وصف تطورات الوضع في الجزائر بـ «الظاهرة الصحية»

زيتوني يؤكد شرعية مطالب الحراك

زيتوني يؤكد شرعية مطالب الحراك
  • القراءات: 843
ص. محمديوة ص. محمديوة

أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، أن المطالب التي يرفعها الطلبة في مسيراتهم الأسبوعية التي اعتادوا على تنظيمها كل ثلاثاء دعما للحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ 22 فيفري الماضي، هي «مطالب موضوعية وحقيقية وطبيعية يتبناها كل مواطن جزائري مخلص لبلده».

وفي تصريحات صحافية على هامش إشرافه أمس بالمتحف الوطني للمجاهد على إحياء الذكرى 63 لإضراب الطلبة إبان الثورة التحريرية في 19 ماي 1956، وصف وزير المجاهدين ما يحدث اليوم في الجزائر بـ «ظاهرة صحية جيدة». وقال إن المطالب المرفوعة «مطالب موضوعية وحقيقية وطبيعية، يتبناها كل وطني مخلص يحب بلاده وتاريخها ومستقبلها»، داعيا الشباب إلى «الاستعداد لحمل المشعل من أجل تسيير شؤون البلاد في المستقبل».

وفي رده على سؤال حول مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي، تمسّك وزير المجاهدين بموقف الجزائر المصر على ربط العلاقات الثنائية مع فرنسا؛ بتسوية ملفات الذاكرة العالقة بين الجانبين، مستبعدا إعادة بعث مشروع قانون تجريم الاستعمار على مستوى الحكومة الحالية؛ باعتبارها حكومة تصريف أعمال.

وقال في هذا السياق إن «التاريخ والوقائع التاريخية تجرّم الاستعمار الفرنسي.. ومن واجب كل جزائري وجزائرية تجريمه»، قبل أن يضيف من أجل ذلك «نحن مطالبون بإحياء تاريخنا والحفاظ على ذاكرتنا والعمل بوصية الشهداء كخطوة أولى، فيما تكون الخطوة الثانية على مستوى الحكومة».

وبالعودة إلى الحديث عن ذكرى إضراب الطلبة في 19 ماي 1956، أكد أنه «يشكل محطة ثورية من تاريخ الجزائر الشاسع والواسع، والذي لا يجب أن نمر عليه مرور الكرام». وقال في هذا الصدد بأن «الطلبة كانوا هم الوقود لثورة التحرير الوطني والحركة الوطنية، ومن الأوائل الذين لبوا النداء، وفجّروا ثورة أول نوفمبر»، مذكرا في سياق متصل، بأن تأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين جاء بعد إدراك الطلاب الجزائريين أن الواجب الثوري وواجب الجهاد لتحرير الجزائر هو الأولى.

وأشار الوزير إلى أن «إضراب 19 ماي 1956 الذي سجله تاريخ الثورة المباركة، عزّز من خلاله الطالب الجزائري تواجده في هياكل الثورة داخليا وخارجية؛ استجابة لنداء جيش التحرير الوطني وجبهته للعمل الثوري».

وشهد إحياء هذه الذكرى التاريخية بمتحف المجاهد، إلقاء محاضرات من قبل أساتذة جامعيين ومجاهدين ممن عايشوا الحدث التاريخي، الذين اتفقوا على أنه شكّل محطة محورية وحاسمة في مسار ثورة التحرير واستقلال الجزائر.

وفي هذا الإطار قدّم المجاهد عمار بوحوش الذي كان حينها طالبا يدرس في الولايات المتحدة، شهادته عن دور الطلبة الجزائريين في الخارج في التعريف بثورة التحرير وبعدالة القضية الجزائرية وهمجية المستعمر الفرنسي. وقال إنه كان من بين 80 طالبا جزائريا استفادوا في تلك الفترة، من منح من قبل منظمة الطلبة الأمريكية، للدراسة في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، ولبوا نداء الانضمام لثورة التحرير وتطبيق سياستها النضالية على المستوى الخارجي.

وأضاف المتحدث أن هناك حقيقة يجهلها الكثير من الجزائريين، وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من كانت تموّل فرنسا بالسلاح والمال لدعمها في حربها على الجزائر، «وهو ما جعل قيادة الثورة تكلف الطلبة الجزائريين المتواجدين في الولايات المتحدة، بمهمة إقناع الرأي العام والمسؤولين في هذا البلد، بعدالة القضية الجزائرية». وقد كُللت هذه المهمة، حسب المحاضر، بالنجاح بعدما استطاع هؤلاء الوصول إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1958 وليام فول برايت، وعقد لقاء مع العضو جون إيف كندي، اللذين اقتنعا بالطرح  الجزائري. وخلص السيد بوحوش إلى أن الفضل يعود بنسبة كبيرة، للطلبة الجزائريين في إقناع الولايات المتحدة بضرورة تقليص مساعداتها المالية والمادية الموجهة إلى فرنسا، التي كانت تكلفها الحرب في الجزائر مليار دولار، فضلا عن إقناعها بانتهاج سياسة تحررية في إفريقيا، وتبديد المخاوف التي أثارتها فرنسا بزعمها أن الثوار الجزائريين يسعون لإقامة دولة شيوعية في شمال إفريقيا.

من جهتهما، قدّم الأستاذان مولود غرين وكريم بناصر مداخلات تناولت نشأة الحركة الطلابية وتأسيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين عام 1955، فضلا عن ظروف الإضراب التاريخي وأسبابه وأهدافه وصداه، ورد فعل السلطات الاستعمارية على هذا الإضراب الذي دحض مزاعم فرنسا الاستعمارية وادّعاءها أن من يقوم بالثورة هم من الجهلة وقطاع الطرق، مؤكدين أن هذا الإضراب التاريخي أكد التفاف كل فئات المجتمع الجزائري حول جبهة وجيش التحرير الوطنيين.