استكمال تسليم دعوات المشاركة في القمة العربية

قمة نوفمبر.. حضور استثنائي وأجندة جريئة

قمة نوفمبر.. حضور استثنائي وأجندة جريئة
  • 372
مليكة. خ مليكة. خ

مع استكمال مبعوثي رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، مهمتهم في العواصم العربية لتسليم الدعوات الرسمية لقادتها من أجل المشاركة في القمة العربية القادمة بالجزائر، يكون هذا الحدث الهام قد دخل منعرجا حاسما في سلسلة التحضيرات الجدية التي باشرتها الجزائر منذ الإعلان عن تاريخ انعقاده، في الوقت الذي أكد فيه القادة العرب الذين تسلموا دعوات المشاركة استعدادهم لحضور القمة شخصيا.

أصر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على توجيه رسائل دعوة شخصية لقادة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية من أجل حضور القمة، لإضفاء الجدية على هذا اللقاء الهام الذي يعقد في سياق تقلبات اقتصادية وسياسية تمر بها المنطقة. كما عكس التزام الجزائر بإيفاد مبعوثيها عبر العواصم العربية لتسليم دعوات المشاركة، حرصها على ضمان المشاركة النوعية في هذا اللقاء الذي يتوخى منه أن يكون جامعا وشاملا، خاصة وأن القضية الفلسطينية ستكون من أبرز محاور جدول الاعمال في سياق توحيد المواقف بين الدول العربية حول هذا الملف الحساس. يأتي ذلك في الوقت الذي انطلق فيه الحوار، بين ممثلي الفصائل الفلسطينية لإنهاء انقسام دام لسنوات طويلة، تمهيدا لتجسيد المصالحة الحقيقية، مما يمهد  لأرضية ملائمة لمناقشات كافة التحديات التي تواجه القضية الأم خلال القمة القادمة.

وتسعى الجزائر وفاء منها لتاريخها التحرري المجيد والتزامها الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وباعتبارها قضية العرب المركزية، لوضع القضية الفلسطينية في صلب أولويات القمة العربية، وبلورة موقف موحد يدعم حقوق الشعب الفلسطيني من خلال تفعيل مبادرة السلام العربية. وإذ يفصلنا سوى أقل من شهر من انعقاد القمة، تجري اللمسات الأخيرة لتحضيرات هذا الموعد على قدم وساق، حيث يتجلى ذلك جليا في شوارع العاصمة التي تزينت بأعلام الدول المشاركة  لاحتضان هذا الموعد، في الوقت الذي أعطت  فيه غالبية الدول موافقتها للمشاركة بوفد رسمي رفيع المستوى، في حين قررت سوريا عدم المشاركة تفاديا لأي انقسام داخل الصف العربي.

وفي سياق التحضيرات اللوجيستية، أطلقت الجزائر الموقع الإلكتروني الرسمي للقمة العربية، الذي تضمن مختلف المستجدات وغيرها، حيث تسعى من خلالها إلى توفير جميع الشروط الضرورية حتى تكون قمة الجزائر 2022، أول قمة عربية "بدون ورق". ويتضمن الموقع الذي أنجزته مؤسسة دعم تطوير الرقمنة، وهي مؤسسة عمومية تهدف إلى تطوير مختلف المنصات الرقمية الحكومية في الجزائر، العديد من النوافذ المعلوماتية، منها جدول أعمال القمة، دليل القمة، تسجيل الوفود، صحافة وإعلام، وكذا وثائق القمة.

يأتي ذلك في الوقت الذي انطلق فيه الحوار، بين ممثلي الفصائل الفلسطينية لإنهاء انقسام دام لسنوات طويلة، تمهيدا لتجسيد المصالحة الحقيقية، مما يمهد  لأرضية ملائمة لمناقشات كافة التحديات التي تواجه القضية الأم خلال القمة القادمة. وكان وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، قد أكد على هامش الاحتفال بيوم الدبلوماسية،  تطلع  الجزائر إلى صدور "قرارات جريئة" عن القمة العربية، مضيفا أن جدول أعمال القمة "واسع وكبير وطموح ويرتكز على ماذا يريد قادة الدول العربية فعله في محيط متقلب، وماذا يتطلب الوضع من إجراءات توافقية بعد أزمتي كورونا وأوكرانيا".

وكان وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، قد أكد على هامش الاحتفال بيوم الدبلوماسية،  تطلع  الجزائر إلى صدور "قرارات جريئة" عن القمة العربية، مضيفا أن جدول أعمال القمة "واسع وكبير وطموح ويرتكز على ماذا يريد قادة الدول العربية فعله في محيط متقلب، وماذا يتطلب الوضع من إجراءات توافقية بعد أزمتي كورونا وأوكرانيا". كما أشار لعمامرة،  إلى أن الجزائر استكملت التحضيرات الجوهرية، كاشفا عن زيارة للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط إلى الجزائر من جديد في سياق التشاور الذي ينظم مع البلد المضيف، حيث ينتظر أن تكون اللقاءات التي ستجرى معه، خاتمة فعلية للمسار التحضيري لوضع كافة الترتيبات التي تساهم من قريب أو بعيد في إنجاح القمة.

 


 

وصفها بالمهمة والاستثنائية.. المحلل التونسي فخري السلاميقمة الجزائر فرصة حقيقية لجمع الشمل العربي

أكد الإعلامي والمحلل السياسي التونسي، فخري السلامي، أن القمة العربية التي ستحتضها الجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، تشكل "فرصة حقيقية للم الشمل العربي"، معربا عن ثقته من أن القادة العرب سيرفعون التحديات خلالها من أجل مصالح الشعوب العربية. وصف فخري السلامي قمة الجزائر بـ"المهمة والاستثنائية" من حيث المضمون، بالنظر إلى الملفات المعروضة على القادة العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلى جانب الملف الليبي والملفات الاقتصادية العربية المتضررة من جائحة كورونا.

وأبرز السلامي، الرمزية الكبيرة التي يكتسيها احتضان الجزائر للقمة العربية في "تاريخ استثنائي يتمثل في الفاتح نوفمبر، تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية المجيدة سنة 1954 الذي غير مجرى واقع الجزائر ومجرى واقع الشعوب التواقة للحرية"، مشيدا بجهود الجزائر لتأمين وتوفير الظروف المناسبة لتنظيم قمة قادرة على إحراز مخرجات محققة لطموح الشعوب العربية. وأضاف، أنه إلى جانب الملفات الهامة المعروضة على القادة للنقاش، فإن أهمية هذه القمة تنبع أيضا من "البلد المستضيف لهذا اللقاء العربي وقدراته"، مشيدا في هذا الصدد بالدور الكبير للدبلوماسية الجزائرية التي "تحركت شرقا وغربا لتأمين الظروف الموضوعية لتنظيم قمة عربية حقيقية قادرة على الفصل وعلى إحراز منجزات ومخرجات محققة لطموح وآمال الشعب العربي عموما". وأبرز المحل السياسي التونسي، أن القمة العربية المزمع عقدها في الفاتح والثاني من نوفمبر القادم "ستشكل لبنة لبناء مصالحة حقيقية"، مشددا على أن الأوقات التي تعيشها الانسانية ويعيشها العرب "تفرض لحظة حسم عميقة في عديد الملفات" .

وبخصوص القضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني الذي يمر حتما عبر مصالحة بين كل الأطراف السياسية المكونة للجبهة الفلسطينية الداخلية، أعرب فخري السلامي عن ثقته بأن تشكل قمة الجزائر "فرصة لتوحيد الصف الفلسطيني الداخلي أمام المجتمع الدولي والدفاع عن قضيته" . وقال في هذا الصدد أن "الجزائر بثقلها وبالخطوة التي خطتها في احتفالات 5 جويلية الأخيرة عبر الصورة التي بعثت بها للعالم والتي جمع فيها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بالجزائر رئيس دولة فلسطين، محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، اسماعيل هنية في لقاء تاريخي، برهنت أن المصالحة داخل فلسطين ممكنة وأن الجزائر قادرة على لعب دور في هذا الملف، كونها بلد ثورة وتحرر ومكة الثوار".

 


 

الكاتب والصحفي اللبناني سامي كليب: اجتماع العرب على أرض الشرعية الثورية والشعبية يساهم في لمّ الشمل

أكد الكاتب والصحفي اللبناني، سامي كليب، أن نجاح الجزائر في جمع القادة العرب وخروجهم ببيان مشترك من القمة العربية المزمع عقدها يومي الفاتح والثاني من نوفمبر المقبل يعد بحد ذاته إنجازا، يقابله في نفس الوقت  نجاحها في جمع الفصائل الفلسطينية وخروجهم بورقة عمل مشتركة وموحدة تمكن من إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة.

وأبرز سامي كليب لدى استضافته، أمس، في "منتدى الدولية" أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي يجتمع فيها الشعب والقيادة العسكرية والسياسية حول القضية الفلسطينية، منبها إلى استهداف الكيان الصهيوني للجزائر بسبب دورها في نصرة القضية الفلسطينية ومواقفها الثابتة إزائها، حيث قال في هذا الصدد أن "الجزائر لعبت أدوارا أساسية في النضال الفلسطيني السياسي والعسكري ولم تفرق يوما بين الفصائل الفلسطينية، بل هي تسعى دوما لجمعهم وتوحيد صفهم".  كما أكد سامي كليب أن اجتماع العرب على أرض الجزائر ذات الشرعية الثورية والشعبية سيساهم في لم الشمل، خاصة إذا ما اجتمعت الفصائل الفلسطينية على كلمة واحدة.

وأثنى الكاتب والصحفي اللبناني على ذكاء وحنكة وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة  عندما قال  "نحن نتشاور مع الدول العربية في جمع الفصائل الفلسطينية" والتي يراد منها بأن  الجزائر لا تحتكر موضوع المصالحة الفلسطينية  بل تريد أن تعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح، معتبرا ذلك موقفا في مصلحة كافة الشعوب العربية.