التوقيع على 12 اتفاقية لترقية التعاون بين الجزائر وإيطاليا
سلال يؤكد توفر كل الظروف لتعزيز العلاقات
- 803
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أن كل الظروف مواتية لإقامة علاقات ثنائية ذات منفعة متبادلة بين الجزائر وإيطاليا، بفضل القرب الجغرافي والمصير المشترك والمكانة التي يكتسيها البلدان على مستوى المتوسط. مشيرا إلى أن هذه العلاقات ستعرف دفعا قويا بعد التوقيع على 12 اتفاقية للتعاون بين البلدين.
وأوضح السيد سلال، في كلمته لدى افتتاح أشغال الاجتماع الجزائري - الإيطالي الثالث رفيع المستوى بروما أمس، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى هذا البلد بدعوة من نظيره الإيطالي تندرج في إطار تقاليد الحوار الثنائي المثمر الرامي إلى إقامة شراكة استراتيجية معززة بما يخدم شعوب بلدينا. كما تؤكد الإرادة المشتركة في مواصلة التشاور حول مسائل إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن هذه الزيارة تعد بمثابة انطلاقة جديدة لمسار تعزيز العلاقات الجزائرية ـ الإيطالية الذي توّج بالتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون في جانفي 2003 بالجزائر العاصمة. وشهد التعاون بين الجزائر وإيطاليا منذ انعقاد القمّة الأخيرة في نوفمبر 2012 بالجزائر، تقدما ملموسا - يضيف الوزير الأول - الذي أكد أن الاجتماع الجاري سيسمح بفضل الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بتكثيف الشراكة الاستراتيجية من خلال تخصيص أجندة هامة تتمحور حول أهداف تنموية ذات أولوية.
تخص هذه الاتفاقيات الـ12 التي تم التوقيع عليها أمس، مجالات الفلاحة، البيئة، التنمية المستدامة، الشباب والرياضة، وكذا حماية التراث الثقافي. وأكد السيد سلال، أن تنصيب لجنة المتابعة كونها آلية مؤسساتية دائمة للتعاون، سيمكّن حتما من تثمين قدرات التعاون بين البلدين. ومن هذا المنظور تخص خارطة الطريق التي تم الاتفاق على مبدئها بشكل سديد القطاعات الاستراتيجية للتعاون الثنائي على غرار الطاقة،
المنشآت، المؤسسات، والصناعات الصغيرة والمتوسطة. وبالتالي فإنها سانحة لتحديد محاور جديدة للتعاون مرشحة لأن تصبح نقاط ارتكاز، وفروع واعدة من أجل علاقة اقتصادية مكثفة بين الجزائر وإيطاليا. مضيفا أن الإرادة السياسية والطموح المشترك للبلدين يمثلان عاملا هاما لبعث وتوطيد العلاقات، حيث تسعى الجزائر دون هوادة لتعزيز هذه الركيزة السياسية التي ستسمح للعلاقات بأن ترتقي إلى مستوى علاقات التعاون والمبادلات الثنائية.
وبخصوص المبادلات التجارية التي تضاعف حجمها أربع مرات تعد إيطاليا من الشركاء الأوائل – يقول السيد سلال – مشيرا إلى أن الجزائر واثقة من تعزيز هذه المبادلات كما وكيفا تحسبا لشراكة تأتي بالربح على الطرفين. وفي المجال الصناعي أبرز السيد سلال، توسع التعاون بشكل ملحوظ من خلال الحضور المتزايد للمؤسسات الإيطالية بالجزائر في مختلف القطاعات على غرار الطاقة، الموارد المائية، الأشغال العمومية، المنشآت، النقل، المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار السيد سلال، إلى أنه لا تزال هناك مجالات للتعاون والتكامل التي لم تستغل فيها كل الإمكانيات المتاحة بالنظر إلى السوق الجزائرية الواعدة وفرص الاستثمار العديدة المتاحة. داعيا شركاء الجزائر إلى التحلّي بالجرأة والمشاركة من أجل الاستفادة التامة من الضمانات المتعلقة بالاتفاقات الثنائية واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، قصد اغتنام الفرص الكثيرة المتاحة في إطار المخطط الخماسي الطموح الذي سطرته الجزائر للفترة 2015-2019، فيما يخص التنمية والعصرنة. أما على الصعيد الثقافي فدعا الوزير الأول، إلى مواصلة التعاون خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على التراث كعامل لتقارب الشعوب. مذكّرا بأن الجزائر تعوّل على خبرة إيطاليا التي تعد مهد التراث ومعترف بها دوليا في هذا المجال.
وفي مجال تنقل الأشخاص حيث تم تسجيل تطورات إيجابية مع بلدان أوروبية أخرى، أعرب السيد سلال، عن أمله في أن تسمح المحادثات التي باشرها البلدان بالتوصل بشكل سريع إلى اتفاق يكون في مستوى العلاقات بين الشعبين اللذين يتبادلان الاحترام. علما بأن الجزائر لا تزال تتخذ كافة الإجراءات لضمان مكافحة فعالة للهجرة السرية في إطار احترام القيم الإنسانية. وفي هذا السياق أعرب السيد سلال، عن ارتياحه الكامل للتعاون القائم بين الجزائر وإيطاليا في مجال مكافحة الارهاب. مبرزا جودة أشغال مجموعة الاتصال الجزائرية- الإيطالية رفيعة المستوى التي تأسست لهذا الغرض.
تطابق الرؤى حول الأوضاع التي تعرفها المنطقة
كما أكد الوزير الأول، ارتياحه لتطابق الرؤى حول المشاكل التي تشهدها المنطقة، خاصة تطور الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى أنه يجب على البلدين العمل من خلال الحوار السياسي الشامل على استتباب السلم والأمن في هذا البلد الشقيق والصديق. وكان السيد سلال، قد استقبل خلال زيارته إلى روما من طرف رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو متاريلا، كما تحادث مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رانزي، بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير الطاقة صالح خبري، ووزير الأشغال العمومية عبد القادر وعلي.
وعلى هامش هذه الزيارة توجه الوزير الأول، وأعضاء الوفد الوزاري إلى مدينة ميلانو لزيارة "معرض ميلانو الدولي" الذي تشارك فيه الجزائر إلى جانب 147 بلدا آخرا. وتسعى الجزائر من خلال مشاركتها في هذا المعرض بجناح هام إلى ترقية صورتها وتثمين مزاياها الاقتصادية والثقافية والسياحية، وإبراز مساهمتها في الحد من الجوع عبر العالم من خلال مساعدتها متعددة الأشكال لفائدة الدول الإفريقية خاصة دول الساحل.
الجزائر تدعو إلى إنشاء محاور جديدة للتعاون مع إيطاليا
دعا الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، بروما، إلى إنشاء "محاور جديدة" للتعاون بين الجزائر وإيطاليا من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. وأوضح السيد سلال خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره الإيطالي ماتيو رانزي أن "الجزائر باعتبارها بلدا منتجا كبيرا في مجال الطاقة، تقترح خلق محاور جديدة للتعاون الإستراتيجي مع إيطاليا من أجل ضمان تزويد هذا البلد الأوروبي بالغاز والنفط والطاقة الكهربائية". وأوضح السيد سلال قائلا إن "الجزائر بلد منتج للطاقة والبترول والغاز ونحن بصدد إقامة استثمارات لتعزيز قدراتنا الإنتاجية في هذا المجال".
وبعد أن أكد أن العلاقات الجزائرية الإيطالية "ممتازة" ذكر الوزير الأول بأن المحاور الجديدة للتعاون الثنائي مدعوة إلى أن تشكل المجالات الواعدة من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. وعن سؤال للصحافة الإيطالية بخصوص مشروع "غالسي" (أنبوب الغاز الجزائر - إيطاليا عبر سردينيا)، أشار السيد سلال إلى "بعث المشروع في سياق المقاربة الجديدة لتأمين أوروبا وإيطاليا بمصدر طاقوي جديد انطلاقا من الجزائر".
وقال في هذ السياق إن الأمر يتعلق "برفع قدرة تموين إيطاليا وأوروبا انطلاقا من مصدر مضمون وناجع وإقامة مشروع جديد لاقتراح الطاقة الكهربائية لأوروبا انطلاقا من الغاز الجزائري". كما ذكر بأن هذا المشروع سيتجسد بموجب شراكة تتمثل في إنتاج الطاقة الكهربائية وتمريرها عبر البحر ثم تسويقها في كل أوروبا بالشراكة مع الإيطاليين واصفا المشروع بـ"الهام والمستقبلي".
ليبيا: ضرورة إحلال السلم والأمن قبل أكتوبر 2015
ولدى تطرقه إلى العلاقات الدولية، تناول السيد سلال الوضع في ليبيا، معتبرا أنه "لا يجب إضاعة الوقت من أجل استتباب السلم
والأمن في هذا البلد خاصة وأن عهدة الهيئات المسيرة في ليبيا ستنتهي شهر أكتوبر المقبل". ودعا بالمناسبة المجتمع الدولي إلى المساهمة في إيجاد حل للأزمة في ليبيا عن طريق الحوار و"في غياب ذلك ستتمكن الجماعات الإرهابية التي تتكاثر في المنطقة من خلق بؤرة توتر عميقة". وأضاف قائلا "نحن أمام خطر مواجهة "داعش" جديد في ليبيا. ونحن على يقين بأن أصدقاءنا الإيطاليين على دراية بذلك ونعمل معا في هذا السياق من أجل تسوية الوضع في ليبيا".
واستطرد قائلا أن "الإرهاب يهزم بالقوة لكن ذلك يحتاج كذلك إلى عمليات سياسية ومصالحة من أجل ضمان التقارب بين جميع الأطراف والمصالحة فيما بينها كون ذلك السبيل الوحيد لضمان السلم والأمن في ليبيا والمنطقة ككل". وأشار بـ"ارتياح" إلى المقاربة الجزائرية في تسوية النزاعات والتي تقوم على الحوار الشامل مذكرا في هذا الشأن باتفاق السلم والمصالحة في مالي الذي بادرت به الجزائر.
وقال أيضا "قمنا بنفس المسعى في تونس ونقوم بذلك في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة الإيطالية"، مؤكدا "إرادة" الجزائر في مواصلة دعوتها جميع الأطراف إلى تحبيذ خيار السلم والحوار من أجل فض النزاعات واستتباب الأمن. وقال السيد سلال إنه "مسعى يقوم على حل سياسي وحوار من شأنه لم شمل جميع الأطراف (الليبية) تحت إشراف الأمم المتحدة وبدعم من الاتحاد الأوروبي ودول الجوار من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسيير المرحلة الإنتقالية ووضع دستور والتوجه نحو انتخابات حرة"، معتبرا أن "الحل بالقوة لن يسوي المشكل في ليبيا".
رنزي ينوه بقدرة الجزائر على فرض الاستقرار بشمال إفريقيا
ومن جهته أشاد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي، بقدرة الجزائر على فرض الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا بالنظر إلى جهودها الرامية إلى إرساء السلم والأمن، موضحا خلال الندوة الصحفية أن "الجزائر أبانت عن قدرتها في فرض الاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا، وأهنّئ في هذا الصدد الحكومة الجزائرية عن دورها في الإشراف والتوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي".
كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي أن بلده "يدعم" المقاربة والمسعى الجزائريين من أجل إيجاد "حل سياسي" في ليبيا، موضحا أن "الجزائر وإيطاليا ملتزمتان بالعمل معا من أجل التوصل إلى حل" في هذا البلد.
أما فيما يخص علاقات التعاون الثنائي، فأكد السيد رنزي، أن "الجزائر تظل شريكا أساسيا" لبلده. وأوضح لرجال الأعمال والصناعيين الإيطاليين "أن الحكومة الإيطالية تعمل ما بوسعها من أجل مرافقة أولئك الذين يريدون الاستثمار في الجزائر، هذا البلد الكبير الصديق والشريك". ووجه من جانب آخر "شكره" للجزائر على مشاركتها في المعرض العالمي بميلانو-2015، معتبرا أن البلدين يلعبان دورا هاما في المتوسط بهدف "تعزيز قيمهما الحضارية ومكافحة الإرهاب".
وأوضح السيد سلال، في كلمته لدى افتتاح أشغال الاجتماع الجزائري - الإيطالي الثالث رفيع المستوى بروما أمس، أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى هذا البلد بدعوة من نظيره الإيطالي تندرج في إطار تقاليد الحوار الثنائي المثمر الرامي إلى إقامة شراكة استراتيجية معززة بما يخدم شعوب بلدينا. كما تؤكد الإرادة المشتركة في مواصلة التشاور حول مسائل إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن هذه الزيارة تعد بمثابة انطلاقة جديدة لمسار تعزيز العلاقات الجزائرية ـ الإيطالية الذي توّج بالتوقيع على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون في جانفي 2003 بالجزائر العاصمة. وشهد التعاون بين الجزائر وإيطاليا منذ انعقاد القمّة الأخيرة في نوفمبر 2012 بالجزائر، تقدما ملموسا - يضيف الوزير الأول - الذي أكد أن الاجتماع الجاري سيسمح بفضل الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بتكثيف الشراكة الاستراتيجية من خلال تخصيص أجندة هامة تتمحور حول أهداف تنموية ذات أولوية.
تخص هذه الاتفاقيات الـ12 التي تم التوقيع عليها أمس، مجالات الفلاحة، البيئة، التنمية المستدامة، الشباب والرياضة، وكذا حماية التراث الثقافي. وأكد السيد سلال، أن تنصيب لجنة المتابعة كونها آلية مؤسساتية دائمة للتعاون، سيمكّن حتما من تثمين قدرات التعاون بين البلدين. ومن هذا المنظور تخص خارطة الطريق التي تم الاتفاق على مبدئها بشكل سديد القطاعات الاستراتيجية للتعاون الثنائي على غرار الطاقة،
المنشآت، المؤسسات، والصناعات الصغيرة والمتوسطة. وبالتالي فإنها سانحة لتحديد محاور جديدة للتعاون مرشحة لأن تصبح نقاط ارتكاز، وفروع واعدة من أجل علاقة اقتصادية مكثفة بين الجزائر وإيطاليا. مضيفا أن الإرادة السياسية والطموح المشترك للبلدين يمثلان عاملا هاما لبعث وتوطيد العلاقات، حيث تسعى الجزائر دون هوادة لتعزيز هذه الركيزة السياسية التي ستسمح للعلاقات بأن ترتقي إلى مستوى علاقات التعاون والمبادلات الثنائية.
وبخصوص المبادلات التجارية التي تضاعف حجمها أربع مرات تعد إيطاليا من الشركاء الأوائل – يقول السيد سلال – مشيرا إلى أن الجزائر واثقة من تعزيز هذه المبادلات كما وكيفا تحسبا لشراكة تأتي بالربح على الطرفين. وفي المجال الصناعي أبرز السيد سلال، توسع التعاون بشكل ملحوظ من خلال الحضور المتزايد للمؤسسات الإيطالية بالجزائر في مختلف القطاعات على غرار الطاقة، الموارد المائية، الأشغال العمومية، المنشآت، النقل، المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار السيد سلال، إلى أنه لا تزال هناك مجالات للتعاون والتكامل التي لم تستغل فيها كل الإمكانيات المتاحة بالنظر إلى السوق الجزائرية الواعدة وفرص الاستثمار العديدة المتاحة. داعيا شركاء الجزائر إلى التحلّي بالجرأة والمشاركة من أجل الاستفادة التامة من الضمانات المتعلقة بالاتفاقات الثنائية واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، قصد اغتنام الفرص الكثيرة المتاحة في إطار المخطط الخماسي الطموح الذي سطرته الجزائر للفترة 2015-2019، فيما يخص التنمية والعصرنة. أما على الصعيد الثقافي فدعا الوزير الأول، إلى مواصلة التعاون خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على التراث كعامل لتقارب الشعوب. مذكّرا بأن الجزائر تعوّل على خبرة إيطاليا التي تعد مهد التراث ومعترف بها دوليا في هذا المجال.
وفي مجال تنقل الأشخاص حيث تم تسجيل تطورات إيجابية مع بلدان أوروبية أخرى، أعرب السيد سلال، عن أمله في أن تسمح المحادثات التي باشرها البلدان بالتوصل بشكل سريع إلى اتفاق يكون في مستوى العلاقات بين الشعبين اللذين يتبادلان الاحترام. علما بأن الجزائر لا تزال تتخذ كافة الإجراءات لضمان مكافحة فعالة للهجرة السرية في إطار احترام القيم الإنسانية. وفي هذا السياق أعرب السيد سلال، عن ارتياحه الكامل للتعاون القائم بين الجزائر وإيطاليا في مجال مكافحة الارهاب. مبرزا جودة أشغال مجموعة الاتصال الجزائرية- الإيطالية رفيعة المستوى التي تأسست لهذا الغرض.
تطابق الرؤى حول الأوضاع التي تعرفها المنطقة
كما أكد الوزير الأول، ارتياحه لتطابق الرؤى حول المشاكل التي تشهدها المنطقة، خاصة تطور الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى أنه يجب على البلدين العمل من خلال الحوار السياسي الشامل على استتباب السلم والأمن في هذا البلد الشقيق والصديق. وكان السيد سلال، قد استقبل خلال زيارته إلى روما من طرف رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو متاريلا، كما تحادث مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رانزي، بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، ووزير الطاقة صالح خبري، ووزير الأشغال العمومية عبد القادر وعلي.
وعلى هامش هذه الزيارة توجه الوزير الأول، وأعضاء الوفد الوزاري إلى مدينة ميلانو لزيارة "معرض ميلانو الدولي" الذي تشارك فيه الجزائر إلى جانب 147 بلدا آخرا. وتسعى الجزائر من خلال مشاركتها في هذا المعرض بجناح هام إلى ترقية صورتها وتثمين مزاياها الاقتصادية والثقافية والسياحية، وإبراز مساهمتها في الحد من الجوع عبر العالم من خلال مساعدتها متعددة الأشكال لفائدة الدول الإفريقية خاصة دول الساحل.
الجزائر تدعو إلى إنشاء محاور جديدة للتعاون مع إيطاليا
دعا الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، بروما، إلى إنشاء "محاور جديدة" للتعاون بين الجزائر وإيطاليا من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. وأوضح السيد سلال خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره الإيطالي ماتيو رانزي أن "الجزائر باعتبارها بلدا منتجا كبيرا في مجال الطاقة، تقترح خلق محاور جديدة للتعاون الإستراتيجي مع إيطاليا من أجل ضمان تزويد هذا البلد الأوروبي بالغاز والنفط والطاقة الكهربائية". وأوضح السيد سلال قائلا إن "الجزائر بلد منتج للطاقة والبترول والغاز ونحن بصدد إقامة استثمارات لتعزيز قدراتنا الإنتاجية في هذا المجال".
وبعد أن أكد أن العلاقات الجزائرية الإيطالية "ممتازة" ذكر الوزير الأول بأن المحاور الجديدة للتعاون الثنائي مدعوة إلى أن تشكل المجالات الواعدة من أجل علاقة ثنائية "كثيفة" على الصعيد الاقتصادي. وعن سؤال للصحافة الإيطالية بخصوص مشروع "غالسي" (أنبوب الغاز الجزائر - إيطاليا عبر سردينيا)، أشار السيد سلال إلى "بعث المشروع في سياق المقاربة الجديدة لتأمين أوروبا وإيطاليا بمصدر طاقوي جديد انطلاقا من الجزائر".
وقال في هذ السياق إن الأمر يتعلق "برفع قدرة تموين إيطاليا وأوروبا انطلاقا من مصدر مضمون وناجع وإقامة مشروع جديد لاقتراح الطاقة الكهربائية لأوروبا انطلاقا من الغاز الجزائري". كما ذكر بأن هذا المشروع سيتجسد بموجب شراكة تتمثل في إنتاج الطاقة الكهربائية وتمريرها عبر البحر ثم تسويقها في كل أوروبا بالشراكة مع الإيطاليين واصفا المشروع بـ"الهام والمستقبلي".
ليبيا: ضرورة إحلال السلم والأمن قبل أكتوبر 2015
ولدى تطرقه إلى العلاقات الدولية، تناول السيد سلال الوضع في ليبيا، معتبرا أنه "لا يجب إضاعة الوقت من أجل استتباب السلم
والأمن في هذا البلد خاصة وأن عهدة الهيئات المسيرة في ليبيا ستنتهي شهر أكتوبر المقبل". ودعا بالمناسبة المجتمع الدولي إلى المساهمة في إيجاد حل للأزمة في ليبيا عن طريق الحوار و"في غياب ذلك ستتمكن الجماعات الإرهابية التي تتكاثر في المنطقة من خلق بؤرة توتر عميقة". وأضاف قائلا "نحن أمام خطر مواجهة "داعش" جديد في ليبيا. ونحن على يقين بأن أصدقاءنا الإيطاليين على دراية بذلك ونعمل معا في هذا السياق من أجل تسوية الوضع في ليبيا".
واستطرد قائلا أن "الإرهاب يهزم بالقوة لكن ذلك يحتاج كذلك إلى عمليات سياسية ومصالحة من أجل ضمان التقارب بين جميع الأطراف والمصالحة فيما بينها كون ذلك السبيل الوحيد لضمان السلم والأمن في ليبيا والمنطقة ككل". وأشار بـ"ارتياح" إلى المقاربة الجزائرية في تسوية النزاعات والتي تقوم على الحوار الشامل مذكرا في هذا الشأن باتفاق السلم والمصالحة في مالي الذي بادرت به الجزائر.
وقال أيضا "قمنا بنفس المسعى في تونس ونقوم بذلك في ليبيا بالتنسيق مع الحكومة الإيطالية"، مؤكدا "إرادة" الجزائر في مواصلة دعوتها جميع الأطراف إلى تحبيذ خيار السلم والحوار من أجل فض النزاعات واستتباب الأمن. وقال السيد سلال إنه "مسعى يقوم على حل سياسي وحوار من شأنه لم شمل جميع الأطراف (الليبية) تحت إشراف الأمم المتحدة وبدعم من الاتحاد الأوروبي ودول الجوار من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وتسيير المرحلة الإنتقالية ووضع دستور والتوجه نحو انتخابات حرة"، معتبرا أن "الحل بالقوة لن يسوي المشكل في ليبيا".
رنزي ينوه بقدرة الجزائر على فرض الاستقرار بشمال إفريقيا
ومن جهته أشاد رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي، بقدرة الجزائر على فرض الاستقرار في منطقة شمال إفريقيا بالنظر إلى جهودها الرامية إلى إرساء السلم والأمن، موضحا خلال الندوة الصحفية أن "الجزائر أبانت عن قدرتها في فرض الاستقرار بمنطقة شمال إفريقيا، وأهنّئ في هذا الصدد الحكومة الجزائرية عن دورها في الإشراف والتوقيع على اتفاق السلام والمصالحة في مالي".
كما أكد رئيس الوزراء الإيطالي أن بلده "يدعم" المقاربة والمسعى الجزائريين من أجل إيجاد "حل سياسي" في ليبيا، موضحا أن "الجزائر وإيطاليا ملتزمتان بالعمل معا من أجل التوصل إلى حل" في هذا البلد.
أما فيما يخص علاقات التعاون الثنائي، فأكد السيد رنزي، أن "الجزائر تظل شريكا أساسيا" لبلده. وأوضح لرجال الأعمال والصناعيين الإيطاليين "أن الحكومة الإيطالية تعمل ما بوسعها من أجل مرافقة أولئك الذين يريدون الاستثمار في الجزائر، هذا البلد الكبير الصديق والشريك". ووجه من جانب آخر "شكره" للجزائر على مشاركتها في المعرض العالمي بميلانو-2015، معتبرا أن البلدين يلعبان دورا هاما في المتوسط بهدف "تعزيز قيمهما الحضارية ومكافحة الإرهاب".