بن صالح يجدد مواقف الجزائر الثابتة إزاء القضايا العربية
ضرورة إدخال إصلاحات عميقة على المنظومة العربية
- 396
أكد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أمس، من تونس، على ضرورة إدخال إصلاحات عميقة على المنظومة العربية لتواكب التحولات الحاصلة وإيجاد حلول لمشاكلها.
وأشار بن صالح في كلمة له خلال أشغال القمة العربية الثلاثين التي يشارك فيها ممثلا لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة إلى وجود ”مرحلة جديدة من التحديات في ظل عالم تتسارع فيه التطورات والمتغيرات إقليميا ودوليا”، معتبرا بأن هذا الأمر ”يدعونا إلى حل مشاكلنا بأنفسنا لنمكن شعوبنا من اللحاق بركب العصر وما يميزه من تطور علمي، صناعي وتكنولوجي يصعب علينا اللحاق به إذا ما بقينا أسرى لأزماتنا وخلافاتنا، مع قناعتنا بإيجاد حلول لمشاكلنا، حتى لا تفرض علينا من الخارج دون أن تراعي خصوصياتنا ومقوماتنا الحضارية”.
في هذا السياق، تطرق بن صالح إلى القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الجزائر ”ثابتة على مواقفها، وهي على قناعة أن السلام لا يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط، دون تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
ودعا في هذا الشأن إلى ”حشد الجهود لدعم الفلسطينيين وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته كاملة للضغط على قوة الاحتلال بكافة الوسائل لحملها على الوقف الفوري لعدوانها على الشعب الفلسطيني الأعزل والانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”.
وبشأن الأزمة الليبية، جدد رئيس مجلس الأمة ”قناعة الجزائر بأهمية اعتماد مقاربة تستند إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية ووقفها على نفس المسافة من كل الأطراف الليبية”، مشيرا في هذا الشأن إلى أن الجزائر ”ستواصل جهودها المشجعة للحوار بين الأطراف الليبية، تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى توافق سياسي ينهي الأزمة ويحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وانسجام شعبها”.
كما أكد بالمناسبة ”دعم الجزائر لجهود الممثل الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، في تنفيذ خطة العمل وجهوده لإنهاء الأزمة”، معربا عن ”ترحيب الجزائر بعقد الملتقى الوطني الجامع للأطراف الليبية المقرر ما بين 14 و16 أفريل الجاري بمدينة غدامس للاتفاق على خارطة طريق”.
وبخصوص الوضع في سوريا، دعا بن صالح إلى ضرورة ”دعم الديناميكية الإيجابية الحالية الهادفة إلى إيجاد حل سلمي تفاوضي تحت رعاية الأمم المتحدة بين كل الأطراف السورية، بما يحفظ لسوريا سيادتها واستقرارها ووحدتها”.
وبشأن قضية الجولان، أكد بن صالح بأن الجزائر ”ترفض بشدة القرار الرامي إلى تكريس سيادة إسرائيل على هذا الجزء من التراب السوري المحتل لكونه مخالفا لقرار مجلس الأمن 497 لسنة 1981 ولمقتضيات الشرعية الدولية”.
وعن الوضع في اليمن، جدد نفس المسؤول ”دعم الجزائر للجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة لتجسيد ما توصل إليه الفرقاء اليمنيون في مباحثاتهم الأخيرة في ستوكهولم وتوفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي بما يضمن وحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره ونسيجه المجتمعي”.
كما أبرز رئيس مجلس الأمة في كلمته ”التحديات الأمنية الكبيرة” التي تواجه العالم العربي، والمتمثلة خصوصا في ظاهرة الإرهاب والأفكار المتطرفة والجريمة المنظمة، بما فيها تلك العابرة للحدود وتجارة المخدرات وتبييض الأموال وظاهرة الهجرة غير الشرعية، داعيا إلى ”تعزيز آليات التنسيق بين دولنا ومع محيطنا المباشر والمجتمع الدولي لمجابهة هذه الآفات التي باتت تهدد استقرار بلداننا”.
وخلص بن صالح إلى أن الجزائر ”تعلق آمالا كبيرة على هذه القمة للدفع قدما بمسار العمل العربي المشترك”، مؤكدا أنها ”لن تدخر أي جهد في تدعيم كل المساعي الرامية إلى تنقية الأجواء ورص الصف العربي وتعزيز أسس الحوار والتنسيق والتشاور بين البلدان العربية”.
بن صالح يتحادث مع العديد من القادة العرب
تحادث رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح أمس، بتونس على هامش مشاركته في أشغال القمة العربية الثلاثين، ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مع قادة عدة دول عربية.
واستقبل السيد بن صالح من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور نائب الوزير الأول، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، حيث سمح هذا اللقاء بتبادل وجهات النظر حول النقاط المدرجة في جدول أعمال القمة وكذا القضايا الجهوية ذات الاهتمام المشترك. كما تم التطرق إلى العلاقات الثنائية وسبل الرقي بها إلى مستويات أفضل.
بنفس المناسبة، التقى رئيس مجلس الأمة بالعاهل الأردني عبد الله الثاني، حيث تبادل معه وجهات النظر حول العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا القضايا العربية ذات الاهتمام المشترك.
وتحادث رئيس مجلس الأمة أيضا مع أمير دولة الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، واستقبل من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في لقاء شكل فرصة لتبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والوضع في الساحل، حيث استعرض الطرفان العلاقات الثنائية وسبل الدفع بالديناميكية التي تعرفها لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري.
وكان رئيس مجلس الأمة قد التقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث سمح هذا اللقاء الذي جرى بحضور السيد لعمامرة باستعراض التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وجدد بن صالح بالمناسبة موقف الجزائر ”الثابت والداعم” لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.