عطاف اعتبرها إضافة لمنظمة يتنامى تأثيرها الايجابي عالميا
رسميا.. الجزائر عضو في منظمة "آسيان"

- 181

❊ "آسيان" نموذج متميّز للتكامل الإقليمي ومثال يحتذى به
❊ مقاسمة الأعضاء الالتزام الثّابت بمبادئ معاهدة الصداقة والتعاون
❊ السياسة الخارجية للجزائر أساسها احترام مبادئ القانون الدولي
❊ الميل المتزايد إلى اللّجوء علنا إلى استخدام القوة يبعث على القلق الشديد
❊ قلقون من إضعاف المنظومة الأممية وجعل مجلس الأمن هيئة عاجزة
❊ الجزائر ملتزمة بالعمل مع "آسيان" للدّفاع عن السلام والاحترام المتبادل
❊ التنسيق مع "آسيان" لتسبيق الدبلوماسية وإعلاء القانون وتغليب تعدّدية الأطراف
أبرز وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، أمس، بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، الرغبة القوية للجزائر في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون العريقة بكافة الدول الأعضاء برابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، وسعيها من خلال انضمامها إلى معاهدة الصداقة والتعاون للمنظمة لإضافة بعد جديد إلى هذه العلاقات الثنائية.
استهل عطاف، كلمته خلال الدورة 58 لاجتماع وزراء خارجية "آسيان" بالقول "أقف أمامكم اليوم، وبلادي تستكمل ترسيم انضمامها إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا"، معربا عن تقديره لجميع الدول الأعضاء في "آسيان" على "ترحيبها بطلب الجزائر ودعم انضمامها إلى هذه المعاهدة الهامة".
وقال عطاف، "هذا اليوم يعد علامة فارقة في علاقات الجزائر مع "آسيان"، ونحن نتشرّف بالانضمام إلى أسرة الدول الأطراف في معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا، التي تجمع كل من يرى في "آسيان" مثالا يحتذى به ونموذجا يستلهم منه في جميع أنحاء العالم".
وأشار وزير الدولة، إلى أن "إقبال الجزائر على الانضمام إلى هذه الأسرة يرتكز على عدة اعتبارات، يمكن إيجازها في 3 دوافع رئيسية، يتمثل الأول في "تقديرنا وإعجابنا برابطة دول جنوب شرق آسيا التي أظهرت عبر ما تجسّده من أنشطة وأعمال وما تحقّقه، كيف يمكن للتعاون الإقليمي أن يقود التحوّل ويعزّز الاستقرار"، مشيرا إلى أن الجزائر "تعتبر "آسيان" نموذجا متميّزا للتكامل الإقليمي بإمكانه أن يلهم بحق جهودا مماثلة في جميع أنحاء العالم، وفي القارة الإفريقية".
كما أكد عطاف، دافع الرغبة القوية التي تحدو الجزائر في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها بدول منظمة "آسيان"، موضحا "نحن نسعى بانضمامنا إلى معاهدة الصداقة والتعاون إلى إضافة بعد جديد إلى علاقاتنا الثنائية، يشمل "آسيان" ككتلة موحدة يتصاعد صوتها الجماعي ويتنامى تأثيرها الإيجابي على الساحة العالمية".
ويضيف عطاف، "نطمح إلى تعزيز تفاعلنا وتوطيد علاقاتنا مع رابطة دول جنوب شرق آسيا، من خلال إقامة حوار شراكة قطاعية ونتطلّع إلى دعمكم ومساندتكم".
أما الدّافع الثالث فيتعلّق ـ حسب وزير الدولة ـ "باعتزازنا بمقاسمة الدول الأعضاء في "آسيان" التزامنا بمبادئ معاهدة الصداقة والتعاون، خاصة وأنها ذات المبادئ التي يكرّسها وبنفس القدر ميثاق الأمم المتحدة". واعتبر هذه المبادئ الركائز التي تستند إليها السياسة الخارجية للجزائر، وهي المبادئ التي "صقلت الهوية الخارجية للجزائر ووجهت ولا تزال أعمالها ومواقفها على الصعيد الدولي".
وأكد عطاف، "عالمنا في حاجة ماسة إلى تجديد الالتزام بهذه المبادئ، لاسيما في ظل التطورات والتوجهات المقلقة للغاية التي تتكشّف أمامنا"، لافتا إلى أن "ما يبعث على القلق الشديد بين هذه التوجهات هو الميل المتزايد إلى اللجوء علنا إلى استخدام القوة في تحد لجميع الأعراف
والقواعد الرّاسخة.. وما يثير القلق الأكبر هو الجنوح المتنامي إلى الانتهاك المتعمّد للقانون الدولي، بما في ذلك المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة". ونبّه عطاف، إلى أن ما يدعو إلى القلق البالغ هو "التهميش التدريجي للأمم المتحدة، وإضعاف المنظومة الأممية بأكملها وتحويل مجلس الأمن إلى هيئة عاجزة وشبه مشلولة".
وفي مواجهة هذه التطورات التي تسهم في إعادة تشكيل المشهد العالمي، أبرز عطاف، التزام الجزائر بالعمل إلى جانب "آسيان" في الدفاع عن قيم السلام والاحترام المتبادل والتعاون الحق والتكاتف بغية تعزيز احترام قواعد القانون الدولي، وعلى رأسها معاهدة الصداقة والتعاون.
كما أبرز التزام الجزائر "بالتنسيق الوثيق مع "آسيان" من أجل تسبيق الدبلوماسية على المواجهة وإعلاء سيادة القانون على القوة، وتغليب تعدّدية الأطراف على الأحادية على اعتبار أن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل يسوده السلام والازدهار للبشرية جمعاء".