في الأيام المفتوحة الأولى حول تاريخ الهجرة بباتنة

شهادات حيّة عن مجازر 17 أكتوبر 1961

شهادات حيّة عن مجازر 17 أكتوبر 1961
  • 1406
قدمت شهادات حيّة عن مجازر 17 أكتوبر1961 بباريس، في تظاهرة الأيام المفتوحة الأولى حول تاريخ الهجرة التي انطلقت أمس، بجامعة باتنة بحضور شخصيات تاريخية ومجاهدين من داخل وخارج الوطن، وكذا بعض أعضاء الجالية الجزائرية بالمهجر.
وعاد المجاهد ورئيس فيدرالية جبهة التحرير التاريخية بفرنسا، وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا الأستاذ على هارون، بذاكرته بالمناسبة إلى حيثيات تلك الأحداث الأليمة التي تحولت من مظاهرات سلمية إلى مجازر ذهب ضحيتها جزائريون عزّل بالمهجر قائلا: "لقد أطلنا في الجزائر حتى نستعرض نضال الجالية الجزائرية بفرنسا".
وقال أمام حضور غصّت به قاعة المناقشات الكبرى لجامعة الحاج لخضر، وهو يستعرض كيف وردت تقارير المناضلين في جبهة التحرير آنذاك حول قرار حظر التجول بباريس الذي أزعجهم، وكيف أقرت الفيدرالية تنظيم مظاهرات سلمية ردا على رئيس الشرطة الفرنسية موريس بابون، "يجب أن نتكلم بصراحة والتاريخ ما يتزورش.. فلا أحد عمل لوحده والمسؤولية كانت جماعية ونطلب من الإخوة الذين يدلوا بتصريحات أن يقولوا الحقيقة فهناك من يتكلم عن 17 أكتوبر لكنه لم يحضر تلك الأحداث".
وشدد المجاهد علي هارون، بعد أن تحدث عن الجزائريين الذين قتلوا في تلك الليلة وتراوح عددهم ما بين 200 و400 جزائري والـ11560 الذين أوقفوا على أن كل الجزائريين ناضلوا من أجل استقلال الجزائر، بمن فيهم الجالية في المهجر، مذكرا بأن هذا اليوم يعد تاريخيا ومهما ويجب الافتخار به وجعل فئة الشباب تطلع عليه.
ولم يتوان بعد ذلك صديق الثورة الجزائرية أندرسون نيلس، عن الشهادة بأن الثورة الجزائرية ميزت القرن العشرين مع ثورة الشعب الفيتنامي، حيث أكد بأن الكثير من جوانب ثورة الجزائر مازالت تستحق البحث والدراسة رغم ما كتب عنها إلى حد الآن.
وروى السيد علي هارون، بإسهاب قصة كفاح الجالية الجزائرية بالمهجر، وبشاعة ما تعرضت إليه على أيدي المستعمرين دون أن ينسى أصدقاء الجزائر الفرنسيين الذين رأوا في ثورتها قضية عادلة ـ كما قال ـ فاندمجوا فيها وساندوها دون اكتراث بالمخاطر والتهديدات التي كانوا يتعرضون لها من طرف بني جلدتهم.
من جهته تحدث المجاهد موح كليشي، (أحد الأعضاء الفاعلين في 17 أكتوبر1961)، عن معايشته لتلك الأحداث وقال "إن المناضلات أيضا لعبن وقتها دورا هاما في تجنيد الجماهير، وفي إنجاح هذه المظاهرات التي كانت سلمية لكن شرطة باريس وقتها حولتها إلى مجازر بشعة في حق الإنسانية".
وحضر فعاليات هذه التظاهرة التي تدوم إلى غاية 30 نوفمبر الجاري، والي الولاية السيد حسين مازوز، و وزير المجاهدين الأسبق محمد الشريف عباس، ووزيري الإعلام السابقين حمراوي حبيب شوقي، ومحمد السعيد، إلى جانب مجاهدات من المهجر وجمع غفير من الأساتذة والطلبة.
ويحتوي برنامج هذه التظاهرة التي تتضمن أيضا معرضا للذاكرة التاريخية تقديم مداخلات وعرض أفلام تاريخية، إلى جانب لقاءات مفتوحة بين المجاهدين وأبناء الجالية الجزائرية في المهجر مع الطلبة. (وأج)