توقّع تأثيرا سريعا للقاءات العمل التي أدارها حشيشي.. مبتول لـ"المساء":
عقود شراكة بين "سوناطراك" ومجمّعات أمريكية عملاقة قريبا
- 990
أكد الخبير عبد الرحمان مبتول أن الزيارة التي قام بها الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك رشيد حشيشي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة، أظهرت أهمية الجزائر كلاعب إستراتيجي في مجال الطاقة بجميع مكوّناته، متوقّعا أن يكون لها تأثيرا إيجابيا وسريعا على التعاون الطاقوي بين الجانبين.
قال عبد الرحمان مبتول، أمس، في تصريح لـ"المساء"، أن زيارة حشيشي إلى هيوستن الأمريكية للمشاركة في قمة "غازتيك" وكذا اجتماع منتدى رجال الأعمال الجزائري - الأمريكي، ستكون لها انعكاسات سريعة وهامة على العلاقات الطاقوية بين سوناطراك والشركات الأمريكية، حيث توقّع تجسيد بعض العقود التي ستمكّن من تعزيز إنتاج سوناطراك من المنبع إلى المصب، وذلك ضمن مشاريع تدخل في إطار التحوّل الطاقوي، لافتا إلى أن استراتيجية الجزائر تتمثل في تطوير قطاعات المصب والمساهمة في تطوير الطاقات المتجدّدة، تحقيقا للإنعاش الاقتصادي.
وذكر في هذا الإطار باللقاءات المميزة التي جمعت حشيشي والوفد المرافق له مع مسؤولي شركات طاقوية أمريكة مثل "هانيويل" المختصة في الخدمات الطاقوية وأنظمة المراقبة والتحكّم التي زار مقرها، ومركز ابتكارها، فضلا عن "بيكر هيوز" و"إيكسون موبيل" التي زار مركز ابتكارها العملياتي، وكذا "شيفرون".
وأوضح أن الشركات الأمريكية في مجال الطاقة والمحروقات تعد الأكثر أهمية في العالم، وأن الجزائر التي تدافع قبل كل شيء عن مصالحها في شراكاتها مع الأجانب، تحتاج إلى تقنيات متطوّرة وخبرة، وكذا تكوين الموارد البشرية، تعزيزا للجهود الكبيرة التي تبذلها "سوناطراك" في هذا المجال.
وذكر في السياق، بأن الجزائر حافظت دائما، منذ عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، على تعاون وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجال الطاقة، وأن استمرار هذا التعاون بدا واضحا مؤخرا وبالضبط في 22 جانفي 2024- مثلما أضاف الخبير- حين أعرب رئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، ديفيد فيلهلم، رفقة 26 شركة أمريكية، عن اهتمامهم بالاستثمار في عدة قطاعات بالجزائر، من أبرزها المحروقات والطاقات المتجدّدة، وذلك بعد التعرّف على مناخ الأعمال في الجزائر، لاسيما من حيث التسهيلات والمزايا الضريبية التي يتضمنها قانون المحروقات الجديد، وخاصة مكوّنه الضريبي.
وقبلها تم الإعلان عن شراكة هامة بين سوناطراك و"أوكسيدنتال" الأمريكية بالتعاون مع "توتال إنيرجي" و"إيني"، في 19 جويلية 2022، من خلال توقيع اتفاقية لتقاسم الإنتاج بقيمة 4 ملايير دولار تتعلق بمشروع إنتاج وتطوير حقول بحوض بركين في ورقلة بطاقة مليار برميل من النفط.
وأبرز مبتول أن أهمية هذا الاستثمار الكبير تكمن في كونه سيسمح باستخدام تكنولوجيا الاستحواذ ثلاثية الأبعاد عالية الكثافة لأول مرة في الجزائر، ويتضمن حفر 100 بئر نفط جديدة وتحويل أكثر من 40 بئرا موجودة، مع استخدام التكنولوجيا الزلزالية ثلاثية الأبعاد التي ستؤدي إلى تحسين معدلات الاستخلاص ووضع معيار جديد لاستخلاص النفط في الجزائر، من خلال إلغاء الحاجة إلى حفر آبار استكشافية متعدّدة وتقليل تأثير التنقيب والإنتاج على البيئة.
من جهة أخرى، لاحظ المتحدث تسجيل عدة زيارات إلى الجزائر من قبل شركات أمريكية طاقوية ذات صيت عالمي من بينها "إكسون موبيل"، و"شيفرون"، و"هيكات إنيرجي"، ومجموعة فيليب للتعدين، وغيرهم في السنوات الأخيرة، تم من خلالها دراسة فرص الاستثمار خاصة في مجال استكشاف وتطوير واستغلال المحروقات، وكذلك في مجالات البتروكيماويات والرقمنة والحلول التكنولوجية وخفض الانبعاثات وتقليل البصمة الكربونية.
كما ذكر بإقامة شراكات متبادلة المنفعة بين الجانبين من خلال نقل المعرفة والتكوين، لاسيما في مجالات البحث والتنقيب وتثمين وتطوير قطاع المناجم في الجزائر، بما في ذلك استكشاف المعادن النادرة.
وقال الخبير إن استثمار الشركة الأمريكية "فلوسيرف" المتخصّصة في المضخات وصيانتها بمركزها المتواجد في الجزائر والفريد من نوعه في إفريقيا، يعد مثالا على كيفية مساهمة الشركات الأمريكية في الاقتصاد الجزائري، من خلال نقل التكنولوجيا المتطوّرة والمعرفة وخلق فرص عمل عالية المهارة، بالإضافة إلى إرساء قاعدة ثابتة في الجزائر لإنتاج المضخات والأختام الميكانيكية والصمامات، مع إنجاز أول جهاز اختبار لختم الغاز الجاف في إفريقيا، والذي سيبدأ تشغيله العام الجاري.
كل هذه العوامل، جعلت الخبير مبتول يقر بأن زيارة حشيشي إلى الولايات المتحدة ستجلب "حصادا وفيرا" من حيث العقود المتوقع توقيعها في المستقبل القريب، والتي تعد حيوية للجزائر الطامحة لمضاعفة إنتاجها من الغاز الطبيعي وفقا للتوجيهات التي كان قد أعطاها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والتي دعا من خلالها إلى رفع حجم صادرات الغاز على المدى المتوسط إلى 100 مليار متر مكعب سنويا.