للحد من فاتورة الاستيراد وإنشاء مؤسسات صغيرة

شيخي يؤكد أهمية التحويل المحلي للموارد الطاقوية

شيخي يؤكد أهمية التحويل المحلي للموارد الطاقوية
  • 662
ق.و ق.و

أكد الرئيس المدير العام الجديد لسوناطراك، كمال الدين شيخي، أمس، على ضرورة الإسراع في الوصول إلى التحويل المحلي للموارد الطاقوية لتلبية الاحتياجات الوطنية والحد من الاستيراد.

وبمناسبة تسلّمه منصب رئيس مدير عام للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك، أوضح السيد شيخي بأن القدرة على تحويل الموارد الطاقوية إلى مواد بتروكيماوية سيسمح للجزائر من الحد من استيراد هذه المواد، وبالتالي توفير العملة الصعبة، إلى جانب خلق نسيج صناعي متطور عن طريق إنشاء العديد من المؤسسات المتوسطة والصغيرة.

وأضاف السيد شيخي خلال مراسم تنصيبه أمس، بحضور وزير الطاقة محمد عرقاب، أن إنشاء هذه المؤسسات سيساهم من دون شك في خلق مناصب عمل جديدة ودائمة، مؤكدا على ضرورة تحسين أداء الشركة في تجسيد وتطوير مشاريعها خاصة تطوير الحقول المكتشفة وذلك للحافظ على مستواها الإنتاجي على المدى المتوسط. 

واستطرد يقول بأن تحسين هذا الأداء سينصب على الاحترام الصارم لآجال وتكاليف الإنجاز دون الإخلال بمعايير الجودة والسلامة، ملتزما بالعمل جاهدا بمعية جميع الإطارات والفنيين من أجل رفع هذا التحدي لإنجاز وتجسيد جميع المشاريع المسطرة في مخطط تطوير الشركة.   

واعتبر السيد شيخي مهمة سوناطراك الأساسية هي توفير احتياجات السوق الوطنية من المواد الطاقوية اللازمة والمساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي للبلاد عن طريق توفير العملة الصعبة الضرورية. وقال في هذا السياق إن "المسؤولية كبيرة وحساسة وترتكز أساسا على تجديد احتياطاتنا من البترول والغاز الطبيعي التي تعرف تراجعا من سنة إلى أخرى منذ أكثر من عشر سنوات".  كما أبرز ضرورة توجيه الجهود نحو عمليات البحث والاستكشاف وكذا عمليات إعادة تقييم ومراجعة احتياطات الشركة المؤكدة، من أجل تعويض ما استهلك لحد اليوم والرفع من حجم هذه الاحتياطات للتمكن من ضمان الأمن الطاقوي للجزائر على المدى البعيد. 

وأضاف شيخي أن الجهود ستوجه كذلك نحو الاستغلال الأمثل للقدرات الإنتاجية الحالية لتلبية الاحتياجات الوطنية المتزايدة والحفاظ على الأسواق التقليدية دوليا، خاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، "حيث ستكون هذه الجهود مدعومة بكل تأكيد بعمل متواصل لخفض تكاليف الإنتاج والاستغلال التي تعرف حاليا ارتفاعا ملحوظا لا يتناسب مع المعايير الدولية الراهنة".

قانون المحروقات جاء في الوقت المناسب

وأكد الرئيس المدير العام الجديد لسوناطراك، أن التحديات الحالية والرهانات المستقبلية التي يواجهها قطاع المحروقات في الجزائر "ليست بالمستحيلة ولا هي بالتعجيزية إذا تحالفت جهود الإطارات والعمال، من أجل غاية واحدة ووحيدة ألا وهي مصلحة الشركة والبلاد"، موجها بالمناسبة دعوة إلى جميع الإطارات والعمال من أجل التجند بهدف بعث ديناميكية جديدة لتحقيق الأهداف المسطرة في إطار الإستراتيجية المعتمدة من طرف الهيئات الاجتماعية للشركة الوطنية.

واعتبر "الإطارات والعمال هم حجر الزاوية لهذه الشركة الوطنية والركيزة الأساسية لتطويرها وتحقيق أهدافها الإستراتيجية"، معربا عن التزامه بإيلاء اهتمام خاص للعنصر البشري في الشركة بالاعتماد على عنصر الكفاءة والتميز. 

ولرفع هذه التحديات، سيتم ـ حسب نفس المسؤول ـ الاعتماد على الرصيد التاريخي في مجال الشراكة المربحة التي حققت من خلالها سوناطراك، نتائج إيجابية في نشاطات المنبع والمصب، مضيفا أنه سيتم العمل بكل تفان على تطوير هذه الشراكة وتنويعها من أجل المساهمة الفعالة في تجديد الاحتياطات البترولية والغازية وكذا من أجل المساهمة في تنويع وتطوير المشاريع خاصة في مجال الصناعة التحويلية والدراسات الهندسية والخدمات ذات البعد التكنولوجي.

أما بخصوص القانون الجديد المنظم لنشاطات المحروقات، فقد ثمنه المسؤول واعتبر أنه "جاء في الوقت المناسب" لبعث روح جديدة في ميدان البحث والاستكشاف، وتحرير المبادرة في مجال الشراكة لجلب رؤوس أموال ضرورية لتطوير الصناعة البترولية وكذا جلب تكنولوجيات متقدمة للاستغلال الأمثل للحقول البترولية والغازية.

وأضاف أن هذا الإطار القانوني والجبائي الجديد سيكون حتما عاملا لجلب واستقطاب هذه الأموال والتكنولوجيا ويعزز جاذبية الجزائر للاستثمارات المباشرة الأجنبية ومن قدرتها التنافسية في محيط يتميز بتسابق شرس لاستقطاب هذه الاستثمارات.

وأشاد السيد شيخي في سياق آخر بتنصيب المحافظة الوطنية للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، معتبرا أنها ستلعب دورا محوريا في تنسيق الجهود الوطنية في هذا المجال، مؤكدا في الأخير بأن سوناطراك ستكون حتما من أهم الفاعلين والداعمين لسياسة التحول الطاقوي والتنويع في المصادر الطاقوية لضمان الأمن الطاقوي وخدمة مصلحة المجموعة الوطنية.