أكدوا أنها أضحت بؤرة صراع روحي وسياسي.. باحثون:

غزّة عامل أساسي في تحديد الملامح الجيوسياسية للمنطقة

غزّة عامل أساسي في تحديد الملامح الجيوسياسية للمنطقة
  • 28
شبيلة .ح شبيلة .ح

أكد المشاركون في الملتقى الوطني الذي احتضنته كلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في قسنطينة، أمس، أن العدوان المتواصل على غزّة كشف عمق التشابك بين الجغرافيا الدينية والحسابات الجيوستراتيجية، معتبرين ما يجري في القطاع "النموذج الأكثر وضوحا لتوظيف الدين والرمزية الدينية في الصراعات الدولية.

وشدد المتدخلون في اللقاء على أن الحرب على غزّة "ليست حدثا طارئا ولا معزولا عن الامتداد التاريخي للصراع، بل واجهة مكشوفة للتصادم بين رؤيتين متناقضتين، رؤية إسلامية تعتبر فلسطين جزءا لا يتجزأ من الهُوية الدينية للأمة، ورؤية صهيونية تستند في مشروعها التوسعي إلى سردية دينية تاريخية تحاول فرضها بالقوة". وأوضحوا أن هذه المواجهة باتت أكثر حدة، بعدما أصبح الوعي الديني رافعة أساسية للمقاومة في فلسطين، مقابل استخدام الاحتلال للمقدسات كوسيلة لتعزيز وجوده ومشاريعه. وأشاروا إلى أن القراءة الغربية للأحداث في غزّة تتغذى على الخلفيات نفسها التي ربطت سابقا بين الجغرافيا الدينية والخطر الإسلامي المزعوم، حيث تروّج لفكرة أن المقاومة في غزّة هي امتداد للتهديد الديني، متجاهلين السياق الحقيقي المرتبط بالاحتلال والتهجير ومحاولات اقتلاع شعب كامل من أرضه.

كما أكد المحاضرون، أن العدوان الصهيوني على غزّة أعاد إلى الواجهة سؤال قداسة المكان في الوعي الإسلامي، مشيرين إلى أن المسجد الأقصى لم يعد مجرد رمز ديني، بل محور تعبئة عالمية يستمد منه الفلسطينيون شرعية الدفاع عن أرضهم، ويستمد منه العالم العربي والإسلامي حساسية عالية تجاه ما يحدث هناك، فيما استغل الاحتلال الصهيوني الجغرافيا الدينية لفرض وقائع جديدة، من خلال تكريس فكرة "الدولة اليهودية" وإعادة رسم الخرائط عبر المستوطنات والتهويد. وخلص الأساتذة المحاضرون، إلى أن مستقبل الصراع في غزّة سيكون عاملا أساسيا في تحديد الملامح الجيوسياسية في المنطقة.