لافتا إلى أن الخروج عن الدستور يعني الوقوع في الفوضى

قايد صالح: لا مهادنة ولا تأجيل لمسعى محاربة الفساد

قايد صالح: لا مهادنة ولا تأجيل لمسعى محاربة الفساد
  • 1231
ق. و ق. و

شدد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أول أمس، من شرشال، على أنه «لا مهادنة ولا تأجيل’ لمسعى محاربة الفساد الذي سيتواصل بكل عزم وصرامة وثبات قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها»، مؤكدا على أن هذا المسعى سيستكمله الرئيس المستقبلي المنتخب الذي سيكون «سيفا على الفساد والمفسدين».

وقال الفريق قايد صالح، في كلمة توجيهية أمام إطارات وطلبة الأكاديمية العسكرية بشرشال أنه «لا أمل لبقاء الفساد في بلادنا، ولا أفق للمفسدين وستعرف بلادنا كيف تنطلق من جديد على أسس قوية يكون فيها القانون هو السيد وتكون فيها الشرعية الدستورية هي السائدة»، مشيرا في سياق متصل إلى أن «المتآمرين من العصابة وأذنابهم عملوا طوال سنوات على قتل الأمل في نفوس الجزائريين والتضييق على المخلصين من أبناء الوطن»، ما يستوجب ـ حسبه ـ مواصلة محاربة الفساد بكل الوسائل القانونية.

المؤامرة ضد الجزائر وجيشها تعود إلى سنة 2015

ولفت نائب وزير الدفاع الوطني في هذا الخصوص إلى أنه تم منذ سنة 2015، استشراف «خفايا المؤامرة المحاكة ضد الجيش الوطني الشعبي وضد الوطن أي ضد الجزائر» وذلك من خلال «محاولات المتآمرين قتل الأمل في نفوس الجزائريين، والتضييق على كل المخلصين من أبناء هذا الوطن الذين يمثلون خطرا على مصالح العصابة برؤوسها المعروفة وأذرعها المترامية الأطراف وشبكاتها المتسللة في مفاصل مؤسسات الدولة والمجتمع».

وأشار إلى أن هذه العصابة «عملت وتعمل بكل حقد، بل وبكل عمالة مع أطراف معروفة بعدائها التقليدي لبلادنا (...) على تثبيت ركائز الفساد  في بلادنا، وتقوية عراه وجعله منصة تنطلق منها كافة الضربات الموجهة للجزائر اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بل وحتى أمنيا»، ليضيف بأنه «هدف هذه المؤامرة يفسر دون شك حجمها ووسائل دعمها، حتى أن بعض الأطراف المغرضة تحاول التشويش على العدالة والتشكيك في أهمية محاربتها للفساد بحجة أن الوقت ليس مناسبا الآن لمحاربة هذه الآفة، ويتعين تأجيل ذلك إلى ما بعد الانتخابات وهنا يتضح للعيان مصدر الداء بل منبع الوباء».

الخروج عن السياق الدستوري يعني الوقوع في الفوضى

وتابع الفريق قايد صالح، بالقول إن الأهداف الحقيقية للراغبين في تبنّي الفترات الانتقالية (...) تكمن في «حماية الفساد من خلال تأجيل محاربته، وذلكم هو نهج المفسدين أعداء الشعب والوطن».

وتحقيقا لهذه الأهداف «النبيلة والوطنية»، ذكر الفريق قايد صالح، بأنه سبق له وأن تعهد شخصيا بـ»مرافقة مسار الشعب في تحقيق أماله وتطلعاته المشروعة».

وأضاف قائلا، «انطلاقا من ذلك أكدنا أكثر من مرة على أن الخروج بأي شكل من الأشكال عن السياق الدستوري يعني الوقوع في احتمالات غير محمودة العواقب أي الوقوع في الفوضى، لا قدر الله وتلكم هي أمنية العصابة ورؤوسها ومن والاها من أذنابها».

وجدد الفريق في هذا الصدد «حرص المؤسسة العسكرية على حتمية احترام دستور البلاد وتحكيم القوانين السارية المفعول وقطع الطريق أمام كل الانتهازيين والوصوليين والعملاء الذين يحاولون التشويش على جهود المخلصين من أبناء الجزائر ومنعهم من خدمة وطنهم»، مؤكدا بأن «خدمة الوطن تعني بالضرورة حتمية مواجهة أعداء هذا الوطن».

كما اعتبر في هذا الإطار بأن ما تعيشه الجزائر اليوم هو «بمثابة الحدث الاستثنائي الذي سيكفل، إن شاء الله تعالى، السير الثابت على درب تشييد دولة الحق والقانون، التي تعتبر غاية كل أحرار الجزائر وشرفائها، الذين لا هم لهم سوى أن يكونوا في خدمة وطنهم وليس الاغتناء غير المشروع من خلال استغلال  وظائفهم». 

وأبرز رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أن ما تحقق حتى الآن من نتائج سواء في مجال مكافحة الفساد وما تطلبه ذلك من تفكيك شبكات العصابة وتجفيف منابعها «ليس بالهين، بل هو مؤشر واضح المعالم على مدى تضافر الجهود بين الجيش الوطني الشعبي وبين كافة المخلصين في جميع قطاعات الدولة والمجتمع»، مشددا على أن «الجهود المخلصة المتضافرة تكون دوما نتائجها طيبة ومفيدة للبلاد والعباد». 

وخاطب الفريق قايد صالح، الطلبة المتخرجين من الأكاديمية العسكرية بشرشال، قائلا بأن «الإخلاص للوطن يعني أن يثابر الطالب في دراسته مثابرة ينظر من خلالها إلى كيفية أن يكون عمله مثمرا وهو يمارس واجبه الوطني، ويعني أن يجتهد المؤطر والأستاذ في أن يمنح كل ما لديه من إمكانيات من أجل المساهمة في إنجاح الفترات التكوينية التي يشرفون عليها من البداية وحتى النهاية، ويعني أيضا وأساسا بأن يشعر كل فرد عسكري سواء أثناء فتراته التكوينية المتعاقبة أو أثناء جهده العملي الميداني في  كافة أشكال المهنة العسكرية ودروبها المختلفة، بأنه خادم وفي ومخلص لجيشه ولوطنه الجزائر. 

واستطرد يقول إنه «وفقا لمعاني ودلالات هذه السجايا العريقة والسامية السالفة الذكر، فإن شعور الإنسان بأنه خادم لوطنه هو في حد ذاته تكريم لهذا الشخص وتشريف له»، قبل أن يضيف بالقول «لا شك أن هذا الشعور النبيل ستزداد درجاته أكثر فأكثر في قلب الإنسان وفي نفسه وعقله كلما منح لسجية حب الوطن بعدها الغامر واللامحدود». 

الجيش قطع خطوات مرموقة في سياق تطوير قدراته

وذكر الفريق قايد صالح، بالجهود المخلصة والصادقة التي قام ويقوم بها الجيش الوطني الشعبي، وكذا الخطوات المرموقة التي قطعها في مجال تطوير قدراته في شتى المجالات، لافتا إلى أن «الإخلاص للوطن بهذا المنظور الصحيح والسليم، هو اعتقاد يرسخ في القلب ويصدقه العمل والسلوك الفعلي والميداني».

وأشار إلى أنه «لولا تبنّي هذا المنظور الفكري وهذا النهج العملي الواعي،  ما استطاع الجيش الوطني الشعبي اليوم أن يبلغ ما بلغه من خطوات تطويرية على أكثر من صعيد، ولولا ذلك ما بلغت المنظومة التكوينية هذا المستوى الرفيع، وما كانت لتصبح قاطرة فعلية للمجهودات التطويرية المبذولة، وما كانت لتكون نموذجا ناجحا يقتدى به في مجال الرفع الدائم للمستويات المعرفية والتعليمية النظرية  والتطبيقية لقواتنا المسلّحة ومثالا طيبا يحتذى به في مجال الحرص الدائم والمثابر على التعلق المستمر بقيم الأمة وبمبادئها الأساسية والتمسك المتواصل بتلقين هذه القيم والمبادئ وترسيخها في أذهان بل وقلوب الأفراد العسكريين». 

في سياق ذي صلة أكد الفريق قايد صالح، أن «من يريد أن يتأكد من مدى تطبيق الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، فعليا وميدانيا لمعاني الإخلاص للوطن، عليه أن يتأمل بكل موضوعية وتجرد في هذه الخطوات المرموقة التي قطعها جيشنا في مجال تطوير قدراته القتالية والعملياتية، من خلال تفحص مجريات التمارين البيانية المختلفة المستويات التي تجرى بنجاح كبير في ختام كل سنة تدريبية». 

وجدد الفريق بالمناسبة الأهمية التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي للتحضير القتالي للقوات، بهدف الرفع المستمر للجاهزية القتالية للأفراد وتحكمهم في مختلف الأسلحة الحديثة، وبالتالي تعزيز الفعالية القتالية للوحدات المرابطة في كل شبر من التراب الوطني». 

للإشارة فقد أشرف الفريق قايد صالح، بالأكاديمية العسكرية لشرشال، على مراسم تخرج الدفعة الـ12 من التكوين العسكري القاعدي المشترك والدفعة الـ50 من التكوين الأساسي والدفعة الـ3 لضباط دورة الماستر.