الرئيس الإيطالي ينهي زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر

رغبة مشتركة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين

رغبة مشتركة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين
رئيس الجمهورية الإيطالية، السيد سيرجيو ماتاريلا
  • القراءات: 871
و. أ و. أ

شكلت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية الإيطالية، السيد سيرجيو ماتاريلا إلى الجزائر، فرصة مناسبة للتعبير عن "الرغبة المشتركة" في تعزيز سبل وعلاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الجزائر وإيطاليا، من خلال توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، مع التأكيد على تطابق الرؤى بينهما بخصوص مسائل إقليمية ودولية. واعتبر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال مأدبة عشاء أقامها، أول أمس السبت، على شرف نظيره الإيطالي أن زيارة هذا الأخير للجزائر تعد "مناسبة فريدة نستحضر من خلالها تاريخنا المشترك، الذي ألهم واقع العلاقات النوعية"، التي تجمع بين البلدين والتي تؤكد، مثلما أضاف، "عزمنا على العمل سويا، بغية الارتقاء بها نحو آفاق أرحب".

كما أكد الرئيس تبون، عقب المحادثات التي جمعته بنظيره الإيطالي عن "تطابق الرؤى" بين البلدين حول كافة المسائل ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن هذه العلاقات "قوية" وسوف "تتوطد أكثر في المستقبل القريب". كما كشف أنه تطرق أيضا مع نظيره الإيطالي إلى المسائل الإقليمية والدولية، مشيرا إلى "تطابق الرؤى" بالأخص حول الملف الليبي. وأشار رئيس الدولة إلى أن الجزائر وإيطاليا إسمان "ارتبطا في ذاكرة الحضارة الإنسانية، بإرث يضرب بجذوره في أعماق التاريخ وبمآثر بطولية ومواقف راسخة طبعت تاريخ الإقليم المتوسطي منذ عصور غابرة وإلى غاية تاريخنا المعاصر".

وفي معرض تأكيده على أهمية العلاقات الثنائية متعددة الأبعاد التي تربط الجزائر بإيطاليا، توجه الرئيس تبون إلى الرئيس ماتاريلا مخاطبا إياه بالقول، "زيارتكم فاتحة لعهد جديد يطبعه الطموح المشترك الذي يحذونا لبناء صرح علاقاتنا الثنائية وإضفاء ديناميكية جديدة على كافة أوجه الحوار والتعاون الاستراتيجي"، وهذا "بناء على المكتسبات التي حققتها الشراكة الجزائرية الإيطالية، لا سيما في إطار معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين منذ 18 سنة". كما أعرب الرئيس تبون عن "تفاؤله" في أن يخرج الاجتماع المقبل للجنة العليا بين البلدين بنتائج إيجابية. واغتنم رئيس الجمهورية الفرصة للتأكيد على علاقات "الصداقة القوية والمتينة" بين الجزائر وايطاليا، مبرزا أن "العلاقات الإيطالية الجزائرية ليست وليدة اليوم فهي "قديمة" وتوطدت أكثر أثناء الثورة التحريرية ناهيك عن المساعدات التي تلقيناها من إيطاليا في العشرية السوداء"، مؤكدا أن إيطاليا كانت "من بين الدول القليلة جدا التي وقفت إلى جانبنا آنذاك".

من جانبه، أكد الرئيس ماتاريلا بأن العلاقات الجزائرية- الإيطالية "متينة واستراتيجية"، قائلا "إننا نعمل في منحى تعزيزها وتمتينها أكثر". وأضاف بأن "البلدين يودان توسيع نطاق التعاون بينهما ليشمل مجالات وقطاعات أخرى غير القطاعات التقليدية التي نتعاون فيها". كما أكد الرئيس الإيطالي، بأن المباحثات مع الرئيس تبون تطرقت أيضا الى مجهودات بلاده لدفع الاتحاد الأوروبي من أجل تفعيل دوره في منطقة جنوب المتوسط لأنه باب تعاون يفتح على القارة الإفريقية و«الجزائر محور هام في المنطقة".

وتوجت زيارة الرئيس الإيطالي الى الجزائر بالتوقيع على ثلاث اتفاقات في مجالات التربية والعدالة وحماية التراث الثقافي بين  البلدين. و يتعلق الأمر باتفاق لفتح مدرسة دولية إيطالية في الجزائر وبروتوكول توأمة بين المدرستين العليتين للقضاء لكل من الجزائر وايطاليا، إضافة الى التوقيع على اتفاق اطار بين المدرسة الوطنية العليا لحماية التراث الثقافي و ترميمه بتيبازة (الجزائر) والمعهد المركزي للترميم بروما (إيطاليا). واختتم الرئيس الإيطالي زيارته إلى الجزائر من ولاية عنابة التي وقف بها أمس، عند كنيسة القديس أوغستين والموقع الأثري هيبون بعنابة، قبل أن يغادر التراب الوطني إلى بلده إيطاليا عبر مطار رابح بيطاط الدولي.