حمل إحياء ذكرى اليوم الوطني للشهيد المصادف لـ18 فيفري من كل سنة ببومرداس، أمس، رسالة هامة للأجيال الناشئة، من أجل الحفاظ على اللحمة الوطنية والالتفاف حول قادة البلاد حفاظا على استقرار الوطن من جهة، والمساهمة بشكل فعّال في البناء في ظل وضع إقليمي وعالمي موسوم بالكثير من التوتر وعدم الاستقرار من جهة أخرى، حيث وجهت رسائل مباشرة للشباب، تذكرهم بأن استقلال الجزائر لم يأت من العدم، ومسيرة التشييد لابد أن تتم بسواعد الجميع.

ونظمت مديرية المجاهدين لولاية بومرداس بالتنسيق مع المديرية الفرعية للأنشطة العلمية والثقافية لجامعة "أمحمد بوقرة"، كلية الآداب وبيت الشعر، بالمناسبة، ندوة تاريخية بكلية الحقوق والعلوم السياسية ببودواو تحت شعار "رسالة الشهيد وفاء وبناء"، بمشاركة ثلة من الأستاذة الجامعيين من عدة ولايات. ما أضفى طابعا وطنيا على هذه الندوة التي تم خلالها إحياء ذكرى الشهيد التي تعود كل سنة للتأكيد على أهمية  تواصل الأجيال لترسيخ رسالة عظيمة، خلفها جيل ذهبي انتزع استقلال بلاده من مستعمر غاشم، انطلاقا من قناعة راسخة بأن العيش بكرامة في وطن مستقل أحسن ألف مرة من العيش تحت أقدام "الكولون". ولعل اختيار الشعار المذكور جاء للتأكيد على أهمية الوفاء لهذه التضحيات والاستمرار في تذكير الأجيال الصاعدة بهذه الرسالة ”على اعتبار أنه دين في أعناقنا لابد من تبليغه للأجيال الناشئة، وللتأكيد أيضا أننا لن ننسى من ضحى بدمه في سبيل أن ننعم نحن باستقلال الوطن”، تقول مديرة المجاهدين لبومرداس فايزة بودربالة في تصريح لـ"المساء".

من جهته، قال محمد ناجي عضو المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء والأمين العام للمنظمة بمكتب بومرداس، أن استقلال الجزائر جاء بفضل تضحيات كبيرة لخيرة أبنائها ممن اختاروا السير في سبيل الله والوطن قناعة منهم أن النتيجة ستكون إما النصر أو الاستشهاد، وتحدث بالكثير من الألم عن فقدانه والده الشهيد ”السعيد ناجي” المعروف بـ"السعيد الخلفوني”، داعيا أجيال الاستقلال للحفاظ على الأمانة كل في مجاله وحماية استقرار الجزائر.. الوطن، الذي قال إنه مسقي بدم ملايين الشهداء. كما حذّر المتدخل ”ممن يريدون السوء بالوطن سواء من الداخل أو الخارج”،  موجها نداء خاصا لإطارات الغد من طلبة، حثهم من خلاله على العمل الجدي لاستكمال مسيرة البناء والتشييد. نفس الرسالة وجهها الأستاذ الجيلالي فاسي أستاذ محاضر بكلية الآداب واللغات الأجنبية بجامعة بومرداس، حينما قال إننا مطالبون اليوم بمواصلة مسيرة البناء، مثلما كان يحلم بها الشهداء، غير أنه ربط ذلك بمدى تشبع الأجيال بمبادئ الثورة التحريرية التي اعتبرها غنية بالثوابت والقيم التي تشبع بها الشهداء وضحوا بأنفسهم لتجسيدها في بلد حر مستقل.