رئيسة لجنة الشؤون الخارجية للجمعية الفرنسية:

على فرنسا القيام بأعمال لذاكرة ضحايا الثورة التحريرية

على فرنسا القيام بأعمال لذاكرة ضحايا الثورة التحريرية
  • القراءات: 607 مرات
أشارت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية للجمعية الفرنسية، ايليزابيث قيقو، إلى إلزامية أن تقوم فرنسا "بأعمال ذاكرة اتجاه ضحايا حرب التحرير الوطنية الجزائريين". وفي تصريح للصحافة أمس، عقب اللقاء الذي خصها به رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، قالت السيدة قيقو، "نريد أن نقول دون نسيان الماضي الذي كان مؤلما طبعا، يجب أن تكون هناك أعمال ذاكرة مثل الذي قام به كاتب الدولة الفرنسية للمناضلين القدامى، الذي وضع إكليلا من الزهور بولاية سطيف، تخليدا لذاكرة ضحايا مجازر 8 مايو 1945".
وأشارت نائبة سين-سان-دوني إلى العلاقات الجزائرية الفرنسية "الممتازة" التي تتطور ـ حسبها ـ بتجانس على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية". معتبرة أنه "يجب أيضا على البلدين النظر إلى الأمام". وأشادت السيدة قيقو، من جهة أخرى "بسرعة وفعالية عمل الحكومة الجزائرية من أجل توقيف مغتالي الرعية الفرنسية هارفي قوردال، الذي اغتاله إرهابيون في سبتمبر الماضي، في منطقة واقعة بين ولايتي البويرة وتيزي وزو. وأكدت البرلمانية الفرنسية الموجودة بالجزائر في إطار زيارة الرئيس فرانسوا هولاند قائلة: "لقد قلت لرئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أي درجة تأثرنا بكثافة التضامن الذي أظهره الشعب الجزائري إثر اغتيال الرعية الفرنسي هارفي غوردال، وبسرعة وفعالية عمل الحكومة الجزائرية من أجل توقيف مغتاليه".
وأضافت أن هبّة التضامن هذه "دليل على متانة العلاقات البشرية التي تجمعنا نحن الفرنسيين والجزائريين".
كما أشادت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، اليزابيت قيقو، بالدور "الهام جدا" الذي تلعبه الجزائر من أجل إرساء المصالحة في ليبيا ومالي وفي مكافحتها للإرهاب في المنطقة. وأكدت أن الجزائر تقوم بدور هام جدا في ليبيا، وأنها في طليعة البلدان القلائل التي تعمل من أجل المصالحة بين الليبيين، لأنه لا يوجد هناك حل عسكري وإنما فقط حل سياسي" لتسوية الأزمة في هذا البلد. مشيرة إلى الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل المصالحة في مالي حيث تعد نتائجها "واضحة".
كما أكدت البرلمانية الفرنسية "إننا نقدّر كثيرا المساعدة التي قدمتها الجزائر من أجل إنجاح المصالحة بين شمال مالي وحكومة باماكو. ونحن نرى الآن النتائج". كما حيّت السيدة قيقو، دور الجزائر في مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي العالم. مضيفة أن الجزائر وفرنسا يعملان معا من أجل إرساء الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء. وتابعت البرلمانية الفرنسية قولها إن "الجزائر تساعد تونس كثيرا في مكافحة الإرهاب، كما ينبغي علينا العمل معا من أجل الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء و مصلحتنا مشتركة في تشجيع التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتلك البلدان". وأضافت في هذا الصدد "إن علاقاتنا في أحسن حال من أجل أن نعمل معا من أجل السلام والاستقرار، وأن دافعنا الرئيسي يتمثل في هذا التفاهم الوثيق بين شعبينا".
وفي ردها على سؤال حول موقف البرلمان الفرنسي من الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين، أكدت السيدة قيقو أن "ذلك يثير انشغالنا كثيرا وسنبقى على اطلاع بشكل دوري". مضيفة أن بلادها "متمسكة بتطبيق لوائح الأمم المتحدة بخصوص تقرير مصير الصحراء الغربية التي تجد صعوبة في التطبيق حاليا". أما بخصوص الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، فأوضحت أن "جميع البرلمانيين الفرنسيين ليس لديهم أي تسامح مع هذا النوع من الممارسات". مضيفة أن "فرنسا انضمت إلى الاتفاقية الدولية ضد التعذيب، وأن برلمانييها متمسكون بالمسؤولية الدولية في هذا المجال واستقلالية العدالة".

 ولد خليفة يبحث التعاون البرلماني مع غيغو

استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أمس بالجزائر العاصمة، إليزابيث غيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، حيث تم التطرق للتعاون البرلماني الجزائري الفرنسي حسب بيان للمجلس. وأكد رئيس المجلس خلال هذا اللقاء أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا عرفت خلال السنوات العشر الأخيرة "تطورا لافتا لاسيما بعد الزيارات المتبادلة بين أعلى المسؤولين من البلدين".
واستعرض ولد خليفة في هذا السياق النتائج الإيجابية التي لمسها بعد محادثاته السابقة مع رئيسة الجمعية الوطنية ومسؤولين فرنسيين آخرين، معتبرا بأنها "كشفت عن تفاهم كبير وإرادة مشتركة لتطوير التعاون الثنائي بكل وجوهه"، مضيفا بأن البلدين يعملان معا حاليا من أجل رفع مستوى مبادلاتهما في مناخ تطبعه أزمة اقتصادية وتغيرات سياسية متسارعة، وهما يملكان أيضا علاقات برلمانية ومتميزة يسعيان لتوظيفها من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة.
واعتبر في هذا الشأن أن العمل المشترك في إطار اللجنة البرلمانية الكبرى، وهي الوحيدة من نوعها التي تجمع البرلمان الجزائري مع برلمان أجنبي، يعد من أبرز وجوه التعاون البرلماني بين البلدين.
وعلى صعيد آخر، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الجزائر باتت مصدر أمن واستقرار في منطقة تنتشر فيها بؤر توتر وأزمات ولذلك فهي تشجع انتهاج الحوار كوسيلة وحيدة لرأب الصدع بين مختلف الفرقاء سواء في مالي أو ليبيا.  
وأشار، من جهة أخرى، إلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، كما أكد تمسك الجزائر بدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، موضحا أن الجزائر ليست طرفا في هذا الصراع الذي يجب أن يجد حلا عادلا وفق الشرعية الدولية. واختتم رئيس المجلس حديثه بالتطرق إلى دور البرلمانيين في نشر قيم الحرية والعدالة ودعا إلى العمل على تحقيق هذه القيم لكل الشعوب حسب البيان.