من بينها الرقمنة، محللو المعطيات والتسويق الرقمي

"كورونا" تفرض وظائف جديدة في سوق العمل بالجزائر

"كورونا" تفرض وظائف جديدة في سوق العمل بالجزائر
رئيس الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل المواطنين، سامي عقلي
  • القراءات: 487
أسماء منور أسماء منور

كشف رئيس الكونفدرالية الوطنية لأرباب العمل المواطنين، سامي عقلي، أمس، أن الاقتصاد الجديد القائم على الرقمنة كان من بين الحلول التي فرضتها جائحة كورونا، للتأقلم مع الأوضاع الجديدة التي ترتبت عنها. وقال عقلي في تصريح للصحافة، على هامش يوم دراسي حول "أهمية رأس المال البشري للشركات في ظل جائحة كورونا، إن العنصر البشري في أي مؤسسة يلعب دورا كبيرا في التغييرات التي فرضها الوباء والذي أدى إلى اعتماد طرق عمل جديدة. وأوضح أن مستقبل الاقتصاد مرهون بتنمية الموارد البشرية، مشيرا إلى أنه من أجل تحقيق هذه المقاربة وجب التأقلم مع الوضع الجديد للعمل الذي فرضته الجائحة، والعمل على تكييف الشركات مع الطرق الجديدة للعمل التي فرضت نفسها.

وفي حين أكد أن العنصر البشري في ظل كورونا، يعتبر عضوا فعّالا وقاطرة فعلية لأي شركة، شدّد عاقلي على ضرورة تكوين الموارد البشرية، لمواكبة المستجدات الأخيرة، وفرض الرقمنة كحل من الحلول التي تسمح بالنهوض بالعديد من المؤسسات وبالاقتصاد بشكل عام، معتبرا في سياق متصل بأن التلقيح ضد الفيروس يعتبر وسيلة فعّالة لحماية الموارد البشرية في أي مؤسسة كانت. من جهته، قال داميان جاكار، ممثل مكتب "دولوات" الجزائر، المتخصص في الدراسات  والاستراتيجيات الاقتصادية، أن الجائحة فرضت طرقا جديدة للعمل، حيث كان انتهاج النظام الرقمي من بين الحلول التي تم اللجوء إليها. وأوضح أن الظروف الحالية، فرضت إلزامية اللجوء إلى تكوين الموارد البشرية، والتكيف مع الجائحة، مع تنمية الوعي الجماعي بحساسية الوضع، والتأكيد على أن النظام الرقمي، ليس الحل الوحيد، بل هو من بين الحلول الممكن اعتمادها في ظل تغيّر نظام العمل. 

في ذات السياق، أشار المتحدث، إلى أن الدراسات الأخيرة كشفت أن العمل عن بعد كان له أثر إيجابي، حيث يوفر 3 ساعات من الوقت، منها حوالي ساعة إلى ساعة ونصف ساعة يقضيها العامل في وسائل النقل، بالإضافة إلى ساعة الراحة، والنتيجة هو أن عمل الموظف من منزله، حقق فعالية في المردودية من جهة، وربح الوقت للموظف من جهة أخرى". ولإنجاح طريقة العمل عن بعد، شدّد ممثل الشركة، على أنه لابد من مرافقة الموارد البشرية من قبل أرباب العمل، بتوفير الوسائل المناسبة لمباشرة العمل عن بعد، على غرار الكراسي والشاشات الخاصة، وأنترنت ذات تدفق عال، الذي يسمح بالعمل بأريحية طوال اليوم".

طالبو الشغل يهمهم تعامل رب العمل أكثر من الراتب

كشف لؤي جعفر، مؤسس شريك لموقع "اومبواتيك" المتخصص في تجميع طلبات وعروض العمل، أن كورونا كان لها تأثير كبير على تسيير الموارد البشرية، مشيرا إلى أن الأزمة الصحية التي تعيشها الجزائر، أجبرت الشركات على مراجعة نظام عملها، ودفعتها نحو تغييره. وأضاف المتحدث، أن التغيير في طريقة العمل، لا يمكن أن يتحقق من دون إشراك الموارد البشرية التي تسمح برسم ورقة الطريق الجديدة، حيث أصبحت الشركات تتجه في التوظيف، نحو البحث عن كفاءات تملك خبرة في مجال عملها مع مهارات العمل الجماعي، والتعلم من أجل حل مشاكل مجهولة قد تواجه تلك الشركات في أي وقت". في سياق متصل، أشار أحد مؤسسي موقع "أومبلواتيك"، أن الشركات كانت تعتمد في سياسة التوظيف على استقدام عاملين تتوفر لديهم مهارات تقنية "هارد سكيلز"، إلا أن الجائحة فرضت توجها جديدا يتمثل في توظيف عاملين يتقنون التعامل مع الأشخاص والوضعيات أو ما يعرف بـ"سوفت سكيلز.

وكشف المتحدث، عن نتائج تحقيق عالمي شمل 200 ألف شخص في العالم، تم إجراؤه في 130 دولة من بينها الجزائر، قامت به مواقع التوظيف حول الخصوصيات التي يبحث عنها طالبو العمل في الجزائر، حيث أبانت هذه النتائج أن الباحث عن العمل في الجزائر لا يسعى وراء الراتب، بل يبحث عن التوظيف في شركة تؤمن له تكوينا متميزا في مجال عمله وتكون لها سمعة جيدة، بالإضافة إلى كيفية تعامل أرباب العمل مع مستخدميهم التي من الأحسن أن تكون جيدة، زد على ذلك أجواء العمل في الشركة الموظفة، ومدى استقرارها المادي لضمان مستقبله. أما الوظائف الجددة التي فرضتها كورونا، أكد ذات المصدر، أنها ترتبط بكل ما يتعلق بالرقمنة، وتحليل المعطيات. وأضاف أن معالجة البيانات أصبح مطلوبا بكثرة لأننا في مرحلة تطوّر جديدة، تفرض توفر المعطيات لتحديد الرؤية المستقبلية التي تتيح لصناع القرار اتخاذ القرارات الصائبة".  كما كشف المتحدث، عن تحقيق آخر تم إجراؤه مع غرفة التجارة، حول آفاق العمل، شمل 700 مؤسسة، حيث أظهرت النتائج أن 50 من المائة من المؤسسات تسعى للحفاظ على عمالها، فيما تنوي 28% المؤسسات التي شملها التحقيق، التوظيف خلال السنة القادمة، بينما تتواجد 20% من المؤسسات المستجوبة في وضع مالي صعب، تسبب في تقليص عدد عمالها.