وباء كورونا شكّل حافزا لها

شُعب صناعية ترفع التحدي وتحقّق انتعاشا في 2020

شُعب صناعية ترفع التحدي وتحقّق انتعاشا في 2020
  • 550
م . ب - وأ م . ب - وأ

في الوقت الذي شهد فيه كامل النشاط الاقتصادي في الجزائر تراجعا ملحوظا سنة 2020 بسبب فيروس كورونا، نجحت بعض الشُعب الصناعية في عكس مجرى الأمور من خلال رفع إنتاجها وتكييفه ومتطلبات الأزمة، حيث شكل وباء كورونا بالفعل حافزا لتطوير بعض شعب الصناعة الصيدلانية وشبه الصيدلانية وصناعة المواد المستخدمة في مواجهة هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة.

فحسب الأرقام التي قدمها وزير الصناعة الصيدلانية، فقد تمكنت الجزائر من ضمان "استقلاليتها التامة" في مجال وسائل الحماية من فيروس كوفيد-19 بفضل أزيد من 1300 منتج لما بين 3 و5 ملايين كمامة حاجزة يوميا و780 ألف كمامة جراحة في اليوم وكذا 150 ألف كمامة من نوع "59NK" (كمامات بمصفاة واقية من الجزيئات) يوميا.

كما ارتفع عدد المنتجين للمعقمات الكحولية بشكل كبير منذ بداية الأزمة الصحية ضمانا لوفرة هذه المادة التي تزايد عليها الطلب في السوق. ففي نهاية 2020، أحصى القطاع المئات من المتعاملين، بما فيهم العموميين مثل مجمّع "صيدال" الذي شرع في هذا النشاط في أفريل الماضي بطاقة إنتاجية تبلغ 50 ألف زجاجة أسبوعيا على مستوى وحدة قسنطينة. كما بلغ حجم إنتاج الأدوية المتعلقة بالجائحة (من مضادات حيوية ومسكنات الألم ومضادات التخثر...) مستويات قياسية.

وفيما يخص الأوكسجين المستخدم في المستشفيات، فقد قام المتعاملون الثلاثة في هذا المجال (ليند غاز،  وإير ليكيد وكالغاز) برفع طاقاتهم الإنتاجية الوطنية إلى 320 ألف لتر يوميًا، في انتظار منح الاعتماد لمتعاملين اثنين آخرين. كما عرف إنتاج وسائل الكشف عن الفيروس تقدما كبيرًا مع انطلاق 3 مخابر في هذا النشاط.

وبالنسبة للقاح، فإن بعض المتعاملين الوطنيين أصبحوا يتوفرون على المنشآت اللازمة لعملية التعليب محليًا بحيث أكدوا جاهزيتهم لبدء هذا النشاط حال توفره في الجزائر.

إنتاج قياسي للمعقمات

يعتبر المجمع الجزائري للتخصصات الكيميائية (أ سي أس) أحد أفضل الأمثلة على المتعاملين الذين وسعوا أنشطتهم لتلبية الاحتياجات الجديدة التي فرضها الظرف الحالي، حيث سخّر المجمّع لهذا الغرض عديد المؤسسات التي يمكنها المساهمة في مكافحة كوفيد-19 والوقاية منها فرع "سوكوتيد" الذي عرف نموًا في حجم الإنتاج بنسبة 34% خلال عام 2020. أما مؤسسة "إيناد شيميكا" فقد سجلت نموا بأكثر من 12% بإنتاج 430 طن من هلام ومحاليل مائية كحولية و260 طن من معقمات المساحات و71 طنا من الصابون السائل و651 طن من ماء جافيل. كما قامت المؤسسة بتطوير مواد مبتكرة مثل منظفات السيارات والمعطرات المضادة للبكتيريا. وقامت المؤسسة الوطنية للدهن "ايناب" بصناعة منتجات مطهرة للأرضيات والمحلول الكحولي الذي تم تقديمه مجانا لمختلف الهيئات العمومية والصحية، فيما حققت مؤسسة الورق "تونيك" إنتاج أكثر من 1537 طن من المواد الورقية.

من جانبه، سجل المجمّع العمومي ديفاندوس نموا في نشاطاته الخدماتية الموجهة للبيئة (تسيير ومعالجة النفايات المنزلية والصناعية) بنحو 2 مليار دينار متوقعة في 2020 وللمؤسسة (إعلام ألي واستشارة ودراسات وتكوين) بنحو 3 ملايير دينار، حسب توضيحات الرئيس المدير العام، مسعود زموري.

صناعيون يتبنون مشاريع باحثين شباب

من جهتها، اغتنمت المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية "ايني" بروز موجة من الباحثين الجزائريين الراغبين في تكريس كفاءاتهم لمكافحة كوفيد-19، لإطلاق مشاريع صناعية جديدة على غرار مشروع مقياس الحرارة الرقمي للجبهة، الذي طوّره باحثون من جامعة بجاية وسيتم الشروع في إنتاجه قريبا.

كما تعمل "إيني" على مشروع آخر لصناعة أجهزة تنفس اصطناعي، حسب نموذج طوّر انطلاقا من مصدر مفتوح لكن حسّنه مهندسون من المؤسسة.

في ذات السياق، نجحت مجموعة من الباحثين من الأكاديمية الوطنية للإبداع والابتكار من تطوير نموذج مختلف مع عديد المزايا. كما طوّرت الأكاديمية تجهيزات أخرى تستعمل لمكافحة فيروس كورونا، على غرار جهاز تطهير للسيارات والقناع الذكي (الموصول بتطبيق على الهاتف النقال) وطائرة بلا طيار (درونز) حرارية. وتمكنت مجموعة من الباحثين من جامعة سيدي بلعباس من تحويل تصميمها إلى مشروع صناعي. ويتعلق الأمر بمولد أوزن يستعمل لتطهير الفضاءات (السيارات والمستشفيات والمدارس) من الفيروسات والبكتيريا والفطريات والروائح الكريهة، والذي تصنعه حاليا المؤسسة العمومية "سوريماب".