حذّر من مستعمليها لضرب التماسك بين الجزائريين
فراد ينتقد استخدام كلمة "زواف" لتخوين سكان منطقة القبائل
- 2307
انتقد أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر الدكتور محند أرزقي فراد، الجهات التي تقوم بتخوين مساهمة أبناء منطقة القبائل في الحراك الشعبي، من خلال إطلاق عليهم كلمة "الزواف" والتي تزرع الفتنة والتفرقة بين الجزائريين وهي، حسبه، نوع من التهديد للجدار الوطني، كونها تعني في مضمونها ومدلولها "الحركى".. المجندين في صفوف الاحتلال الفرنسي في الحروب التي خاضتها خلال القرنين الـ19 والـ20، معتبرا في هذا السياق، استعمالها اليوم مغايرا للسياق التاريخي الأصلي.
ويأتي توضيح محند أرزقي فراد، للخلفية التاريخية لاستعمال هذا المفهوم، للرد على محاولات بعض الفئات التي تسعى إلى تخوين وضرب كل سكان منطقة القبائل، سواء كانت أحزابا أو شخصيات أو طلبة، ونسبهم لفئة "الزواف" التي يقصدون بها "العمالة لفرنسا".
وعاد أستاذ التاريخ إلى ما وصفه بـ”المغالطة التي تتم باسم التاريخ والتي يعتمدها اليوم البعض من أجل، زرع الفرقة بين أبناء الحراك"، حيث أشار إلى أن مفهوم "الزواف"، وظف خارج سياقه التاريخي تماما.."، قائلا في مساهمة له ردا على من يقومون بتخوين سكان منطقة القبائل في ظل الحراك الشعبي الحاصل في البلاد، "إنهم يوظفون هذا المفهوم بأسلوب كاذب لا أساس له من الصحة.. وهدفهم تشويه سمعة كل ساكنة منطقة القبائل، بتهمة الخيانة والعمالة لفرنسا"، قبل أن يضيف بأن هذا التصرف تتبعه "مجموعة من المتطرفين، يقومون بزرع الكراهية والبغضاء بين جزائريين جمع شملهم التاريخ والجغرافيا، ووحدتهم الحضارة العربية الإسلامية التي ساهم الأمازيغ في صنع مآثرها وأمجادها".
ودعم الأستاذ فراد طرحه بشرح الحقيقة التاريخية لاستعمال كلمة "زواف" من قبل الاستعمار الفرنسي على فرقة من المجندين من فئة المشاة من منطقة القبائل، حيث استعانت بهم فرنسا لدعم قواتها العسكرية وتيسير عملية الاحتلال وكانت هناك فرق مشابهة لهم بمناطق أخرى، ومنها فرقة "مهاري" بالجنوب الكبير والتي كانت تستعمل الجمال للتنقل، وفرقة "القومية" في باقي مناطق الوطن".
وأشار الأستاذ إلى أنه عند اندلاع الثورة التحريرية لم يبق من فرقة "الزواف" إلا الاسم فقط، مضيفا بأن هذه الفرقة خاضت عدة معارك خارج الجزائر في حروب عالمية في أواخر القرن الـ19 ومطلع القرن الـ20 بلباسها الزواوي الملون بالعلم الفرنسي.
وخلص الأستاذ فراد إلى أن "مثل هذه التصرفات تهدّد الجدار الوطني، وتصب في خدمة دعاة التمايز والانعزال في منطقة القبائل"، في إشارة منه إلى بعض الحركات الانفصالية المتطرفة، مؤكدا بأن الجزائر اليوم بحاجة للابتعاد عن الإقصاء وانتهاج حوار هادئ، غايته تحقيق المصالحة مع الذات، ومع الثقافة الجزائرية المتنوعة والتي تضررت، حسبه، كثيرا بفعل التخندق الإيديولوجي المدمر، في غفلة من العقلاء والنخبة.