كريم يونس مؤكدا منح فرصة الحوار لكافة الفئات
كهربة الأجواء لا تخدم مصلحة البلاد
- 861
أكد منسق هيئة الحوار والوساطة كريم يونس أمس، أن الهيئة "ستمنح فرصة الحوار لكافة فئات المجتمع على مستوى كل التراب الوطني؛ بهدف إيجاد حلول للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد"، مشيرا إلى أن الهيئة "لا تتحدث لا باسم الشعب الجزائري ولا باسم الحراك الشعبي ولا باسم السلطة".
وخاطب كريم يونس خلال لقاء جمع الهيئة أمس بشباب من فواعل الحراك الشعبي قدموا من ولايات قالمة وسوق أهراس وباتنة وتبسة وخنشلة، الأطراف الرافضة للحوار بالقول: "البقاء في هذا الجو المكهرب الذي تعيشه البلاد سيؤدي إلى حرقها، ومن يريد ذلك فهو مسؤول عن نفسه"، في حين أشار إلى أن "من يحضر الحوار فهو يستجيب لنداء الوطن، ومن لا يريد المشاركة فيه فهو حر".
واستطرد رئيس المجلس الشعبي الوطني قائلا: "اللجنة تريد إخراج البلاد من المأزق السياسي الذي تمر به في الوقت الراهن، والذي سيؤول نحو نتيجة صعبة جدا على شعبنا".
في سياق متصل، رفع شباب الولايات المذكورة سالفا بمناسبة اللقاء، عدة مقترحات إلى أعضاء الهيئة، منها ضرورة "الإسراع في تحديد تاريخ الانتخابات الرئاسية، وتوفير ظروف نزاهتها، مع تأسيس هيئة وطنية مستقلة تشرف على هذا الاستحقاق بدءا بالتحضيرات إلى غاية إعلان النتائج النهائية".
كما شددوا على أهمية "تفادي الفراغ الدستوري؛ حفاظا على مؤسسات الدولة، على أن يقوم الرئيس المنتخب بتعديل الدستور، والقيام بإصلاحات عميقة لبناء دولة القانون".
واقترح غالبية المتدخلين "إقالة الحكومة الحالية، وتعويضها بأخرى تكنوقراطية تتشكل من ذوي الكفاءات". كما طالبوا بـ "إطلاق سراح الموقوفين خلال مسيرات الحراك الشعبي التي عرفتها ولايات الوطن"، داعين إلى "عدم إشراك أحزاب الموالاة والمتورطين في الفساد، في الحوار الوطني".
وعلى هامش اللقاء، أوضحت رئيسة لجنة الشباب والمرأة والمجتمع المدني في هيئة الحوار والوساطة، أن هذه اللجنة "مفتوحة لكل شباب ونساء وفعاليات المجتمع المدني وفواعل الحراك من كافة ولايات الوطن، بدون إقصاء لأي طرف"، مشيرة إلى أن "تقديم مقترحات حل الأزمة ومناقشتها يتم بكل حرية".
من جهتها، أوضحت عضو الهيئة فتيحة بن عبو في تصريح للصحافة، أن أعضاء الهيئة سيشرعون في التنقل إلى مختلف ولايات الوطن، بهدف التقاء فعاليات المجتمع وفواعل الحراك الشعبي، والاستماع، وأخذ مقترحات كافة فعاليات المجتمع الجزائري وفواعل الحراك الشعبي، خاصة فئة الشباب".
وأوضحت السيدة بن عبو أن تاريخ الندوة الوطنية المزمع تنظيمها من قبل الهيئة، "سيتم تحديدها بعد لقاء الهيئة مع كافة شرائح المجتمع الجزائري والأطراف السياسية" .
للإشارة، نصبت لجنة الحوار، أول أمس، المجلس الاستشاري للهيئة الوطنية للحوار والوساطة، والذي يتشكل من عقلاء وخبراء وجامعيين وفواعل الحراك الشعبي.
وخلال حفل التنصيب، أكد المنسق العام لهيئة الحوار والوساطة، أن هذا المجلس يُعتبر بمثابة قوة اقتراح لعمل الهيئة، عن طريق التشاور وإبداء الرأي، مبرزا أنه يتكون من نخب وطنية تنتمي إلى شرائح أكاديمية وثقافية ومهنية ومجتمع مدني وإطارات سابقين خدموا الوطن ولازالوا يخدمونه بإخلاص.
واعتبر كريم يونس انخراط هذه الشرائح في الهيئة الوطنية للحوار والوساطة، "أملته قناعتهم بضرورة تلبية نداء الوطن للبحث عن نهج توافقي للخروج من المأزق السياسي الذي تمر به الجزائر، بما يضمن مسارا شفافا ونزيها للاستحقاقات الانتخابية، وفق آلية مستقلة تتكفل بمهمة الإعداد والتنظيم والرقابة وإعلان النتائج".
كما جدد كريم يونس عزم الهيئة على المبادرة بإعداد ميثاق شرفي، يلتزم بموجبه كل مترشح للاستحقاقات القادمة باحترام وتنفيذ مخرجات الندوة الوطنية للحوار والوساطة.