تودشيني يصرح بمناسبة تكريم محاربين جزائريين قدامى:

لا ينبغي للذاكرة أن تفرّقنا

لا ينبغي للذاكرة أن تفرّقنا �
  • 599

أكد كاتب الدولة لدى وزير الدفاع الفرنسي المكلف بقدامى المحاربين والذاكرة، جان مارك تودشيني، مساء أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن "الذاكرة لا يجب أن تفرقنا بل جدير بنا أن نلتقي في ظلها".  

وقال في خطاب ألقاه بمناسبة حفل تسليم شارات وسام الشرف لمحاربين جزائريين قدامى خلال الحرب العالمية الثانية، نظم بإقامة سفير فرنسا بالجزائر "فعلا تاريخ أمتينا ثري فهو تاريخ لقاءات وتأثيرات وحوار ومواجهات، ولكن يجب تجاوزها وهذا هو رهان الذاكرة: لا ينبغي أن تفرقنا بل جدير بنا أن نلتقي في ظلها". وأضاف في هذا الصدد أن وقوفه أمام نصب أقيم بوسط سطيف، تخليدا لذكرى بوزيد سعال، أول شهيد لمجازر 8 ماي 1945، يمثل "أول التفاتة لم يسبق لها مثيل من قبل عضو في حكومة فرنسية". 

وقال "إنها التفاتة تهدئة وصداقة أردنا القيام بها تجاه أصدقائنا الجزائريين، وأنا سعيد بفهم هذه الالتفاتة"، مشيرا إلى العلاقات "الفريدة" و"العميقة" بين الشعبين الفرنسي والجزائري. 

وأكد السيد تودشيني، أنه في الوقت الذي كانت فيه "فرنسا تشيد بمحرريها وأبطالها وتحتفل بالسلام المستتب، فرطت في نفس الوقت بالجزائر في مثلها الدائمة". 

وذكر في هذا الصدد بكلمات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند (خلال زيارته إلى الجزائر) في ديسمبر 2012، مؤكدا من خلالها أن "مجازر سطيف وقالمة وخراطة تبقى راسخة في ذاكرة الجزائريين وحتى الفرنسيين". 

كما أضاف الرئيس هولاند "أن ماحدث في سطيف في 8 ماي 1945 في اليوم ذاته الذي كان فيه العالم ينتصر على الوحشية لم تحترم فرنسا قيمها العالمية أنذاك". 

وأشار السيد تودشيني، إلى أنه قدم إلى الجزائر "للتعبير من خلال الفعل عن واجب الذاكرة الذي تدين به الأمة الفرنسية لضحايا هذه المأساة، ولآلاف الموتى الجزائريين بسطيف وقالمة وخراطة، وكذا عشرات الضحايا الأوروبيين". 

واسترسل قائلا إن "هذه الأحداث المأساوية كانت تنبئ بنزاعات ومآسي حرب لطالما كانت غير معلنة. وخلال الفترة 1954 و1962 تسببت المواجهة الشرسة في عدد ضخم من الضحايا بالجزائر". 

وأضاف أن "هذه الصفحات السوداء هي أيضا جزء من تاريخنا، وتجبرنا على التزام الوضوح الذي لن يكون في غيابه مجال لمستقبل مشترك". 

وأكد السيد تودشيني "هو نفسه هذا الماضي المشترك الذي نسعى إلى تحمّله بالنضال جنبا إلى جنب، وبقوة عزيمة ضد تهديد الإرهاب"، مضيفا أن "القيم التي دافع عنها الشعبان (...) لا تزال حيّة في قلوبنا إلى اليوم، وتلزمنا بالنضال دون هوادة ضد التطرف والإرهاب". (وأج)