قراءة في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد
رسائل قوية للأجيال لتكون في مستوى تضحيات الشهداء
- 489
تقاطعت قراءات وتحاليل المتدخلين في ندوة نظمها أمس، متحف المجاهد حول موضع "قراءة تحليلية في رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم الوطني للمجاهد"، بأن هذه الرسالة تندرج ضمن المادة 76 من الدستور التي تلزم كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها شخص رئيس الجمهورية بالاهتمام بالتاريخ وتعليمه للأجيال.
واعتبر أستاذ القانون عامر رخيلة، في تدخله أن هذه المادة تعد مكسبا دستوريا بالنظر للأهمية البالغة للتاريخ في حاضر ومستقبل الأمم. وهو ما جعله يؤكد على ضرورة أن تعكس المنظومة التربوية بكل مراحلها وحتى الجامعية الرصيد التاريخي الذي تزخر به الجزائر لتلقينه وتعليمه للأجيال لاستلهام العبر منه.
وقال إن رئيس الجمهورية وبمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955، ومؤتمر الصومام 20 أوت 1956 توجه برسالة للشعب الجزائري.
وفي قراءته لرسالة رئيس الجمهورية بمناسبة يوم المجاهد، أكد محمد بوعلاق، القائد العام للكشافة الإسلامية، أنها حملت رسائل عديدة أقواها تلك التي تدعونا لأن نكون في مستوى التضحيات التي قدمها الشهداء والمجاهدون لبناء الجزائر التي حلموا بها.
إضافة إلى الاستلهام من التاريخ لبناء الحاضر والمستقبل من خلال وصف الشعب الجزائري وإرادته القوية والمعنوية التي كان يتمتع بها آنذاك في روح أكد قائد الكشافة الإسلامية، أن رسالة الرئيس شدّدت على ضرورة أن تعود من جديد للشعب الجزائري للفوز بمعركة الاقتصاد.
وقال إن رسالته تناولت عدة محطات في تاريخ الجزائر، حيث استهلها بتحليل الظروف التي وقعت في الهجومات ووصفها بالنقلة النوعية والبطولية في مسار الثورة مرورا بمرحلة الاستقلال والبدء في تشييد الدولة، ثم العشرية السوداء وكيف واجه الشعب الجزائري الإرهاب وصولا إلى فترة حكمه التي أكدت على ضرورة التوجه نحو الاقتصاد المتنوع باعتباره المسار الصحيح لضمان حاضر ومستقبل البلاد.
من جانبه عاد محمد كشود، الوزير الأسبق إلى حيثيات هجومات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، والظروف التي سبقت الهجومات، حيث أكد أن كل قادة الثورة الذين عاشوا بعد الاستقلال والمحللين اتفقوا على أنها كانت بمثابة إنقاذ للثورة التي انطلقت دون إمكانيات مادية. مثلها مثل مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، الذي يعد محطة تنظيمية إستراتيجية في مسار ثورة التحرير، حيث أكد الأستاذ عامر رخيلة، أنه ورغم تأخر عقده لـ19 شهرا فإنه رسم الإستراتيجية والمنهاج العسكري والسياسي للثورة التحريرية، وتم خلاله تقييم انطلاقها منذ الفاتح نوفمبر 1954 ورسم أفقها عبر تحديد نقاط الضعف والقوة والتأكيد على ضرورة تزويد الثورة بالإطار النظري.