”الجيش” تحذّر من ”الاستغلال غير الأخلاقي” لوسائل الإعلام:
قطع الطريق نهائيا أمام المرحلة الانتقالية
- 1010
جدّدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي تأكيدها على ضرورة ”انتهاج أسلوب الحوار الجاد والمثمر والبناء”، للإسراع في إيجاد الحلول المناسبة لما وصفته بـ ”الأزمة المعقدة” التي تمر بها بلادنا. وهو ما سيسمح بتجنيب الجزائر ”الدخول في متاهات” تعقد الوضع أكثر، وتجنبها أيضا المرور بـ”مرحلة انتقالية”، قالت إنها ”لا يمكن إلا أن تفرز وضعا يصعب التحكم فيه”.
وأوضحت القيادة العليا للجيش موقفها من التطوّرات الأخيرة التي تمر بها البلاد، عبر افتتاحية مجلة ”الجيش” في عددها الأخير، والتي اعتبرت أن مصلحة الوطن تقتضي ”قطع الطريق نهائيا أمام المرحلة الانتقالية”، مع ضرورة ”الشروع في حوار” وإحاطة هذه الخطوة بـ«آليات دستورية مناسبة” تتمثل في تشكيل وتنصيب ”الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، بوصفها أداة قانونية تضمن إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وذات مصداقية”.
وشدّدت الافتتاحية على القول بأن حرص المؤسسة العسكرية على موقفها الداعي إلى حل الأزمة عبر ”ترجيح الشرعية الدستورية” و«انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت” وكذا الدعوة إلى ”الحوار لإيجاد مخرج يرضي الجميع”، نابع من ”صميم المؤسسة وحرصها على الحفاظ على استمرارية الدولة والوفاء بتعهداتها والتزامها الذي عبرت عنه في أكثر من مناسبة، بمرافقة الشعب ومؤسسات الدولة لتجنب سيناريوهات غير محمودة العواقب”.
كما اعتبرت أن الدعوة المتكررة للحوار وجعله ”أولوية” في هذا الظرف ”من شأنه أن يختصر وقت الأزمة ويتيح طرح مبادرات جادة للخروج منها، وبالتالي ”تحييد كل طرح يحمل بين طياته توجها معلنا لإطالة عمر الأزمة”.
وحسب مجلة ”الجيش”، فإنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى تم كشف ”النوايا والمخططات الماكرة والتجاوزات الخطيرة لبعض الأطراف، التي تسعى وفقا لمنطق العصابة لتضليل الرأي العام بانتهاجها منحى التيئيس والتشكيك في كل مبادرة وطنية خيرة وجديرة بإيجاد مخرج حقيقي للأزمة”.
وأوضحت أن هذه الأطراف تعمل على ذلك بـ«الاستغلال غير الأخلاقي” لوسائل الإعلام والاتصال ”من يوميات وقنوات”، من خلال ”نسج سيناريوهات واهية وبث أكاذيب مسمومة ومعلومات مغلوطة وأخبار مزيفة، هدفها الإبقاء على الوضع القائم بل وتأزمه”.
ذلك يفرض –كما أضافت، مذكرة بكلمة ألقاها نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح – ”تجند الجميع، كل في مجال عمله ونطاق مسؤولياته”، مركزا على دور الإعلام، الذي قال إنه ”يتعين عليه بأن يكون مرآة عاكسة للمطالب الفعلية والحقيقية للشعب الجزائري...دون تشويه أو تزييف أو استغلال أو تسخير لأغراض أخرى غير خدمة الوطن”.
واعتبرت الافتتاحية أن ”النقاشات العقيمة والتي لا طائل منها لن تكون إلا مضيعة للوقت وإهدارا لفرص إجراء حوار حقيقي وصادق، يقدّم تنازلات متبادلة ويقرب وجهات النظر، خدمة لمصلحة الوطن وتحقيقا لمزيد من المطالب الشعبية المعبر عنها”.
وحذّرت من محاولات المساس بالمؤسسة العسكرية وقيادتها، مشيرة إلى أن انزعاج بعض الأطراف من الجيش وقيادته، الذي وصل إلى ”حدود خطيرة”، هدفه ”محاولة إضعاف الجيش”، والوقوف مانعا أمام الجهد التطويري المعتبر الذي وصل إليه، متجاهلين أن من يقف في طريق الجيش الوطني الشعبي وقيادته، ويعمل على عرقلة جهوده، هو بالضرورة ”يقف ضد مصلحة الجزائر”.
وتضمن عدد جوان لمجلة الجيش رسالة تهنئة وجهها الفريق قايد صالح إلى كافة الضباط وضباط الصف ورجال الصف والمستخدمين المدنيين التابعين لوزارة الدفاع الوطني، نوّه فيها بالمجهودات الجبارة التي يؤدونها لتنعم البلاد بالأمن والاستقرار.
كما تضمن حصيلة شهر ماي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والتي أبرزت جهود الجيش التي مكنت من القضاء على 3 إرهابيين وتوقيف اثنين وتسليم 3 آخرين لأنفسهم وتوقيف 12 عنصرا للدعم والإسناد و34 مهربا و716 مهاجر غير شرعي و60 تاجر مخدرات و145 منقب عن الذهب، إضافة إلى اكتشاف وتدمير 33 مخبأ وملجأ وحجز 5194 كلغ من الكيف المعالج و50370 لتر من الوقود، فضلا عن حجز عدد من الأسلحة من كل الأنواع ومتفجرات وذخيرة وأغراض أخرى مختلفة.