بعد قرار استئناف النشاطات الاقتصادية والتجارية بقسنطينة
عودة تدريجية للنشاط وتباين في اتخاذ الإجراءات الوقائية
- 973
عادت الحياة لتدب مجددا في عدد كبير من محلات مدينة قسنطينة، التي أوصدت أبوابها وفقا لتعليمات فوقية، في إطار مجابهة انتشار وباء كوفيد-19، حيث استأنف عدد معتبر من المحلات التجارية بوسط مدينة قسنطينة النشاط، بعد دخول قرار الحكومة القاضي برفع الحجر الجزئي واستئناف عديد النشاطات الاقتصادية والتجارية والخدماتية لمهامها بعد الإعلان عن تطبيق مخطط استئناف هذه الأخيرة كمرحلة أولى تمهيدا لرفع الحجر الكلي، وقد تم تسجيل تباين في التقيد بالتدابير الوقائية التي أوصت بها الجهات المختصة، لمنع عودة ارتفاع مؤشرات الفيروس من جديد، بينما فضلت محلات أخرى التريث في العودة إلى النشاط واستغل بعض أصحاب المحلات الفرصة من أجل القيام بعمليات التنظيف، وفقا لما وقفت عليه المساء، خلال الجولة الميدانية التي قادتها إلى مختلف شوارع وأحياء وسط المدينة.
جولتنا بمدينة الجسور المعلقة شملت ما يعرف بالشرايين الرئيسية لوسط المدينة على غرار شارع 19 جوان (رود فرانس)، العربي بن مهيدي (طريق جديدة)، رحبة الجمال، عواطي مصطفى، عبان رمضان، مسعود بوجريو، محمد بلوزداد، القصبة، بن عبد المالك رمضان إلى غاية السيلوك، وكذا ببعض الأحياء الشعبية على غرار التوت، الصفصاف، بن تليس، الصنوبر ودقسي عبد السلام، وكذا المقاطعة الإدارية علي مجلي.
محلات الحلويات والكعك تستقبل زبائنها بشكل عادي
استقبلت، مند صباح أمس، محلات بيع الحلويات والكعك، الزبائن بشكل عادي، حيث عاد عشاق الحلويات منذ الصباح الباكر لاقتناء مما لذ لهم وطاب من مختلف الحلويات، خاصة في الفترة الصباحية أين يكثر الطلب على هذه السلع مع فترة فطور الصباح، وخلال جولة المساء بوسط المدينة، لاحظت تراجعا في الإقبال من طرف المواطنين مع مرور الوقت، بعدما كان الإقبال معتبرا مع الساعات الأولى للصباح، ولم تفرض محلات بيع الحلويات أي شروط على زبائنها كما أنها لم تضع أشرطة مسافة الأمان ولم تضع أيضا قطع قماش بها مواد معقمة لتطهير الأرجل قبل الدخول وهو ما وقفت عليه المساء في أغلب المحلات التي استأنفت نشاطها صباح أمس.
المطاعم بوسط المدينة لم تستجب بشكل كبير للعودة
وعلى عكس محلات بيع الحلويات والكعك، كانت الاستجابة لعودة نشاط المطاعم، محتشمة، حيث فضلت معظم محلات بيع الأكل السريع والمطاعم، اغتنام الفرصة الصباحية من أجل تنظيف المحلات التي أغلقت أبوابها لأكثر من 90 يوما، باستعمال الماء والمواد المطهرة، وكان الاستثناء واضحا عند أصحاب بعض المحلات التي كانت مع موعد فترة الغذاء وقدمت المأكولات السريعة لزبائنها، خاصة ما تعلق بالبيتزا، على غرار بعض المحلات بشارع عبان رمضان أو بحي الصنوبر، حيث فضلت هذه المحلات التعامل مع زبائنها خارج المحل وتقديم الطلبات، على غرار محلات لوناما بطريق الخروب، دون السماح للزبائن بالدخول أو تنظيم الدخول مع الحرص على عدم دخول عدد كبير من الزبائن ومنع التجمع أمام المحلات، في ظل العقوبات الصارمة التي يتخوفون منها في حالة مخالفة التعليمات والتوصيلات المقررة، فيما استأنف عدد معتبر من محلات الإطعام السريع بسوق الدقسي المغطى "البودروم" النشاط، مع تقديم وجبات جاهزة وعدم السماح للزبائن بالبقاء داخل المحل.
فيما التزم حلاقون بوضع الكمامة.. زبائن دون كمامات
من المشاهد التي أثارت انتباه المساء، خلال الجولة الميدانية، بوسط المدينة، هو التزام أصحاب مهنة الحلاقة، الذين فتحوا محلاتهم صباح أمس، بوضع الكمامة، فيما كان أغلب الزبائن الذين كانوا داخل المحلات على كرسي الحلاقة، دون كمامات، ورغم أن محلات الحلاقة في الفترة الصباحية، لم تعرف إقبالا كبيرا وازدحاما على عكس الفترات المسائية، إلا أن هذا السلوك يحسب على صاحب المحل الذي سيتعرض للعقوبة في حال تم كشف أمره من طرف الجهات الرقابية المخولة، فيما جازف بعض الحلاقين بعدم وضع الكمامة ولا حتى لزبائنهم، مثلما وقفت عليه المساء بأحد المحلات بعمارات حي الصفصاف.
شباب ومراهقون أمام المحلات لبيع الكمامات
اغتنم بعض الشباب وحتى المراهقين بوسط مدينة قسنطينة، فرصة عودة النشاطات لعدد من المحلات التجارية، من أجل الترويج وبيع سلعهم والمتمثلة في كمامات، مصنوعة من نوع من القماش، والتي تكتسي بعدا جماليا أكثر من بعدها الوقائي، حيث اختلفت ألوانها والرسوم الموضوعة عليها، فمنها ما يحمل شارات فرق رياضية ومنها ما يحمل علامات تجارية رياضية، وكان سعرها محددا بـ70 دج، حيث اغتنم هؤلاء الشباب فرصة فرض إجبارية وضع الكمامة قبل دخول المحل، من أجل التجمع أمام محلات الإطعام السريع أو أمام محلات بيع العطور، لبيع سلعهم، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين نسوا كماماتهم في السيارات أو الذين خرجوا دون كمامات من المنزل وكان هؤلاء الشباب يعلمون كل العلم منع صاحب المحل من دخول أي زبون دون كمامة تفاديا لأي عقوبة قد يتعرض لها وفقا لما وقفت عليهه المساء التي لاحظت نشاطا شبه منعدم للوكلات السياحية بوسط المدينة.
الأمور لم تختلف كثيرا بالمدينة الجديدة علي منجلي
لمست "المساء"، نهار أمس، وخلال جولتها الاستطلاعية بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي التي تضم حوالي 400 ألف ساكن، تباينا في تطبيق قرار الحكومة القاضي برفع الحجر الجزئي واستئناف عديد النشاطات الاقتصادية والتجارية والخدماتية، حيث بدا هذا الأمر جليا لدى عديد التجار المعنيين على غرار أصحاب محلات حرفيي الخزف والترصيص، النجارة، الصباغة، وكالات السفر، الوكالات العقارية، محلات بيع الـمنتجات التقليدية، محلات بيع الـمرطبات والحلويات، بيع الـمثلجات والـمشروبات وحتى مطاعم الأكل السريع وحلاقي الرجال وغيرها من النشاطات التي تم الترخيص لعودتها، حيث شهد اليوم الأول من العودة التدريجية لنشاط التجار تباينا في فتح المحلات بين من اختار إعادة فتح محله ومن اختار التريث واستغلال الفترة لتعقيم وتوفير كافة التدابير قبيل إعادة نشاطه المهني من جديد.
تباين في فتح المحلات بين مؤيد ومستغل الفترة للتعقيم
اختلفت آراء عدد من التجار المعنيين بقرار استئناف نشاطهم التجاري من جديد بعد 3 أشهر من تعليقه بسبب ما فرضته جائحة كورونا، وقرار الحكومة فرض الحجر الصحي لتفادي انتشار الفيروس بين المواطنين، بين مؤيد لتطبيق القرار ومتريث لاستغلال الفترة لاتخاذ كافة التدابير الوقائية التي فرضتها الحكومة من أجل فتح محلاتهم من جديد، حيث أكد التجار ممن تحدثت إليهم "المساء" أنهم انتظروا قرار استئناف نشاطهم التجاري بفارغ الصبر خاصة وأن فترة التعليق وغلق محلاتهم أثرت سلبا على وضعهم الاقتصادي والمادي، كما أنهم تضرروا كثيرا كون تجارتهم هي وسيلة رزقهم الوحيدة، مشيرين في ذات السياق إلى التزامهم التام بكل التدابير الوقائية المفروضة عليهم والتي بدورهم سيفرضونها على زبائنهم حتى لا يدفعوا مرة أخرى ضريبة لامبالاة المواطنين، التي أثرت سلبا على مصالحهم وتجارتهم وجعلت البعض منهم يعلن إفلاسه.
بالمقابل أضاف عدد من التجار أن عدم فتحهم لمحلاتهم التجارية هو بداعي استغلال فترة الحجر الحالية التي لم يتبق عليها سوى، أسبوع فقط، لرفع الحجر الصحي نهائيا، للقيام بتعقيم محلاتهم خاصة وأن قرار استئناف النشاطات الاقتصادية والتجارية والخدماتية مشروطا بالتقيد الصارم في أماكن العمل والتجمعات، بتدابير صارمة للوقاية الصحية التي تستوجب احترامها وتطبيقها بدقة من طرف جميع الـمتعاملين والتجار والزبائن حسبما طلبته منهم الجهات المعنية.
تجار يعمدون إلى اقتناء وسائل الوقاية قبل عملية الفتح
وأشار هؤلاء إلى أنهم في الفترة الحالية سيقومون بوضع كافة التدابير الوقائية بمحلاتهم من خلال اقتناء "جالات" التعقيم ووضعها بالمحلات وكذا العمل على تنظيم المداخل وطوابير الانتظار خارج الـمحلات وداخلها على نحو يسمح باحترام الـمسافة والتباعد الجسدي، مع تحديد عدد الأشخاص الـمتواجدين داخل المحلات، وكذا توفير ممسحات مُطهرة للأحذية في مداخل محلاتهم وغيرها من التدابير المفروضة.
عزوف عن مطاعم الأكل السريع بسبب التخوف من الأمراض
من جهتها، شهدت بعض محلات الأكل السريع والمطاعم عزوفا من قبل المواطنين، ما عدا تلك التي تقدم المشاوي، وقد أرجع بعض المواطنين الامر لتخوفهم من انتهاء صلاحية بعض المواد الاستهلاكية التي تدخل في تحضير الأطعمة والمأكولات السريعة خاصة لدى محلات بيع البيتزا والساندويشات على اختلافها، حيث ذكر العديد من الزبائن للمساء من الذين كانوا يقفون خارج بعض المطاعم أنهم يعلمون أن اللحوم التي تستخدم في الشواء جديدة إذ لا يمكن الاحتفاظ بها طيلة تلك المدة غير أنهم غير واثقين من كل ما يدخل فيه الأجبان والكريمات ومشتقاتها وغيرها، من المواد الصناعية التي لها مدة صلاحية محددة.
محلات الحلويات تعود بحذر وتنتج بعض الحلويات المطلوبة فقط
من جانب آخر، عمد أصحاب محلات الحلويات والمرطبات بمختلف الوحدات الجوارية للتركيز، في هذا اليوم الأول، على صنع مختلف أنواع المخبوزات والهلاليات وأيضا حلوى "الميلفاي"، متفادين صنع الكعك وقوالب الحلويات، تخوفا من قلة التوافد والخسائر التي قد تنجر عن ذلك خاصة أن أنواع الحلويات الأخرى أكثر كلفة وتتلف بسرعة.