الابراهيمي يؤكد:
لجنة الحوار يجب أن تكون مستقلة وسيدة
- 809
أبرز الدكتور أحمد طالب الابراهيمي، أهمية تحلي السلطة بالإرادة السياسية الحقيقية من أجل إنجاح الحوار الوطني الذي دعت إليه، ”وذلك من خلال تجاوز الاعتبارات الظرفية الآنية، بشكل يلبي مطالب القوى السياسية والاجتماعية”، كما اشترط أن تكون لجنة الحوار ”تتمتع بالاستقلالية وسيدة في قراراتها بشكل يسمح لها ببناء توافق وطني”.
ونفى الدكتور طالب الابراهيمي، في بيانه الثالث الموجه للرأي العام الوطني منذ بداية الحراك الشعبي استشارته أو الاتصال به من أجل قيادة الحوار الوطني، معربا عن استغرابه بعد ورود اسمه في قائمة تضمنت 13 شخصية وطنية لقيام بالحوار الوطني، قائلا ”ورد اسمي - دون استشارتي - ضمن قائمة أسماء مقترحة لتشكيل لجنة تتولى الاشراف على اطلاق وتنظيم حوار وطني يخرج البلاد من الانسداد السياسي الذي تتخبط فيه منذ إلغاء العهدة الخامسة”، مبديا مع ذلك ”شكره وامتنانه للثقة التي منحت في شخصه”، حيث أكد في هذا الإطار بأنه يقدر ”هذا الاعتراف الصريح بصحة الموقف الذي لم أحد عنه أبدا منذ أن دعوت إلى الحوار والمصالحة الوطنية لتجنب انفجار المأساة الوطنية في التسعينات، ومازالت به متمسكا”.
واشترط الدبلوماسي السابق، على السلطة المبادرة بإجراءات تهدئة من أجل نجاح الحوار الوطني، وأن تتمتع اللجنة التي تدير الحوار بالاستقلالية التامة، معتبرا في سياق متصل بأن ”مسعى إعادة البناء الجدي وإخراج البلاد إلى بر الأمان يبدأ بالتخلص النهائي من ممارسات الفساد والاستبداد وبالتسليم بوجود أزمة ثقة عميقة متفاقمة بين الشعب وحكامه أدت إلى قطيعة يوم 22 فيفري الماضي”، مضيفا أن هذه القطيعة خلقت في أوساط الشباب وعيا لا يقبل بالحلول الترقيعية أو بأنصاف الحلول”.
وأكد الإبراهيمي بأن مسعى السلطة لإطلاق الحوار، يجب أن يكون نابعا عن إرادة سياسية حقيقية تتجاوز الاعتبارات الظرفية الآنية، وتلبي مطالب القوى السياسية والاجتماعية الداعية إلى اتخاذ إجراءات ملموسة مسبقة لتهدئة الوضع وطمأنة النفوس.
ومن المعايير التي لابد أن تتوفر في لجنة الحوار المزمع تشكيلها، حسبه، ”الاستقلالية والحرية في التسيير وأن تكون سيدة في قراراتها، حتى يكون دورها مجديا في هذه المرحلة وتكون لها القدرة على المساعدة في بناء توافق وطني حول أفضل صيغة لتجسيد مطالب الحراك الشعبي في التغيير الجذري في كنف الحفاظ على الدولة بالروح الجامعة لبيان أول نوفمبر”.
جدد الابراهيمي في نهاية رسالته، وقوفه الدائم إلى جانب الحراك الشعبي، داعيا مكوناته إلى ”الاستمرار على هذا الطريق بالسلوك السلمي المعهود، وبمزيد من اليقظة، حفاظا على مكسبها الأساسي المتمثل في وحدة صف الحراك إلى غاية تحقيق أهدافه المشروعة المعلنة”.