وفاة الصحفي المصري البارز محمد حسنين هيكل عن 92 عاما

قرين: الجزائر تسجل للفقيد مواقفه المشرفة

قرين: الجزائر تسجل للفقيد مواقفه المشرفة
  • 1289

توفي الصحفي المصري البارز، محمد حسنين هيكل أمس، الأربعاء عن 92 عاما وكان قد اشتهر محليا وعربيا ودوليا خلال رئاسته لتحرير صحيفة الأهرام التي استمرت 17 عاما. قضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا بالصحافة، وله كتب كانت من الأكثر مبيعا بينها (خريف الغضب) و(مدافع آية الله). وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة، كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن، وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962، ومحمد رضا بهلوي، آخر حكام إيران وآية الله الخميني، زعيم الثورة الإيرانية، كما كان صديقا للرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران. وعبر تلك الرحلة، تولى هيكل مهام ومناصب صحفية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي، أسند إليه عبد الناصر الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة في وقت كانت فيه مصر تخوض حرب استنزاف ضد إسرائيل وتستعد لحرب تسترد بها سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام). حاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، منهم عالم الفيزياء ألبرت إنشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).وكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله في سبتمبر 1970 وأصدر كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر)، ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر / تشرين الأول 1973. وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1981.

وحين بلغ عامه الثمانين في 2003، كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه عاود الكتابة بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة. وإثر هذا المصاب، حرص وزير الاتصال السيد حميد قرين على الترحم على روح الفقيد الذي قال بشأنه إنه "أحد الوجوه الاستثنائية في تاريخ الإعلام المصري"، ومن خلاله على أرواح كل الصحافيين والكتاب العرب الذين أدوا مهامهم بشجاعة وثبات". وأضاف وزير الإتصال في بيان تلقت "المساء" نسخة منه أمس، أن الفقيد عايش عدة أجيال من الإعلاميين في مسيرة تميزت بالتمكن والتفاني المهني، كما كان بحق ذاكرة حية للتاريخ السياسي المصري والعربي منذ سنوات الخمسينات. وأكد السيد قرين بأن الجزائر تسجل للفقيد مواقفه المشرفة وأصالة شهاداته في الفترات التاريخية الحاسمة لبلدنا.


 

رئيس الجمهورية يعزّي الرئيس السيسي في وفاة هيكل:

 مصر والأمة العربية فقدتا قامة إعلامية

بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أمس برقية تعزية إلى نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، إثر وفاة الكاتب والإعلامي، محمد حسنين هيكل، أكد فيها أنه برحيل الفقيد تكون مصر والأمة العربية فقدتا "قامة إعلامية باسقة". وجاء في برقية التعزية: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل، الكاتب والإعلامي المصري والعربي الكبير إلى جوار ربه. فإثر هذا الرزء الفادح، لا يسعني، إلا أن أسلم بقضاء الله وقدره وأتقدم إلى فخامتكم، ومن خلالكم إلى كافة أعضاء أسرة الفقيد الكرام وإلى الشعب المصري الشقيق، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، بأصدق التعازي وأخلص مشاعر التعاطف، داعيا الله العلي القدير أن يشمل المغفور له بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته". 

 وأكد الرئيس بوتفليقة: "إنه من نافلة القول أن مصر والأمة العربية فقدتا في المغفور له قامة إعلامية باسقة وواحدا من أكبر رجالات الفكر والإعلام نذر حياته لخدمة وطنه والأمة العربية بفكره وقلمه، مستشرفا المستقبل بنظرة متبصرة ثاقبة. ولا ريب أن رحيله خسارة لكل الأمة العربية لما قدمه في الدفاع عن قضاياها العادلة، حيث كان ذلكم الحكيم الحصيف والشاهد الأمين على عصره، والعقل المفكر المتبصر الذي استشرف الأحداث والمتغيرات بتحليل دقيق واستنتاجات صائبة، والكاتب الخصب المعطاء الذي خلف من المؤلفات ما تزدهي به المكتبات العربية والعالمية وتستنير به الأجيال". 

 وتابع قائلا:« وإذ استحضر خصاله الحميدة، وأخلاقه النبيلة وحنكته السياسية، أقول جازما إن المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل كان له باع في المنافحة عن القضايا العادلة في العالم. ولذا سنحتفظ في ذاكرتنا لفقيد مصر والعرب بمكانة خاصة تقديرا وعرفانا لمساره الحافل بالعطاء في خدمة الفكر السياسي والإعلام في الوطن العربي". «والجزائر -يقول رئيس الدولة- إذ تعزي في هذا الرجل العظيم، رفيق درب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تستذكر نصرته المشرفة للقضايا العادلة في إفريقيا والعالم، ومساندته المطلقة ومنافحته المريرة عن الثورة الجزائرية المجيدة، وعن حقوق شعب المليون والنصف مليون شهيد". 

واستطرد رئيس الجمهورية: "وإنني إذ أحيي روح هذا الطود الشامخ معزيا أسرته الكريمة وأهله الكرام، ومن خلالهم أرض الكنانة التي أنجبت، عبر التاريخ، وما زالت تنجب العظماء ما جعل منها قلب الأمة العربية النابض، أعزي نفسي وأهل الفكر والإعلام في الوطن العربي في فقده راجيا المولى، عز وجل، أن يكرم وفادته إلى جواره في عليين، ويمهر روحه الطاهرة برضوانه ويغمر أفئدة أسرته الكريمة ومحبيه الأفاضل، في مصر وفي سائر وطننا العربي والعالم، بالصبر والسلوان، ولا أملك أمام هذا الرزء الفادح إلا أن أؤكد لكم صادق عزائي وخالص تعاطفي داعيا الله أن يعوضنا عن فقيدنا الراحل خير العوض". وختم الرئيس بوتفليقة برقيته مستشهدا بالآية الكريمة "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هو المهتدون".


 

الرئيس بوتفليقة في برقية تعزية لنظيره المصري:

رحيل بطرس غالي خسارة كبيرة للعالم أجمع

بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ببرقية تعزية إلى نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، إثر وفاة الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، بطرس بطرس غالي، معتبرا رحيل الفقيد "خسارة كبيرة ليس لمصر الشقيقة فقط، بل للعالم أجمع". وجاء في برقية التعزية: "تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة السيد بطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، بعد عمر ناهز الثالثة والتسعين عاما، كرّسه لخدمة بلده مصر الشقيقة ولترقية السلم في العالم". 

واعتبر الرئيس بوتفليقة رحيل بطرس بطرس غالي "خسارة كبيرة ليس لمصر الشقيقة، فقط بل للعالم أجمع"، مذكرا أن الرجل "استطاع طوال مسيرة حافلة بعطاءات كبيرة وتاريخية أن يترك بصمات واضحة في سجل الدبلوماسية العربية والإفريقية والعالمية". وتابع قائلا: "فالانجازات العظيمة التي حققها عندما كان وزيرا للخارجية المصرية وأمينا عاما للأمم المتحدة، ثم أمينا عاما للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، يشهد بجدارة على مساهماته القيمة في ترقية المثل العليا للسلم والأمن في العالم وخصوصا في القارة الإفريقية، إذ كان الفقيد من أقوى المدافعين عن العالم الثالث وحقه في التنمية والازدهار والتقدم". 

وأكد رئيس الجمهورية أن العالم "سيبقى يتذكر إسهامات السيد بطرس غالي، أول عربي وإفريقي يتبوأ منصب الأمين العام للأمم المتحدة، في تعزيز أواصر التعاون والتضامن بين دول العالم وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية لحل الأزمات الدولية". وخلص إلى القول: "ولا يسعني أمام هذا المصاب الجلل إلا أن أعرب لفخامتكم ومن خلالكم إلى الشعب المصري الشقيق وعائلة الفقيد، باسم الشعب الجزائري وأصالة عن نفسي عن أحر التعازي وأصدق المواساة، سائلا المولى عز وجل أن يكرم الفقيد بمغفرته ورضوانه وأن يلهمكم وذويه جميل الصبر والسلوان".