المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي:
كتابة مشتركة للتاريخ بين الجزائر وفرنسا "غير ممكن"

- 586

أكد المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، عبد المجيد شيخي، أول أمس، أن الجزائر تنتظر ماذا يقصد الفرنسيون من تعيين بنيامين ستورا، للعمل على ملف الذاكرة مع الجزائر، مشددا على أن الحديث عن كتابة مشتركة للتاريخ بين البلدين "غير مستحب وغير ممكن".
وأوضح السيد شيخي، على هامش وقفة تكريمية للمناضلة والمحامية الراحلة جيزيل حليمي، التي وافتها المنية يوم الثلاثاء الفارط، أن بنيامين ستورا "كان صاحب مبادرة كتابة التاريخ المشترك لكن منذ زمن طويل، حيث عبّر عن أمله في أن يجتمع مؤرخون جزائريون وفرنسيون لكتابة تاريخ مشترك، لكن أظن أنه عدل عن هذه الفكرة في المدة الأخيرة حينما قال بأن الأمر صعب"، :"لأن فيه منطلقات ليست نفسها للطرفين".
واستطرد في هذا الصدد "نحن نريد تاريخا وطنيا متناسقا ومتسلسلا وهم يريدون تاريخا مجزأ"، مشددا "على أنه يوجد الكثير من المسائل وربما يريدون إخفاءها، وأن الشعب الجزائري كان ضحية لفترة استعمارية شرسة".
وذكر المستشار لدى رئيس الجمهورية، المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة بما صرح به الرئيس تبون، في هذا الشأن، حينما أكد بأن الجزائر لا يمكن أن تتنازل عن تاريخها، إلا أنه يمكن أن تعمل على بناء علاقات متوازنة مع الطرف الآخر، وهو "أمر مطلوب في العلاقات الدولية، ولكن بالنسبة للتاريخ فهذا ملك للشعب الجزائري الذي من حقه معرفة ما وقع".
وفي رده على سؤال حول مسعى استرجاع الأرشيف أوضح السيد شيخي، أن الملف "مطروح ولا زال ويتم تناوله بالتنسيق بين مصالح عديدة في الدولة لتقريب وجهات النّظر".
تكريم جيزيل حليمي .. عرفان وتقدير لكل من أحب الجزائر
من جهة أخرى أكد المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني، أن تكريم المحامية والمناضلة الراحلة جيزيل حليمي، هو عرفان وتقدير لكل من أحب الجزائر، ودافع عن مناضليها ومجاهديها إبان ثورة التحرير الوطنية.
وأوضح السيد شيخي، خلال تكريم الراحلة حليمي، ومن ورائها مجموعة محاميي جبهة التحرير الوطني، أن الوقفة "جاءت لتكريم مجاهدة في الثورة التحريرية بالكلمة وبالنضال في المحاكم الاستعمارية وفي مواجهة آلة استعمارية لا ترحم".
وأشار المسؤول إلى العمل "الجبار الذي قامت به حليمي، رفقة مجموعة كبيرة من المحامين الجزائريين والفرنسيين الذين جندتهم جبهة التحرير الوطني للدفاع عن مناضلين وثوار طالبوا بحق الجزائريين في الحرية و الاستقلال، واعلنوا وقوفهم ضد استعمار غاشم في محاكمه القسرية والظالمة وأكثرها كانت عسكرية".
وتابع السيد شيخي، قائلا خلال الوقفة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلّف بالشؤون الأمنية والعسكرية عبد العزيز مجاهد، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني، وعدد من الشخصيات بأن الجزائر "لا ولن تنسى أبدا هؤلاء المحامين الذين وقفوا إلى جانب ثورتها بما فيهم الراحلة جيزيل حليمي، التي أبلت البلاء الحسن في الدفاع عن المجاهدة جميلة بوباشة"، مشددا على أن مجموعة محامي جبهة التحرير الوطني "لعبت ابتداء من سنة 1956، دورا أساسيا في المحاكم العسكرية والمدنية الفرنسية التي توبع فيها المناضلون والمجاهدون، ورافقوا فيها المساجين في محنتهم وتحمّلوا معهم البعض منها لأن الكثير منهم سجنوا ومنهم من عذّب أو قتل".
ولدى تدخله خلال هذا اللقاء أكد نقيب منظمة محامي الجزائر عبد المجيد سليني، أن تكريم جيزيل حليمي من "واجبات الأمة تجاه من خدموها وضحوا من أجل حقوقها الوطنية والشخصية في كل حلقات ومحطات وصفحات تاريخ هذا الوطن، من بينها صفحة محامي جبهة التحرير الوطني".
ووصف الأستاذ سليني، الراحلة بـ"المناضلة التي حبست وواجهت المستعمر، وهي التي اقترن اسمها بالمجاهدة جميلة بوباشة، التي دافعت عنها ووقفت معها وقفة تاريخية".
ودعا المحامي أمقران عبد العزيز، باعتباره مؤرخا وباحثا في تاريخ الثورة التحريرية، إلى جمع أرشيف المحاكمات المتعلقة بالحركة الوطنية وبمناضلي ثورة التحرير الذي قال عنه بأنه موزع في عدة جهات قضائية، مشيرا إلى أنه من "باب الذاكرة نقترح جمع هذا الأرشيف ليكون في مكان آمن وحتى يتسنى للباحثين والمؤرخين الإطلاع عليه".