"المساء" ترصد واقع عمليات البيع بالعاصمة

طوابير رغم طبع 80 مليون كتاب مدرسي !

طوابير رغم طبع 80 مليون كتاب مدرسي !
  • القراءات: 1429
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

❊ديوان المطبوعات المدرسية: 301 نقطة بيع في كل الولايات

❊مديرو مدارس يعتبرون بيع الكتب عبئا يضاف إلى متاعب التسيير

تشهد نقاط بيع الكتاب المدرسي منذ بداية الموسم الدراسي، إقبالا كبيرا من طرف الأولياء رغم أن الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، يوفر مخزونا كافيا يتعدى 80 مليون نسخة، وملتزم بتوزيع الكتاب وفق خطة مدروسة تم تطويرها باستعمال المنصات الإلكترونية وخدمات التوصيل.

ووقفت "المساء" في زيارة ميدانية إلى نقاط البيع الثلاث بالعاصمة التابعة للديوان، أمام طوابير متراصة لرجال ونساء، جاؤوا من مختلف أحياء المدينة، ينتظرون لساعات علهم يحصلون على كتب لأبنائهم التي لم يجدوها في مختلف المؤسسات التربوية في أطوارها الثلاثة.

وبإمكان أي مار أمام نقطة بيع الكتب بشارع نصيرة نونو ببلدية محمد بلوزداد، أو تلك الموجودة بمحاذاة شارع العربي بن مهيدي ببلدية الجزائر الوسطى، أو نقطة بيع شارع زيغود يوسف تلك الطوابير الطويلة التي تشكلت منذ الساعات الأولى ضمن مشهد يتكرر كل يوم منذ الدخول المدرسي. ويستقطب فرع زيغود يوسف، سكان يأتونه من مختلف بلديات بالعاصمة لتوفره على كل كتب الأطوار التعليمية الثلاثة.

وانتقد عدد من المواطنين الذين التقتهم "المساء" أمام مدخل هذه النقطة ضمن طوابير انهكم الوقوف فيها طيلة ساعات، بعض مسؤولي المؤسسات التربوية الذين لم يوفروا الأعداد الكافية من الكتب لتلاميذ مؤسساتهم، مما أرغم الأولياء على البحث عنها بطرق أخرى سواء في نقاط الديوان، أو استلافها من الأقارب والجيران أو من المكتبات الخاصة.

وأسر لنا أحد الأولياء الذي جاء من بلدية الرغاية لاقتناء بعض الكتب، أن مديري المدارس لا يحرصون على توفير هذه المطبوعات، ويعتبرونها عبئا كبيرا يضاف إلى متاعب التسيير، خاصة أن بيعها لا يوفر هامش ربح للمؤسسات التربوية، مما يجعلها لا ترغب في جلبها وتقريبها من التلميذ كما جرت العادة على ذلك في السنوات الماضية بمبرر تفادي وقوع فجوات مالية بسبب ضغط عملية البيع ، مما يحتم على مديري المؤسسات دفعها من جيوبهم.

لكن أحد الأولياء الذي وجدناه ينتظر دوره بطابور بفرع نصيرة نونو ببلوزداد، اعترف أن المشكل لا يكمن في المؤسسة التربوية، بل في الأولياء أنفسهم، لأنه كان بإمكانهم اقتناء الكتب خلال العطلة الصيفية، وعدم انتظار حلول الموسم الدراسي الجديد، ضمن سلوكيات قال إنها صارت عادة وتجذرت في العديد من الأمور الأخرى، ومنها ما تعلق بشراء قسيمة السيارات، حيث ينتظر أصحاب المركبات إلى آخر الأيام قبل انتهاء المهلة القانونية، ليشكلوا طوابير لاقتنائها.

ورغم كل تلك الطوابير إلا أن ذلك لم يمنع ياسين ميرة، المكلف بالإعلام بديوان المطبوعات المدرسية، في اتصال مع "المساء" من نفي وجود ندرة في الكتب المدرسية، وقال إن الديوان، وضع عدة آليات لتوزيع الكتب ،كان من بينها توفير احتياجات مديري المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة من الكتب، حيث اعتادوا تسلمها خلال شهري جوان وجويلية من كل سنة.

وأكد أن الديوان الذي يتوفر على أزيد من 80 مليون كتاب خصص 301 نقطة بيع في كل ولايات الوطن، ونظم 43 معرضا لبيع الكتاب انطلق يوم 7 سبتمبر ويدوم إلى غاية الثالث أكتوبر القادم، فضلا عن تعاقد الديوان مع 1225 مكتبة خاصة لبيع المطبوعات المدرسية، بل لجأ أيضا إلى اعتماد تكنولوجيات الاتصال والتوصيل لتفادي الطوابير ومشاق التنقل، عن طريق خدمات "جوميا" التي توصل الكبت لأصحابها إلى باب المنزل، وهي خدمة متوفرة على منصات الهاتف، بإمكان كل مواطن الاستفادة من خدماتها، إذا تعذّر عليه إيجاد الكتب المفقودة في محيطه القريب.