الجزائريون يتذكّرون أول تجربة نووية للمستعمر

فرنسا نفذت جريمة لن تسقط بالتقادم

فرنسا نفذت جريمة لن تسقط بالتقادم
  • 393
و. أ و. أ

المحامية بن براهم: التفجيرات برقان جسدت سياسة الأرض المحروقة

أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، أمس، أن التفجيرات الفرنسية النووية بمنطقة رقان بولاية أدرار "جسدت حرفيا" سياسة الأرض المحروقة التي طبقها المستعمر الفرنسي بالجزائر.

وأوضحت بن براهم في منتدى يومية "المجاهد" بالتنسيق معجمعية "مشعل الشهيد" ومتحف المجاهد الذي خصص لإحياء الذكرى 61 للتفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر أن، تلك التفجيرات ستبقى" جريمة ضد الإنسان والأرض لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تسقط بالتقادم". واستشهدت المحامية باعتراف الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، سنة 2014 بأن ما حدث في رقان "تفجيرات وليس تجارب نووية"، مؤكدة أن ذلك الاعتراف يمكن استغلاله كدليل إضافي لإثبات الجرم المرتكب في حق الجزائريين.

وجددت التأكيد بأنه من غير المسموح أن يتم التغاضي عن "حق جزائريين استغلوا يوم الجريمة أبشع استغلال واستعملوا كفئران تجارب" للتجربة الفرنسية النووية وأن "موتهم ليست ذريعة لنسيان ما تعرضوا له مثلهم مثل تلك الأرض الطاهرة التي لا زالت تحمل أثار تلوث خطير إلى اليوم". وقالت المحامية إن آثار التفجيرات التي امتدت عبر المياه الجوفية إلى غاية الجارة تونس، "لا يمكن السكوت عنها وأن تحول المنطقة إلى أرض قاحلة ستبقى "شاهدا على جرم المستعمر". وتطرق محمد محمودي، عضو وممثل عن جمعية 13 فيفري لضحايا منطقة رقان، لمعاناة أبناء هذه المنطقة الذين "توارثوا أمراضا خطيرة نتيجة التفجيرات الفرنسية، مؤكدا أن تلك المعاناة التي يتوارثها أجيال من أبناء المنطقة ستبقى "وصمة عار في تاريخ المستعمر الفرنسي".

وأوضح محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد أن إحياء هذه الذكرى هو" تخليد لتضحيات لا يمكن نسيانها ويتوجب على الجميع المشاركة في تلقينها لأبناء هذا الوطن". جدير بالذكر أن مساعي فرنسا الاستعمارية من أجل التحكم في التكنولوجيا النووية ذات الأهداف العسكرية قامت بتجارب في الصحراء الجزائرية، مكنتها من امتلاك قنبلة ذرية نهاية خمسينيات القرن الماضي. وتم تنفيذ أول انفجار بمنطقة رقان يوم 13 فيفري 1960، قدّرت قوته ما بين 60 و70 ألف طن من T.N.T بما يعادل خمس مرات ، قوة القنبلة التي فجرتها الولايات المتحدة  بمدينة "هيروشيما" اليابانية شهر أوت 1945.