الجزائريون يحيون عيد الفطر في أجواء من الفرحة والتآخي
رئيس الدولة يؤدي صلاة العيد بالجامع الكبير
- 721
أحيا الشعب الجزائري عيد الفطر المبارك في أجواء من الفرحة والتآخي والتراحم والتغافر والتكافل ولمّ الشمل، وسط عادات وتقاليد مميزة تحافظ الأسر الجزائرية على إحيائها، حيث اكتظت المساجد منذ الصباح الباكر، بجموع المصلين عبر ربوع الوطن لأداء صلاة العيد، التي اغتنمها أئمة المساجد للدعوة إلى رص الصفوف وصون الوحدة الوطنية والحفاظ على استقرار وأمن الوطن.
واستحضر الجزائريون القيم الاحتفائية التي دأبوا على إحيائها في مثل هذه المناسبة الدينية، على غرار إحياء صلة الرحم بزيارة الأهل والأقارب، إضافة إلى زيارة المقابر والمستشفيات لتقاسم فرحة العيد مع من لم يسعفهم الحظ في عيشها وسط الأهل والأحباب في هذه المناسبة.
وقد أدى رئيس الدولة عبد القادر بن صالح صبيحة الثلاثاء، صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالعاصمة في جو من الإيمان والخشوع.
وحضر صلاة العيد كل من رئيس المجلس الدستوري كمال فنيش، ورئيس مجلس الأمة بالنيابة صالح قوجيل، ورئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، والوزير الأول نور الدين بدوي وعدد من أعضاء الحكومة، بالإضافة إلى أعضاء السلك العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر.
وذكّر الإمام في خطبتي صلاة العيد بمعاني وقيم العيد في التراحم والتسامح والتكافل والتآزر بين أفراد المجتمع الواحد، مضيفا أن في هذا اليوم يفرح المؤمنون ويستبشرون خيرا بصيامهم وقيامهم شهر رمضان الكريم إيمانا واحتسابا، والذي يُعتبر أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.
وقال الإمام إن العيد هو اليوم الذي يتسلم فيه المؤمن الجائزة الكبرى؛ لما وفقه المولى عز وجل لأداء ركن من أركان الإسلام، مضيفا أن خلال هذه المناسبة يطهر المؤمنون أضغانهم وأحقادهم والتصالح فيما بينهم؛ من خلال زيارة الأقارب، والعطف على الفقراء والمحتاجين، وتذكر المكروبين والمساكين؛ باعتبار أن العيد أساس التكافل الاجتماعي وتجديد العلاقة بين المسلمين.
وبعدما أشار إلى أهمية حفظ الأمانة والأمن والسلام وترسيخ مبادئ العدالة في كل المجالات وتحقيق المساواة بين الناس، ذكر الخطيب بأن الجزائريين مدعوّون لتحقيق الأمن الغذائي للأجيال القادمة وتطوير الاقتصاد. كما دعا إلى تقوية الوازع الديني والوطني عند الشباب؛ لأنه يُعتبر الضمان لتنشئة أجيال شعارها "المسؤولية تكليف وليست تشريفا"، وحفظ الأمانة غير مبدلين ولا مغيرين، مشيرا إلى أن جسد الأمة الإسلامية لايزال ينزف دما؛ لأن أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى لايزال يدنَّس من طرف قوات الكيان الصهيوني، داعيا الأمة الإسلامية إلى النهوض من سباتها لتحرير القدس الشريف من الأيادي العابثة الصهيونية.
وعقب ذلك، تلقّى رئيس الدولة تهاني العيد المبارك من قبل أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي، بالإضافة إلى جمع غفير من المصلين، الذين أصروا على تهنئة رئيس الدولة.
وفد وزاري يزور الأطفال المرضى والأشخاص بدون مأوى
بنفس المناسبة، قام وفد وزاري صباح أول أمس، بزيارة الأطفال المرضى بمستشفى جيلالي بلخنشير (بيرطرارية) بالأبيار، وكذا نزلاء مركز إيواء الأشخاص من دون مأوى بدالي ابراهيم بالجزائر العاصمة.
وتخللت زيارة هذا الوفد الذي تشكل من وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية وكذا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي إلى جانب والي الجزائر العاصمة عبد الخالق صيودة والمنتخبين المحليين، عملية توزيع هدايا على المرضى بالمستشفى والنزلاء المسنين بدون روابط أسرية الذين يقيمون بمركز دالي ابراهيم؛ بغية إدخال عليهم الفرحة في جو عائلي بهيج، يعكس صور التضامن والتلاحم والتآزر الاجتماعي في هذه المناسبة الدينية.
كما سمحت هذه الزيارة بتقاسم بهجة العيد مع الأطفال المرضى والفئات التي هي في وضعيات صعبة، ويتعذر عليهم قضاء مناسبة عيد الفطر بين أفراد عائلاتهم.
وعلى هامش الحفل الذي أقيم بمركز إيواء الأشخاص بدون مأوى بدالي ابراهيم، حيّت وزيرة التضامن ووزير الصحة كافة العمال الساهرين على المناوبة في مناصب عملهم، وأفراد الجيش الوطني وكافة الأسلاك الأمنية.
ومن جهته، أوضح والي الجزائر العاصمة أنه تم مؤخرا تسليم سكنات اجتماعية لفائدة 9 عائلات بدون مأوى كانت تقيم ببعض مراكز الإيواء الاستعجالي ومؤسسات استقبال الأشخاص المسنين والأطفال المسعفين على مستوى ولاية الجزائر، في إطار التكفل بانشغالات هذه الفئة الهشة، مؤكدا أن هذه العملية ستتواصل، وستمس عائلات أخرى تقيم بهذه المراكز.
للإشارة، فقد تقاسمت كافة مناطق البلاد أجواء الفرحة باستحضار تقاليدها المتميزة بمناسبة عيد الفطر المبارك، الذي تم الاحتفال به في أجواء مفعومة بالخشوع والبهجة والتآزر.