قايد صالح محذّرا من أطراف خارجية معادية تتربص بالجزائر بتواطؤ مع العصابة:
ما يجري في الجزائر شأن داخلي
- 1139
أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، أن هناك أطرافا خارجية معادية تتربص بالجزائر وتحاول التدخل في شؤونها الداخلية بتواطؤ مفضوح مع العصابة في الداخل، مشددا على أن ما يجري في الجزائر هو شأن داخلي يخص الجزائريين وحدهم، وأكد بأن الشعب الملتف حول جيشه سيعرف كيف يتصدى لمثل هذه المناورات التي سيكون مآلها الفشل، ”لاسيما وأنه ماض في طريقه، للخروج من الأزمة في أقرب وقت من خلال تنظيم انتخابات رئاسية حرّة ونزيهة وشفافة يوم 12 ديسمبر القادم”.
وقال الفريق قايد صالح، خلال اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، حيث أشرف على تنفيذ تمرين ثان، فضلا عن ترؤسه لقاء توجيهيا بمقر قيادة الناحية، إن الشعب الجزائري يرفض رفضا قاطعا أي تدخل أجنبي في شؤون بلاده الداخلية، ولن يقبل أن تملى عليه أية دروس من أية جهة كانت كونه سيد قراراته، فيما طالب هؤلاء المتطاولين على الجزائر بأن يهتموا بشؤونهم وبمشاكل بلدانهم.
وجدد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي تحذيراته لمحاولي إفساد الاستحقاق الانتخابي، بالقول ”أصبح اليوم واضحا للعيان أشد الوضوح، بأن هذه العصابة ومن يدور في فلكها ويأتمر بأوامرها، هم دخلاء وغرباء عن الشعب الجزائري، فمن لا يخدم مصلحة الوطن بمفهومها الحقيقي هو دخيل وغريب عن الوطن، بل ومعاد له، لأن هذه الشرذمة لا تملك حق التفكير”، مبرزا في هذا الصدد الحرص على ”عدم ترك المجال لها ولأذنابها عرقلة هذا العرس الانتخابي الواعد والمفصلي في تاريخ الجزائر، وتجسيد ذلك فعليا وميدانيا على أرض الواقع”.
وأوضح نائب وزير الدفاع الوطني أن الأطراف الخفية التي تقف وراء هذه العصابة هي التي تفكر لها وتأمرها بالتنفيذ. وإذ أكد بأن كلامه هذا ”لا ينطلق من فراغ، بل يستند إلى معطيات تؤكد تورط هؤلاء العملاء، شدد على أنه ”سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، باسم القانون ضد هذه الفئة القليلة من الشرذمة التي تعودت على فرض إرادتها الظالمة على الأغلبية”.
وحذّر الفريق قايد صالح، هذه ”العصابة” من اللعب بالنّار، قائلا ”لقد انتهى وإلى الأبد هذا العهد غير السوي، فالكلمة الآن أصبحت للشعب الجزائري الذي سيعرف كيف يبني دولة القانون، التي لا سيّد فيها سوى القانون”، قبل أن يستطرد ”من يحاول عرقلة هذا المسار فقد ظلم نفسه، ولن يسمح أحرار الجزائر ابتداء من اليوم بأن يعبث أعداء الوطن بمصير الأمة”..
وذكر نائب وزير الدفاع الوطني في سياق حديثه، بأن ”الشعب الجزائري عانى كثيرا أثناء العهد الاستعماري البغيض ولن يعود مهما كانت الظروف والأحوال إلى العيش مراحل أخرى من المعاناة”، قبل أن يضيف ”تلكم هي التطلعات المشروعة التي سيسهر على تجسيدها ميدانيا رجال أوفياء وشرفاء ومخلصون لله والوطن، يقولون ويفعلون ولا يراوغون، مثل بعض الذين يدّعون الثقافة والمعرفة بالقانون لكنهم يتصرفون تصرفات منافية تماما للقانون ومجانبة تماما للصواب من خلال تصريحات مغرضة”، مشيرا إلى أن هؤلاء ”تناسوا بأن المعيار الوحيد للحكم على الأفعال والأقوال هو الشعب الجزائري.. فمن أراد أن يقيس قيمته الحقيقية فليتقدم إلى الشعب ويترشح، أما غير ذلك فسيبقى كلاما هراء وليس له قيمة أبدا”.
واغتنم الفريق قايد صالح، المناسبة لدعوة الوطنيين المخلصين وفي طليعتهم الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لعدم ترك جزائر الملايين من الشهداء عرضة لدسائس ومؤامرات شرذمة قليلة من الحاقدين عليها، من خلال تخطيطهم لإفساد عرس الانتخابات الرئاسية، مضيفا أن هؤلاء نسوا ”أن تصميم أحرار الوطن على المضي قدما نحو تحقيق الأهداف الوطنية النبيلة والسامية للشعب الجزائري، هو تصميم لا يقبل المهاترات ولا الجدل الفارغ والعقيم”.
لن نتردد لحظة في حماية الإرادة الشعبية
وتجسيدا للتطلعات الشعبية المشروعة أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، عدم التردد لحظة في حماية الإرادة الشعبية من خلال التطبيق الدقيق والصارم للقوانين السارية المفعول، قائلا في هذا السياق، ”بلادنا بلاد الخير تحوز على إمكانيات وثروات معتبرة فوق الأرض وتحت الأرض، فلن نترك العملاء ينهبون رفقة أسيادهم هذه الخيرات الوطنية الزاخرة، ولن نترك أرض الشهداء يعيث فيها المفسدون فسادا، ولن نسمح لأي كان التلاعب بمصير البلاد ومستقبل الشعب الجزائري”.
وأبرز الفريق قايد صالح، جهود الجيش الوطني الشعبي في مجال التكفل بسكان المناطق الحدودية الجنوبية وكذا الهضاب العليا في المجال الصحي، مشيدا بالإجراءات المتخذة في قطاع الصحة التي أعلنت عنها الحكومة الأسبوع الماضي، مما من شأنه تحسين ظروف معيشتهم.
وذكر في هذا الصدد، برفع التجميد عن كل المشاريع المسجلة في هذا القطاع الحساس ورفع أجور الأطباء، فضلا عن إيفاد الوزير الأول، لجنة وزارية كلفت باتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل فك العزلة عن المناطق الجنوبية من خلال التسريع بإنجاز شبكات الطرقات في هذه المناطق، لاسيما الطريق الرابط بين رقان - برج باجي مختار- تيمياوين، على مسافة 580 كيلومتر.
للإشارة فقد أشرف الفريق قايد صالح، على تنفيذ تمرين رمايات بالصواريخ، انطلاقا من الغواصتين ”الهقار” و«الونشريس” ضد أهداف برية، فضلا عن تنفيذ تمرين رمايات بالصواريخ على أهداف سطحية. وتابع رفقة اللواء مفتاح صواب، قائد الناحية العسكرية الثانية واللواء محمد العربي حولي، قائد القوات البحرية، جميع مراحل تنفيذ هذا التمرين ”الذي كلل كسابقه بنجاح تام، يبرز تحكم أطقم الغواصتين في جميع مراحل التنفيذ وإصابة الأهداف بدقة عالية”.
بعدها التقى الفريق قايد صالح، بإطارات وأفراد الناحية بحضور ممثلي مختلف الأسلاك الأمنية، حيث ألقى كلمة توجيهية بُثت إلى جميع الوحدات بإقليم الاختصاص عبر تقنية التخاطب المرئي عن بعد.
وفي الختام فسح نائب وزير الدفاع الوطني المجال لإطارات وأفراد وحدات الناحية للتعبير عن اهتماماتهم وانشغالاتهم، حيث جددوا بالمناسبة التأكيد على ولائهم اللامحدود للجيش الوطني الشعبي وللجزائر.
حث القيادات العسكرية على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية
تعليمات لتأمين العملية الانتخابية
أعلن نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح أمس، عن إسدائه تعليمات إلى قادة النواحي والقوات ومختلف المصالح الأمنية ”للشروع فورا في اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتأمين العملية الانتخابية عبر كافة التراب الوطني، حتى يتمكن الشعب من أداء واجبه الانتخابي في ظروف يسودها الأمن والسكينة”.
وخلال اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية بوهران، أكد نائب وزير الدفاع الوطني أن تحقيق ذلك ”يستوجب بالضرورة تحقيق المطلب الأمني”، حيث قال في هذا الخصوص بأن ”الأمن هو مبعث الأمل ومنبع الطمأنينة ولهذا السبب بالذات، يأتي الاهتمام الشديد بالمقاربة الأمنية”، مضيفا بأن ”الجزائر الآمنة والمستقرة والقادرة على حفظ سيادتها واستقلالها الوطني ووحدتها الترابية والشعبية، بل والقادرة على صون مقومات شخصيتها وحمايتها، هي جزائر قابلة للتطور على أكثر من صعيد وقابلة للنهوض في كافة المجالات”.
وإذ أبرز التحضير الجدي الانتخابات الرئاسية المقبلة على المستويين المادي والمعنوي، أوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن هذا الاستحقاق يعد بمثابة مرحلة هامة من المراحل التي سيجتازها الشعب الجزائري بكل عزيمة وإصرار، على درب تحقيق عزة الجزائر وتحقيق ازدهارها الاقتصادي ونهضتها الاجتماعية والثقافية”، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري سيبرهن عبر هذه الانتخابات على أنه شعب متمسك بمبادئه الوطنية الأصيلة، ويعرف كلما واجهته التحديات، كيف يؤدي واجبه الوطني، باعتبار الجزائر غاية الغايات.