الدكتور سامر أبو صاع من مستشفى "سان دوناتو" بميلانو لـ "المساء":

لقاح كوفيد 19 الموجه للبلدان الإفريقية سينتج في الهند

لقاح كوفيد 19 الموجه للبلدان الإفريقية سينتج في الهند
الدكتور سامر أبو صاع
  • 1624
شريفة عابد شريفة عابد

أكد الدكتور سامر أبو صاع، الطبيب الأخصائي بمستشفى "سان دوناتو" بميلانو الإيطالية، في تصريح لـ "المساء"، أمس، أن العالم ينتظر إصدار أولى جرعات اللقاح الموجه لعلاج فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) شهر سبتمبر القادم، بعد نجاح معهد "جينر" بجامعة أكسفورد البريطانية، في تطوير اللقاح بالتعاون مع مختبر جامعي إيطالي "اربم أوف بومزيا"، بعد أن أبرمت كل من إيطاليا وفرنسا هولندا وألمانيا اتفاقية لإنتاج 400 مليون جرعة موجهة للقارة الاوروبية، مشيرا في سياق متصل، إلى أن الجرعات التي ستوجه لإفريقيا ستنتج بالهند من قبل شركة "معهد سيريوم الهندي"، حتى تكون أسعارها في متناول الدول الفقيرة، بالنظر لانخفاض تكاليف الإنتاج مقارنة بأوروبا .

وفي رده على أسئلة "المساء" حول آخر النتائج التي توصلت إليها الأبحاث البريطانية الإيطالية، في مجال تطوير اللقاح لفيروس كوفيد 19، كشف الدكتور أبو صاع، بأن "شادوكس1 أن كوفيد19" هو اسم

اللقاح الجديد الذي سيكتشفه العالم في سبتمبر القادم.. و‏هو اللقاح الذي طوره معهد "جينر" بجامعة أكسفورد، ‏بالتعاون مع المختبر الإيطالي "اربم اوف بومزيا"، مؤكدا بأن "هذا اللقاح تعلق عليه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، أمالا كبيرة ويتوقع أن تكون له نتائج جد إيجابية".

وأشار محدثنا إلى أن إنتاج هذا اللقاح كلف أموالا طائلة، حيث ساهمت ‏الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من مليار دولار، مضيفا بأن كل من ‏إيطاليا، فرنسا، هولندا وألمانيا ‏على أتم الاستعداد لاستعمال هذا اللقاح، باعتبارها أطرافا شريكة في الاتفاقية المرتبطة بالإنتاج وكذا لكونها أكبر البؤر الوبائية التي سبب لها الفيروس خسائر بشرية واقتصادية في ظرف أشهر قليلة.

وأشار إلى أن الطلب الأوروبي على ‏هذا اللقاح، جاء بعد النتائج الإيجابية والمشجعة، "حيث أثبت فعاليته على الحيوانات ثم على الإنسان بعد أن تمت تجربته على 320 متطوعا"، موضحا بأن ‏هؤلاء المتطوعين اثبتوا تحملهم الجيد لهذا اللقاح ولم تظهر عليهم أيه أعراض سلبية تذكر، باستثناء حرارة بسيطة تشبه حرارة الأنفلونزا.

‏في سياق متصل سيتم، حسب محدثنا، اختبار هذا اللقاح على عينات أخرى من المتطوعين، "حيث أبدى أكثر من 10000 شخص، موافقتهم على الإسهام في هذه الدراسة، ويرتقب أن تظهر كل النتائج ستكون في بداية فصل الخريف".

وبالنسبة للتقنية العلمية التي قام على أساسها إنتاج اللقاح، أشار الدكتور سامر ابو صاع إلى أنه "يستخدم تقنية الناقل للفيروس، ‏حيث يتم إعطاء جينات فيروس كورونا إلى فيروس غير معدي وهذا الأخير يتم حقنه للإنسان، لينتج بذلك جسم الإنسان أجساما مضادة للفيروس".

وأضاف مصدر "المساء" الذي عايش أهم مراحل انتشار فيروس كورونا بأول بؤرة وبائية بأوروبا (إيطاليا) وكان أحد ضحاياه الذين نجوا من الموت، أن "الفيروس غير المعدي المستخدم في هذا اللقاح هو فيروس موجود في الشمبانزي ويتميز بعدم قدرته على التكاثر". وعن الأطراف الأخرى المتعاقدة مع المعهدين البريطاني والإيطالي اللذان طورا اللقاح، أفاد محدثنا بأن ‏الشركة التي ستقوم بتوزيعه هي شركة "استرا زينيكا" التي وقعت عقودا بمئات الملايين من الدولارات مع دول أوروبا وأمريكا.

‏وبالنسبة لجرعات اللقاح التي ستوجه نحو إفريقيا، فمن المقرر، حسب الدكتور سامر أبو صاع، أن يتم إنتاجها بالهند من قبل شركة "عهد سيريوم"، حيث تمت برمجة إنتاج أكثر من مليار جرعة ستخصص للدول ‏ المحدودة الدخل، فيما يرتقب أن ينتج المشروع إجمالا أكثر من 2 مليار جرعة.

وحول إمكانية رفض الدول الافريقية للقاح، بعد التحذيرات التي صدرت عن البروفيسور بمستشفى مارسيليا، ديدي راوولت والتي أعقبت الفضيحة التي تسببت فيها تصريحات أطباء فرنسيين تحث عن تحويل البلدان الافريقية إلى مخابر للتجارب، أوضح محدثنا بأن "تصريحات البروفيسور راوولت وغيره ليست أولوية الآن، على اعتبار أن العالم لا زال يعد موتاه جراء فيروس كوفيد 19.."أنا أعيش هذه المشكلة في واقعها وهي مشكلة صحية بحتة، والدول الآن تبحث عن حلها، فحسب رأيي لن يكون هناك أي تطعيم سياسي أو غير سياسي، فإذا كان هناك لقاحا، فذلك فقط ما يجب اعتماده والتعامل معه بواقعية للخروج من هذه الأزمة الوبائية العالمية".

ونصح المتحدث الدول الإفريقية ‏بإبرام عقود مع الشركات المنتجة للقاح، لكي تحصل عليه، أسوة بما فعلته الدول الأوروبية، وذلك حتى تحصل على اللقاح في الوقت المناسب وتؤمن صحة مواطنيها.

وخلص في الأخير إلى التأكيد على أن فيروس كورونا لم يميز بين الأشخاص وجنسيتهم، وبالتالي حسبه، ينبغي أن لا يتم التمييز عند استخدام اللقاح الذي سيمكن من الفضاء على فيروس كورونا بين  الإنسان الأوروبي أو الإفريقي أو الأسيوي، والتعامل مع الحالات المعنية كمرضى وكمصابين في حاجة للعلاج لوضع حد نهائي لهذه المعاناة الوبائية التي فتكت بالعالم أجمع.