وزير المجاهدين يؤكد في زيارة عمل وتفقد ببجاية:

قمع مظاهرات الـ17 أكتوبر جريمة في حق الإنسانية

 قمع مظاهرات الـ17 أكتوبر جريمة في حق الإنسانية
  • 812
أكد وزير المجاهدين السيد طيب زيتوني، أمس الجمعة، ببجاية، على هامش الاحتفالات المخلّدة ليوم الهجرة أن "قمع مظاهرات الـ17 أكتوبر 1961 بباريس تعد "جريمة في حق الإنسانية.
وأضاف الوزير أن "التعذيب والإعدام والغرق الجماعي للجزائريين في نهر السين تعد من أبشع الجرائم في حق الإنسانية". ودعا المؤرخين والباحثين للنظر والدراسة في هذه الجرائم والتي ـ حسبه ـ "لم تكشف بعد كل أسرارها لاسيما ما تعلق بالقمع الوحشي والانتهاكات" التي تعرض لها المناضلون بشكل خاص والجالية الوطنية المقيمة بفرنسا بشكل عام.
ومع ذلك فقد شكل هذا الحدث التاريخي ـ يقول الوزير- "محطة هامة "في مسار الثورة التحريرية المظفرة، حيث سمحت بتعزيز الجبهة الداخلية وتثمين إصرار الشعب على الاستمرار في الكفاح المسلح، إلى جانب الصدى الكبير الذي أحدثته القضية الوطنية لدى الرأي العام الفرنسي والدولي.  
كما زعزعت هذه المظاهرات غير المتوقعة الإدارة الفرنسية المستعمرة التي فاجأتها التعبئة الشعبية، ومستوى الوعي والتنظيم وانضباط الجالية الجزائرية المقيمة بترابها -يضيف الوزير- الذي أشار إلى ضرورة تخليد الذكرى "حتى لا ننسى". وقال إن "17 أكتوبر هو درس في الوطنية.. يحب الاستلهام منه".
ومن جهته تحدث الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد محمد سعيد عبادو، عن الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها، معتبرا إياها "مصدرا لإلهام التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد والتي يجب أن تكون في مستوى تضحيات الشهداء".
وقد شكلت المناسبة التي جمعت الكثير من المجاهدين فرصة للوزير زيتوني، للحديث عن المشاريع المسجلة لفائدة قطاعه بالولاية على غرار مركز للراحة في طور الإنجاز بسوق الاثنين (25 كلم شرق بجاية)، والذي ينتظر استلامه خلال سنة 2015، يرجح أن يقدم خدمات علاجية جديدة وذات نوعية.
كما اغتنم الفرصة لوضع حيز الخدمة متحف المجاهد ببجاية، وزيارة متحف الشهيد إفري "أوزلاقن" الذي احتضن أشغال مؤتمر الصومام التاريخي 1956، والذي من المنتظر أن يخضع لعملية إعادة الاعتبار ودراسة لتحويله لمركب تاريخي. 
وقد شكلت هذه الزيارة فرصة لمناقشات متعددة الأطراف حول الغلاف المالي المطلوب له والذي ستتقاسمه الوزارة مع المجلس الشعبي الولائي.
كما تم تنظيم صباح أمس الجمعة، عدة نشاطات تاريخية على مستوى مقام الشهيد لبجاية، على غرار وقفة ترحم على الشهداء ووضع أكاليل للزهور.
وكان وزير المجاهدين، قد شدّد أول أمس الخميس ببجاية، على ضرورة "استغلال أقصى لفضاءات المتاحف من أجل تسهيل كتابة التاريخ وترقية رسالة نوفمبر". 
موضحا أنه "لا يوجد وقت محدد لفتح وغلق المتاحف التي ينبغي أن تكون مفتوحة على الدوام وفق طلبات الجمهور".
وللإشارة فإن هذا الهيكل المنجز في شكل خمسة طوابق ذات هندسة معمارية راقية مستوحاة من رموز العلم الوطني، يتوفر على كل المرافق الضرورية لتقديم خدمات ذات نوعية سواء تعلق الأمر بالمعارض واستعمال الوسائل السمعية البصرية وكذا البحث في المراجع. 
وأكد في هذا السياق أنه يمكن "للطالب والمعلم والمواطن البسيط أن يجد في هذا الفضاء كل الوسائل التي تسمح له بتلبية حاجياته"، مبرزا أهمية هذا المسعى لاسيما فيما يتعلق بجمع الشهادات لكتابة التاريخ والسمو برسالة أول نوفمبر.