فيما أكد رفضه محاولات التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد

رئيس الجمهورية: لن نقبل بإبعاد الجزائر عن الحلول المقترحة للملف الليبي

رئيس الجمهورية: لن نقبل بإبعاد الجزائر عن الحلول المقترحة للملف الليبي
  • 793
مليكة. خ مليكة. خ

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أول أمس، موقف الجزائر ”الرافض بقوة” لكل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية، مضيفا أنها ”ستظل تنأى بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول”، في حين جدد استعدادها” لمد يدها لجميع الدول للإسهام في محاربة الإرهاب العالمي، والجريمة المنظمة والعابرة للحدود والمخدرات وكل الآفات الاجتماعية العالمية بهدف الإسهام بفعالية في تحقيق السلم والأمن العالميين”.

واستعرض رئيس الجمهورية في خطابه بعد أدائه اليمين الدستورية بقصر الأمم، القضايا الثابتة في السياسة الخارجية للجزائر على غرار قضية الصحراء الغربية، التي قال عنها بأنها تبقى ”مسألة تصفية استعمار مسجلة لدى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وينبغي أن تظل بعيدة عن تعكير العلاقات مع الأشقاء”، في إشارة إلى المملكة المغربية، مضيفا أن ”الجزائر ستسعى للحفاظ على حسن الجوار وتحسين علاقات الأخوة والتعاون مع دول المغرب العربي. ولن يصدر منها ما يسوءهم أو يعكّر صفوهم”.

كما تحدث الرئيس المنتخب عن بناء الصرح المغرب العربي، الذي اعتبره حلم الآباء والأجداد، مؤكدا أنه سيبقى في قائمة اهتمامات الدولة الجزائرية، موازاة مع حرص الجزائر على الحفاظ على حسن الجوار وتحسين العلاقات الأخوية والتعاون مع كل دول المغرب العربي. وغير بعيد عن المنطقة المغاربية أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أن الجزائر تبقى ”أول وأكبر المعنيين باستقرار ليبيا أحب من أحب وكره من كره”، وأننا ”لن نقبل أبدا بإبعادها عن الحلول المقترحة للملف الليبي”، مؤكدا في السياق ذاته أنها ”ستبذل المزيد من الجهود من أجل الحفاظ على وحدة ليبيا الشعبية والترابية”.

واغتنم تبون، المناسبة لدعوة ”جميع الليبيين إلى لم صفوفهم وتجاوز خلافاتهم ونبذ التدخلات الخارجية التي تباعد بينهم، وتحول دون تحقيق غايتهم في بناء ليبيا الموحدة المستقرة والمزدهرة”. وبخصوص القضية الفلسطينية شدد الرئيس تبون، على أنها من ثوابت السياسة الخارجية للدولة الجزائرية، قائلا في هذا الصدد ”سوف نظل مثلما كنّا منذ الأزل سندا لإخواننا الفلسطينيين، لن نتأخر في الاستجابة إلى ندائهم وسوف نقف مع نضالهم حتى استرجاع حقهم المشروع في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحقيق حق العودة”، داعيا المجتمع الدولي إلى ”تحمّل مسؤوليته التاريخية اتجاه الشعب الفلسطيني الذي يواجه قوة استعمارية غاشمة، وذلك بتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالشرعية الدولية”.

وعن مواقف الجزائر تجاه القضايا العربية دعا تبون، كافة الدول العربية دون استثناء إلى تعزيز علاقات الأخوة والتعاون ورص الصف بهدف تجاوز المحن والمصائب التي تشهدها المنطقة العربية في الآونة الأخيرة، تحت مسميات مختلفة قائلا في هذا السياق: ”إننا نتطلع بشوق لنرى أشقاءنا في سوريا والعراق واليمن قد تجاوزوا محنتهم، وإننا على استعداد للإسهام في تيسير سبل تحقيق ذلك بصدق وإخلاص وحسن نية”، مضيفا أن ” الجزائر لن تدّخر أي جهد في سبيل إصلاح الجامعة العربية بصفتها المظلة الجامعة لكل العرب، والمعبّرة عن وحدتهم ووحدة مصيرهم”.

وفيما يتعلق بالوضع في دول الساحل الإفريقي، أكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر ستبذل المزيد من الجهود للإسهام في استقرار المنطقة وتعزيز التنمية فيها وتفعيل علاقات التعاون أكثر، مضيفا أن الدبلوماسية الجزائرية ستبذل المزيد من الجهد من أجل تطبيق ميثاق السّلم والمصالحة في مالي، والذي تم التوقيع عليه في الجزائر العاصمة، مضيفا بالقول ”سوف تظل الجزائر بابا مفتوحا ويدا ممدودة لهم لمساعدتهم على تجاوز خلافاتهم”.