فور استلام سجن القليعة الجاري إنجازه حاليا

سجن سركاجي يتحول إلى متحف للذاكرة الوطنية

سجن سركاجي يتحول إلى متحف للذاكرة الوطنية
  • 2176
  سيتم، قريبا، غلق سجن سركاجي (بربروس سابقا) بأعالي الجزائر العاصمة، وتحويله إلى متحف للذاكرة الوطنية، وذلك بمجرد استلام سجن القليعة الجاري إنجازه حاليا.وأكد المدير العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي مختار فليون، أن أشغال إنجاز هذا السجن تشهد تأخرا طفيفا، ولكن سيتم استكماله في القريب العاجل. وأوضح فليون أن سجن سركاجي سيسلَّم لوزارة المجاهدين، التي قال إنها عازمة على تحويله إلى متحف.  
 وارتبط اسم سجن سركاجي بأبشع ممارسات التعذيب وتنفيذ أحكام الإعدام اللاإنسانية ضد المجاهدين بالمقصلة؛ حيث احتضن المئات من المناضلين أو الخاوة، كما كان يطلَق عليهم، والذين زُج بهم في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم. ومن بين هؤلاء أحمد زبانة وعبد القادر فراج، اللذان أُعدما في عز الشباب وفي نفس اليوم بتاريخ 19 جوان 1956، أو فرناند إيفتون الذي أُعدم يوم 13 فيفري 1957.  وقام الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد، بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية، من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن، في ساحة هذا السجن، التي كانت تشهد هتافات ”تحيا الجزاير”، التي كانت تنبعث من حناجر المجاهدين من داخل الزنزانات كلما نُفذ حكم الإعدام في أحد منهم.
 وتذكر السيدة ز. أوكرين إحدى القاطنات بحي القصبة، أن السجن كان ”مكانا مروّعا”؛ حيث كان ”زبانة أول من نُفذ فيه حكم الإعدام، وكان هذا التنفيذ في غاية البشاعة؛ إذ ”أُعدم ثلاث مرات”.  وقالت في هذا السياق: ”أذكر جيدا أن هذا التنفيذ كان بشعا؛ حيث بقي زبانة حيا بعد محاولتين قبل أن يستشهد في المحاولة الثالثة!”.
 ويعود تاريخ بناء سجن سركاجي أو ”بربروس” خلال الحقبة الاستعمارية، نسبة إلى اسم بابا عروج، الذي استولى رفقة أخويه خير الدين وعيسى على مدينة الجزائر لحمايتها من مطامع شارل، كانت إلى سنة 1856 على أنقاض إحدى الحصون بالقرب من قلاع القصبة العليا، التي تطل على البحر وخليج ماتيفو.
 ومن بين مناضلي القضية الوطنية الذين مروا من هذا السجن مفدي زكريا، الذي كتب قصيدة ”من جبالنا”، التي كانت النشيد الوطني للجزائر المكافحة، بالإضافة إلى هنري علاق، جميلة بوحيرد، رابح بيطاط، آن شتينر، زهرة ظريف، بن يوسف بن خدة، عبان رمضان والمئات من ”الخاوة”.
 وغداة الاستقلال اقترح الرئيس الراحل أحمد بن بلة تحويل السجن إلى متحف لوجود العديد من الكتابات التي تركها شهداء الثورة على الجدران. وتم بالفعل غلق السجن لمدة قصيرة، وصُنّف معلما تاريخيا كشاهد على القمع الاستعماري، إلا أنه أعيد فتحه سنة 1965، لتعاد تسميته بسجن سركاجي. (واج)