الدكتور محمد لحسن زغيدي في ندوة المجاهد:

شهداء أول نوفمبر شباب ونساء أعمارهم بين 17 و30 سنة

شهداء أول نوفمبر شباب ونساء أعمارهم بين 17 و30 سنة
  • 4470
 زهية.ش زهية.ش

أكد الدكتور محمد لحسن زغيدي أن شهر نوفمبر سقط فيه العشرات من الشهداء ومن المناطق الخمس التي فجرت ثورة التحرير، حيث كان لكل منطقة نصيبها من الشهداء الشباب الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة، منهم المرأة الجزائرية التي سجلت حضورها بخمس شهيدات، منهن الشابة شايب دزاير، التي كانت تبلغ 17 سنة، وأربع نسوة أعمارهن تقل عن 30 سنة.

وأوضح الدكتور زغيدي في منتدى الذاكرة الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد ويومية «المجاهد» أمس بمقرها، أن كل تركيبة المجتمع الجزائري كانت حاضرة أثناء الثورة، منهم الشباب رجالا ونساء ومثقفين، أمثال الشهيد محمد زدور خرّيج معهد الآداب بالقاهرة، الذي أُلقي عليه القبض في 2 نوفمبر 54، ونُقل من وهران إلى العاصمة، حيث سُلطت عليه كل أساليب التعذيب، ورميت جثته بضواحي برج الكيفان في 30 نوفمبر 1954، ليكون أول شهيد من المثقفين سقط شهر نوفمبر.

وفي هذا الصدد، أشار المتحدث إلى أنه عادة ما يتم الحديث عن شهر مارس الذي سمي بشهر الشهداء، غير أن شهر نوفمبر هو الآخر سقط خلاله العديد من الشهداء، الذين تمكنوا من مواجهة الاستعمار بقلة السلاح، الذي تمثل في 400 بندقية حربية فقط، والبقية بنادق صيد، و1150 مجاهدا في مواجهة حوالي 50 ألف جندي فرنسي، مضيفا أن منطقة الأوراس هي الوحيدة التي كانت تملك السلاح، الذي كانت تجلبه من تونس وليبيا منذ 1948، ما جعل العمل المسلح يتواصل بها لمدة ستة أشهر، لتمكين منطقة القبائل وباقي المناطق من جمع السلاح.وحسب الدكتور زغيدي، فإن المجاهدين الذين اندلعت بهم الثورة هم مجاهدون من نوع خاص، كونهم تكوّنوا في إطار الحركة الوطنية والمنظمة السرية، التي علّمتهم أبجديات النضال ودرّبتهم على استعمال السلاح وحرب العصابات لفترة دامت سبع سنوات كاملة من 1947 إلى 1954، حيث لم تكن المنظمة مفتوحة للجميع، بل كان الانضمام إليها يتم بدقة، ويقتصر على الذين تعلموا فنون القتال، وشاركوا إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية في إطار التجنيد الإجباري.

وفي هذا الإطار أكد المتحدث أن باب التجنيد لم يُفتح منذ البداية في الثورة الجزائرية، عكس سائر الثورات، خوفا من اكتشاف المنظمة السرية من طرف الاحتلال الفرنسي، الذي يختلف عن غيره من المستعمرين في الكثير من دول العالم، حيث كان استيطانيا ومستعدا لقمع أي حركة ذات بعد استقلالي، ما جعل المنظمة تعتمد على السرية التامة في التحضر للثورة في مدة 90 يوما، وفرض شروطا على المجندين الذين يُفرض عليهم الدخول وعدم الخروج من المنظمة، إلا في حالة المرض أو الموت، واقتصار التجنيد على حوالي ألف شخص حتى يتم التحكم فيهم وحتى لا تفلت الأمور قبل إعلان الثورة.