مساهل خلال ندوة إيطاليا - إفريقيا

للجزائر دور فعّال في هندسة السلم في القارة

للجزائر دور فعّال في هندسة السلم في القارة
  • 801

 أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل أمس بروما أن الجزائر تساهم بشكل فعّال في تحقيق هندسة السلم والأمن في القارة الإفريقية كما أنها لا تدخّر أي جهد ليعم الاستقرار بجوارها المباشر وكامل إفريقيا.  وأوضح مساهل لدى تدخله خلال الندوة الأولى إيطاليا-إفريقيا التي نظمت بمشاركة أربعين بلدا إفريقيا أن هذه الجهود تنعكس خاصة في "الوساطات الناجحة في مختلف النزاعات، آخرها نزاع مالي من خلال أدوار مسهلين بالتعاون مع فاعلين آخرين مثلما كان الأمر بالنسبة لليبيا أو في شكل مساهمات مختلفة بمجلس السلم والأمن و لجنة العقلاء بالإتحاد الإفريقي". وأكد الوزير أن هذه المساهمة "تتجلى لاسيما من خلال الاستقبال أو الدعم الفعال والسياسي والمادي لهيئات ومؤسسات إفريقية تساهم في هذا الجهد المشترك في السلم والأمن، بما فيها مكافحة آفة الإرهاب مثل المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب والشرطة الإفريقية (أفريبول) ولجنة الأركان العملياتية المشتركة. 

كما أشار السيد مساهل في هذا الصدد إلى أن "أوضاع الفوضى التي نشبت في بعض أنحاء القارة و غيرها بسبب التدخلات العسكرية الأجنبية التي عملت اليوم على عرقلة العمل الذي باشرته قارتنا في سبيل السلم و الاستقرار. مضيفا أن هذه التدخلات "سمحت للجماعات الإرهابية بتأكيد تواجدها عبر احتلالها للأراضي وتصعيد تهديدها للأمن والاستقرار بالعديد من البلدان الإفريقية". في حين أشار إلى أن الإرهاب في الساحل وقرن إفريقيا "عمل على تفاقم ظواهر الهجرة الجماعية التي كانت إفريقيا تعاني منها من قبل" . مساهل أضاف أن هذه الآفة "دفعت مئات الآلاف من الأشخاص نحو مغامرة الهجرة غير الشرعية حتى بداخل القارة أو نحو طريق اليأس تجاه أوروبا".

وأشار إلى أن روما "هي المكان للشركاء والمجتمع الدولي عامة لدعم الجهود الجبارة للبلدان الإفريقية المتضررة من الإرهاب، والعمل على تعزيز قدراتها المؤسساتية من خلال برامج تكوينية والدعم والتزويد بتجهيزات مستهدفة"، كما أوضح الوزير أن تسوية مأساة الهجرة يبقى مرتبطا بالتكفل المسؤول خاصة بمسائل التنمية والأمن التي لا زالت إفريقيا تعاني منها. في هذا الإطار أوضح في تدخل خصص "للحفاظ وتعزيز السلم وتقوية المؤسسات في إفريقيا" أن "مختلف هذه التحديات تبقى من بين التحديات المتعددة التي تعمل القارة الإفريقية على رفعها من خلال الاعتماد أولا على نفسها". من جهة أخرى أشار الوزير إلى أن إفريقيا "ترسل إشارات يتعين على شركائها والمجتمع الدولي قراءتها بشكل صحيح لمرافقتها بفعالية في حركية التغيير العميقة التي باشرتها منذ عدة سنوات" ،مؤكدا أن إفريقيا "تعد القارة التي تعمل شعوبها على صنع مستقبلها من خلال الجهود التي تبذلها بثبات في جميع المجالات المتكاملة لتحقيق هذا الهدف".

الوزير ذكر أن تأسيس المجتمعات الديمقراطية تحكمه سيادة القانون، مشيرا إلى أن إفريقيا "تعد اليوم مقتنعة بان مفتاح التقدم يكمن في الحكم الرشيد و مكافحة الآفات الاجتماعية بكل أنواعها وهذا هو ثمن الوفاق الاجتماعي والاستقرار وتستمر في التقدم في هذا المسار".  كما تطرق السيد مساهل إلى "انتقال الاقتصادات المرهونة أساسا بصادرات المواد الأولية إلى اقتصادات عصرية وإنتاجية وتنافسية"، مذكرا بأنه "مسار انتهجته دولنا بكل عزم". للإشارة تهدف هذه الندوة التي تنعقد بمبادرة من إيطاليا إلى "إطلاق شراكة استراتيجية بين هذا البلد والقارة الإفريقية في قطاعات ذات الاهتمام المشترك على غرار التنمية الاقتصادية من خلال  تطوير المنشآت القاعدية والفلاحة والهجرة"، حسبما أكدته وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها.