رئيس الجمهورية يعزّي في وفاة المجاهد أحمد طالب الإبراهيمي:

سليل بيت العلم والورع جمع بين حكمة السياسي ووطنية المناضل

سليل بيت العلم والورع جمع بين حكمة السياسي ووطنية المناضل
المناضل المجاهد، أحمد طالب الإبراهيمي
  • 265
 س. ع س. ع

بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، برسالة تعزية إلى عائلة المناضل المجاهد، أحمد طالب الإبراهيمي، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 93 سنة، مؤكدا أن الجزائر فقدت برحيله "اسما مذكورا بحظوة ومكانة الشخصيات الوطنية".

جاء في نصّ رسالة التعزية التي وجهها السيد الرئيس إلى عائلة الفقيد، "بسم الله الرحمن الرحيم. (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). صدق الله العظيم". وأضاف رئيس الجمهورية يقول "الله أكبر، شاء المولى تبارك وتعالى أن يتوفى الدكتور المرحوم، أحمد طالب الإبراهيمي، سليل بيت العلم والورع. وبرحيله تفقد الجزائر اسما مذكورا بحظوة ومكانة الشخصيات الوطنية ذات القدر المستحق والمكانة المرموقة.. فلقد جمع الراحل خصال حكمة السياسي ورصانة المثقف ووطنية المناضل المجاهد، منذ أن التحق فتيا بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في خمسينيات القرن الماضي وطيلة مساره الحافل بالمهام والمسؤوليات السامية، الذي رفعه إلى مقام خيرة رجالات الدولة الوطنيين الأوفياء الغيورين على الجزائر".

واستطرد السيد الرئيس، "وفي هذا المصاب الأليم، أتوجه إليكم بخالص التعازي وصادق المواساة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد فقيدنا برحمته الواسعة ويسكنه جنة الرضوان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يلهمكم جميعا جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون...

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). صدق الله العظيم". 

* س. ع 


المجاهد والوزير الأسبق أحمد طالب الابراهيمي يترجل

مناضل رمز ساهم في تحرير الجزائر وبنائها

انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، أحمد طالب الابراهيمي، عن عمر ناهز 93 سنة، تاركا وراءه إرثا نضاليا وسياسيا وثقافيا ثريا، حيث نذر عمره خدمة للجزائر بداية من تحريرها من الاستعمار الغاشم ثم إسهاما في بناء نهضتها السياسية والفكرية والثقافية.

ولد الفقيد، نجل العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، أحد مؤسّسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بسطيف سنة 1932، حيث سلك نهج والده وناضل لإنشاء الاتحاد الجزائري للطلبة المسلمين الجزائريين الذي ترأسه بعد ذلك. التحق الراحل سنة 1949 بجامعة الجزائر لدراسة تخصص الطب، لينخرط في تلك الفترة بجمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا، كما كان من قادة فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أثناء الثورة التحريرية.

وبعد الاستقلال، تولّى الفقيد عديد المناصب، منها وزير للتربية الوطنية (1965-1970)، وبعدها وزير للإعلام والثقافة وكذا وزير للشؤون الخارجية (1982-1988). كما شغل منصب مستشار للرئيسين الراحلين هواري بومدين والشاذلي بن جديد.  وفضلا عن كونه سياسيا محنكا، كانت للفقيد عديد الإسهامات الفكرية والثقافية، إلى جانب عدة حوارات صحفية مع وسائل إعلام وطنية وأجنبية حول تاريخ الجزائر والثورة التحريرية.

* س. س


يرحل بعد مسيرة ثرية سياسيا وثقافيا

أحمد الطالب الابراهيمي.. رجل دولة بإرث ثوري وفكر نهضوي

 

* مهندس مشروع تعريب التعليم في الجزائر

يعد أحمد  طالب الابراهيمي الذي وافته المنية أمس، أحد رموز جيل الاستقلال ورجل الدولة الذي جمع بين فكر النهضة وإرث الثورة، تاركا وراءه مسيرة ثرية امتدت على مدار سبعة عقود من النشاط السياسي والثقافي، حيث تبرز بصمة والده الشيخ البشير الإبراهيمي، أحد أقطاب النهضة والحركة الإصلاحية في الجزائر وثاني رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في نشأته  التعليمية والفكرية.

ينحدر أحمد طالب الإبراهيمي، من أسرة علمية عريقة، فهو نجل الشيخ البشير الإبراهيمي، أحد الأعضاء المؤسّسين لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تلقى تعليمه بولاية تلمسان حيث كانت جمعية العلماء المسلمين افتتحت  دار الحديث، قبل أن ينتقل إلى العاصمة التي استكمل فيها دراسته وحصل على شهادة البكالوريا، ليتوجه بعدها إلى كلية الطب،  قبل أن يغادر إلى باريس لاستكمال دراسة هذا التخصص حيث سيكون له دور بارز في العمل الطلابي. 

وبسبب نشاطه لصالح الثورة الجزائرية خاصة بعد التحاقه بالكفاح  المسلح في 19 ماي 1956، اعتقلته السلطات الفرنسية وأودعته السجن في فيفري 1957، حيث قضى فترة اعتقاله في السجن نفسه الذي نقل إليه الزعماء الخمسة (محمد بوضياف، أحمد بن بلة، حسين آيت أحمد، محمد خيضر، مصطفى الأشرف)، الذين اختطفتهم فرنسا بعد قرصنة الطائرة التي كانوا يستقلونها من المغرب باتجاه تونس، وأتاح له ذلك الاحتكاك بقادة الثورة البارزين، وعزز لديه الشعور الوطني النضالي لأجل استقلال الجزائر. وبعد الاستقلال وعودته مع والده إلى الجزائر، فضل  الابراهيمي التوجه نحو العمل كطبيب في مستشفى مصطفى باشا، ليبدأ مسيرته السياسية فيما بعد، بتوليه حقائب وزارية هامة. 

واشتهر الإبراهيمي بصفته مهندس مشروع تعريب التعليم في الجزائر، إذ قاد جهود تحويل التعليم في المدارس الجزائرية من الفرنسية إلى اللغة العربية، معتبرا ذلك ركيزة للهوية الوطنية بعد عقود من الاستعمار الثقافي الفرنسي.  وفي تسعينيات القرن الماضي، انقطع الإبراهيمي عن العمل السياسي بسبب الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد، غير أنه عاد إلى الواجهة عام 1999 حين ترشح للانتخابات الرئاسية، قبل أن ينسحب عشية الاقتراع.

وقد انحاز الفقيد في غضون الأزمة الأمنية الدامية التي عرفتها البلاد إلى خيار المصالحة ووقف إراقة الدماء، وحاول رفقة عدد من الشخصيات السياسية، رسم معالم حل سياسي والدفع باتجاهه. ووجد الإبراهيمي في القاعدة الشعبية العريضة التي التفت حوله، أرضية لبناء حزب سياسي، حيث أسس حركة الوفاء عام 2000، لكن السلطات  آنذاك  رفضت منحه الترخيص وظل المشروع معلقا، كما حاول الترشح مجددا  في رئاسيات 2004، لكن المجلس الدستوري رفض ملفه بدعوى وجود نقائص إدارية.

بعد انسحابه من الحياة السياسية، تفرغ الإبراهيمي للتأليف والمحاضرات الفكرية، وأصدر عدة كتب من أبرزها "مذكرات جزائري"، "المعضلة الجزائرية.. الأزمة والحل"، كما كان  حاضرا في النقاشات الوطنية الكبرى، وبرز اسمه خلال الحراك الشعبي عام 2019 كأحد الشخصيات التوافقية لقيادة مرحلة انتقالية، غير أن الفكرة سرعان ما تراجعت بعد تنظيم  انتخابات رئاسية.

وأصدر الابراهيمي خلال الحراك سلسلة بيانات برفقة شخصيات سياسية، تدعم مطالب الشارع الجزائري في التغيير السياسي، وبسبب ظروفه الصحية، ابتعد لاحقا عن المشهد السياسي ، وحظي في بداية عام 2020  بزيارة من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في منزله،  قصد الاطمئنان على صحته والاطلاع على جوانب التغيير الشامل الذي شرع الرئيس آنذاك في تطبيقه بدءا بمراجعة الدستور.   وكان وزير الخارجية الأسبق منشغلا في آخر حياته بترتيب صدور كتاب له هو الآن قيد الطبع، جمع فيه المقالات والخطب التي ألقاها باسم الجزائر في المنابر الأممية والإقليمية والعربية خلال فترة شغله منصب وزير للخارجية بين عامي 1982 و1988. 

*  مليكة. خ


رئيس المجلس الأمة يعزّي عائلة المجاهد والوزير الأسبق

احتجب كوكب من كواكب الجزائر المنتصرة 

بعث رئيس مجلس الأمة، عزوز ناصري، أمس، برسالة تعزية إلى عائلة المجاهد والوزير الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي: "أقمس اليوم في سماء الجزائر المنتصرة واحتجب كوكب من كواكبها التي أنارت لشعبها درب الحرية والانعتاق، الوزير والمستشار السابق، رئيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إبان حرب التحرير، المناضل والمجاهد والمثقف، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، نجل الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى، أكرم الرحيم الرحمن مثواهما في جنات الخلد والمأوى". وذكر ناصري بأن الفقيد الذي تقلد مناصب المسؤولية ومهاما رفيعة في الجزائر المستقلة، يعد "نفحة من الأعلام السياسيين الخالدين في حصافتهم وفي رصانتهم، في حلمهم واتزانهم.. كما كان من الطلائع الذين انتصروا واختاروا نهج الثورة التحريرية الظافرة". 

وكان الراحل، يضيف رئيس مجلس الأمة "من طينة الرجال الذين نذروا العمر وجعلوا الوطن قبلتهم وناضلوا من أجل تحريره، حيث عانى في سبيل ذلك ما عانى وتجرع من ويلات الاستعمار الأعمى. وأمام هذا المصاب، تقدم ناصري إلى أهل وذوي الفقيد، باسم أعضاء مجلس الأمة وأصالة عن نفسه، بـ"خالص العزاء وأحر مشاعر المواساة، سائلا العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويتقبله في عداد الصالحين من عباده، ويجزيه الجزاء الأجدى عما وهبه لوطنه".

* س. س


رئيس المجلس الشعبي الوطني:

الفقيد أفنى حياته في خدمة الوطن وبناء الدولة

من جهته، تقدّم رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، أمس، بخالص التعازي والمواساة إلى عائلة المجاهد والوزير الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي. ونعى بوغالي المجاهد والسياسي أحمد طالب الإبراهيمي، مذكرا بأنه "أفنى حياته في خدمة الوطن والدفاع عن مبادئ ثورته المجيدة، وساهم بفكره ومسيرته في بناء الدولة الجزائرية"، مضيفا "نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه جميل الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون".

* س. س


وزير المجاهدين وذوي الحقوق 

 الجزائر تفقد واحدا من أبنائها البررة الأوفياء

بدوره، تقدّم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، عبد المالك تاشريفت، بتعازيه إلى عائلة المجاهد والوزير الأسبق، وكتب في رسالة التعزية "بأسى وحزن عميقين تلقيت نبأ وفاة المجاهد والوزير الأسبق، المرحوم الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي تغمده الله برحمته الواسعة"، مؤكدا أن الجزائر تفقد برحيله "واحدا من أبنائها البررة الذين ظلوا بعد الاستقلال، وفي كل المسؤوليات التي تقلدوها، أوفياء لقيم نوفمبر ومخلصين في خدمة الوطن".

وذكر الوزير بأن الراحل كان من الرعيل الأول الذين التحقوا مبكرا بصفوف الثورة التحريرية المجيدة، كما كان من مؤسّسي الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، ومن الرواد الذين أرسوا قواعد فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا. وأضاف بأن الفقيد "أدى واجبه الوطني بإخلاص وتفان وساهم في تدويل القضية الوطنية والتعريف بعدالتها، سواء في اللقاءات الدولية أو عبر التنسيق مع أصدقاء الثورة الجزائرية، فكان بذلك صوت المناضل المتبصر في زمن الكفاح".

كما استرسل تاشريفت، مذكرا بأن الراحل أحمد طالب الإبراهيمي ذاق مرارة السجون الاستعمارية في ديار الغربة، غير أن الاعتقال "لم ينل من عزيمته ولا من إيمانه بعدالة كفاح الشعب الجزائري". وأمام هذا المصاب الجلل، توجه الوزير إلى عائلة المرحوم ورفاقه في الكفاح بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة، سائلا الله العلي القدير أن يسكنه فسيح جنانه، ويرزق أهله جميل الصبر وراسخ الثبات. 

* س. س


جثمان الفقيد يوارى الثرى بمقبرة سيدي أمحمد.. عميد جامع الجزائر:

الراحل لقّن الأجيال المبادئ والقيم الرفيعة

ووري الثرى، عصر أمس، بمقبرة سيدي أمحمد بالجزائر العاصمة، جثمان المجاهد والوزير الأسبق، أحمد طالب الإبراهيمي، في أجواء مهيبة، عرفت حضور مسؤولين سامين في الدولة وشخصيات وطنية ومجاهدين، بالإضافة إلى رؤساء أحزاب سياسية وجمع غفير من أصدقاء الراحل وأفراد عائلته. وفي كلمة تأبينية، عدّد عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني مناقب الراحل، متوقفا عند "المبادئ والقيم الرفيعة التي لزمته والتي حرص على تلقينها للأجيال". 

* س. س