فرنسا تعيش أزمة اقتصادية ووزير داخليتها يصعّد من تصريحاته.. خبراء لـ "المساء":
ردود الجزائر تفحم اليمين المتطرّف

- 153

بورزامة: على روتاريو تعلّم أبجديات التعامل الدبلوماسي مع الجزائر
بودهان: الجزائر تكشف الادعاءات الكاذبة لفرنسا بحقائق دامغة وواقعية
أكد خبراء. أن الحقائق التي تكشفها الجزائر في كل مرة للرد على مزاعم اليمين المتطرّف الذي يروّج لمزاعم خاطئة تتعلق بمساعدات مزعومة تقدمها باريس لبلادنا، من شأنها أن تفضح الوجه الحقيقي لهذا التيار الانتقامي الذي تقف وراءه كيانات خفيّة، مشيرين إلى أنه على عكس ذلك فإن فرنسا هي التي استنزفت ثروات الجزائر خلال فترة الاستعمار، كما حازت على أفضل الصفقات الاقتصادية خلال مرحلة ما بعد الاستقلال.
قال الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي مصطفى بورزامة، في اتصال مع "المساء" إن اليمين المتطرّف يتبنّى منطقا خاطئا عندما يتحدث عن امتيازات مزعومة تحصلت عليها الجزائر، في حين أن الفرنسيين هم الذين تحصلوا على امتيازات حتى قبل عام 1962، عن طريق مشاريع كانت تمنح لهم عن طريق صفقات تفضيلية.
وتساءل بورزامة، عن أي مساعدات تتحدث عنها باريس وهي التي كانت تصول وتجول في إفريقيا، مضيفا أنه على اليمين المتطرّف أن يخجل من نفسه لأن الجزائر هي التي ساعدت فرنسا قبل أن تطأ قدمها أرض الجزائر عام 1830، حيث كانت باريس تعيش أزمات اقتصادية وكانت تستفيد من المساعدات الجزائرية.
وعلى عكس ما يروّجه اليمين المتطرّف، أشار المحلل السياسي، إلى أن فرنسا هي التي عطّلت التطور الاقتصادي والديمغرافي والعلمي في الجزائر، مضيفا أنه حتى خلال السنوات الأخيرة كانت الجزائر تمنح الأولوية لباريس في إبرام الصفقات وتحصل على ضوئها على مبالغ كبيرة.
وعليه أوضح أنه على روتاريو، الاستقالة كونه بحاجة لتعلّم أبجديات السياسة وفن التعامل الدبلوماسي مع الجزائر، مضيفا أن أسلوب تعامله لا يخرج عن نطاق المراهقة السياسية.
وتحدث بورزامة، عن الانقسام الذي تشهده الطبقة السياسية الفرنسية، مشيرا إلى وجود طرف في الدولة الفرنسية يحتكم إلى لغة العقل والمنطق، ويعي أن خسارة الجزائر كشريك تربطه معه اتفاقيات كبيرة جدا سيؤثر بالسلب على الطرف الفرنسي.
وأبرز في هذا السياق ضرورة وضع كل الملفات العالقة بين الدوليتين من بينها الذاكرة الوطنية واتفاقية 68 التي عدلت 3 مرات، مضيفا أن ما يهم اليمين المتطرّف هو تأجيج الأزمة والضغط على الجزائر، غير مدرك بأن الدولة الجزائرية لم تعد تلك التي كانت في بداية الستينيات، بل أصبحت اليوم تزخر بنخب وبتعدد الشراكات القوية مع مختلف الدول، فضلا عن أن توجهها اليوم نحو العمق الإفريقي الأمر الذي يستسغه اليمين المتطرّف.
وفي المقابل أكد الباحث الأكاديمي، أن الجزائر لم تغلق كل الأبواب في وجه فرنسا بل هي من تتبع سياسة ضبط النّفس، كونها تريد حماية هذه العلاقات بمنطق براغماتي وسياسة النّد للنّد، مضيفا أن الجزائر لم يسبق لها أن تعدّت على أي بلد مهما كان، في الوقت الذي يحاول اليمين المتطرّف الذي تقف وراءه كيانات تأجج الوضع.
من جهته قال المحلل السياسي موسى بودهان، في اتصال مع "المساء" أن الجزائر تفضح في كل مرة الادعاءات الكاذبة لليمين المتطرّف عبر حقائق دامغة لحقائق واقعية بخصوص المزايا التي تحصلت عليها فرنسا في الجزائر، من نهب تم تحت أعين مسؤولين سابقين.
وتساءل محدثنا، كيف لفرنسا أن تطلق مزاعم عن مساعدات قدمتها للجزائر وهي التي تتباهى بجرائمها في الجزائر، وتحاول تصوير فترة احتلالها للجزائر على أنها نشر للحضارة، مشيرا إلى أنها لم تكتف بذلك بل راحت تسنّ القانون الممجد للاستعمار، في الوقت الذي تخرج فضائح جرائمها المرتكبة في الجزائر على غرار استعمال الأسلحة الكيماوية خلال فترة الاستعمار إلى العلن.