ليبيا" على سبيل المثال.
كما دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري هذه المنظمات لتوجيه أصابع الاتهام لمن تسبب في هذه المأساة، وأن تفرض ثقلها حتى يتحمّلوا مسؤولياتهم بدل توجيه اتهامات لبلد قام بواجباته الإنسانية وأكثر.
واستطردت بالقول "نحن نقوم بالواجب الإنساني ليس احتراما للمواثيق الدولية فحسب وإنما وفاء لمبادئنا وقيمنا الأصيلة، كما نتسم بميزة أخرى أيضا وهي أنه ليست لدينا أجندات وراء العمل الإنساني، بل أن قناعتنا ترتكز على ضرورة مد يد العون لمن هو في حاجة إلينا".
وكانت الجزائر قد رحلت نهاية شهر جوان الماضي، حوالي 400 مهاجر إفريقي بحضور وفد إعلامي رافق العملية انطلاقا من مراكز التجميع في الجزائر العاصمة إلى غاية الحدود الجنوبية مع دولة النيجر، بغية إضفاء الشفافية ونقل شهادات حية عن ظروف الترحيل.
كما أعلنت وزارة الخارجية عن استئناف عملية الترحيل مطلع شهر أوت الجاري، وذلك بهدف التصدي الجيد لظاهرة الهجرة غير الشرعية ومحاربة شبكات الاتجار بالبشر، مضيفة أن الأمر يتعلق بالمهاجرين من دولة النيجر تنفيذا للاتفاق المبرم بين البلدين في هذا المجال.
وفي هذا الصدد أكد مدير دائرة الهجرة في وزارة الداخلية السيد حسان قاسيمي، أن "عمليات إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى الحدود تجري طبقا للقانون الجزائري والالتزامات الدولية للجزائر، وفي ظل الاحترام الصارم لحقوق الإنسان وكرامة الأشخاص المعنيين".
كما أضاف أن" عمليات الترحيل تتم بموافقة مسبقة من سلطات البلدان المعنية التي تقوم بتحديد هوية المعنيين وإصدار جوازات مرور قنصلية لهم، وبمشاركة متطوعي الهلال الأحمر الجزائري وأفراد الحماية المدنية"، مشيرا إلى وجود معلومات دقيقة أكدتها أيضا منظمات أفريقية، تشير إلى أن الأطفال يباعون في كل من نيامي، أغاديس، أساماكا وأرليت في النيجر، ويأتون بهم إلى الجزائر ويستغلونهم في ظروف غير إنسانية من الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا".
نفي اقتحام مهاجرين أفارقة لمخزن الهلال بأدرار
من جهة أخرى كذّبت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، في حديثها إلى "المساء" خبر اقتحام مهاجرين أفارقة لمخزن الهلال الأحمر في منطقة تيمياوين بأدرار، مثلما تم تداوله عبر فيديو بث في مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة بأنها اتصلت شخصيا بمكتب الهلال الأحمر في الولاية الذي أكد لها عدم صحة الحدث وأن الفيديو مفبرك.
وتساءلت السيدة بن حبيلس، عن من يقف وراء هذه الإشاعات التي تهدف إلى زرع الفتنة والبلبلة بين الجزائريين والمهاجرين الأفارقة، مبرزة التزام الجزائر بدورها التضامني إزاء قضية المهاجرين الأفارقة.
❊ مليكة /خ