حراكها الدبلوماسي يصنع الفارق بالمؤسّسات الأممية.. خبراء:

مراهنة على مساعي الجزائر لحصد الاعتراف بالدولة الفلسطينية

مراهنة على مساعي الجزائر لحصد الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • القراءات: 259
 مليكة. خ مليكة. خ

❊ بهلولي: الجزائر ترفض تأسيس الدولة الفلسطينية خارج القرارات الأممية

❊ اولد صديق: الكيان الصهيوني أصبح محاصرا بفضل اليد الطولى للجزائر

يراهن المحلّلان السياسيان أبو الفضل بهلولي وميلود اولد صديق على أن يشهد الاعتراف بالدولة الفلسطينية منحى مطردا، بفضل مساعي الدبلوماسية الجزائرية على مستوى الأمم المتحدة والمحافل الدولية على غرار مشاركات وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج في القمم واللقاءات العالمية، من أجل إقناع المزيد من الدول بالالتحاق بصف المؤيّدين لإعطاء العضوية الكاملة لفلسطين، في الوقت الذي تعمل فيه الجزائر على تقديم مشاريع قرارات لنصرة القضية الفلسطينية. 

قال الخبير في القانون والعلاقات الدولية، أبو الفضل بهلولي في اتصال مع "المساء"، أن الاعتراف المتنامي بالدولة الفلسطينية جاء نتيجة عودة القضية الفلسطينية إلى الأجندة العالمية والمؤتمرات الدولية والإقليمية، بفضل جهود الدبلوماسية الجزائرية من أجل رفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني، لأنه من غير المنطقي وعملا بقرار الجمعية العامة رقم 181 لعام 1947المسمى بقرار التقسيم، أن تقام دولة الكيان الصهيوني ولا تقام الدولة الفلسطينية. وأوضح أن هذا الاعتراف المتزايد جاء نتيجة لتوفّر معايير العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، باعتبارها دولة مكتملة الأركان قانونا وواقعا ولها حدود تاريخية بموجب قرار الجمعية العامة رقم 181.

وفي سياق تقييمه لمجهودات الدبلوماسية الجزائرية، أشار المحلل السياسي إلى أن الجزائر تمارس كامل الاختصاصات والصلاحيات كعضو غير دائم في مجلس الأمن، من خلال تقديم مشاريع قرارات لنصرة القضية الفلسطينية، عبر مسوّدة القرار التي تقدّمت بها، والتي توصي من خلالها بحصول فلسطين على العضوية الكاملة، وأن قيام الدولة الفلسطينية تعد بمثابة أولى لبنات إحياء مسار السلام على أسس سلمية. وأضاف أن الاتحاد الإفريقي في آخر دورته دعم الموقف الجزائري بخصوص القضية الفلسطينية. كما أن المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة أشاد بدور الجزائر في هذا المجال، حيث تعمل الجزائر حاليا في إطار الدبلوماسية الثنائية مع الدول التى هي في طور الاعتراف من أجل تطوير العلاقات والتعاون مع فلسطين، في الوقت الذي تتمسك فيه بلادنا بالقرارات الأممية التي تنصّ على تأسيس الدولة الفلسطينية وليس عبر المفاوضات.

من جهته، يرى المحلل ميلود اولد صديق في اتصال مع "المساء"، أن الجزائر استطاعت منذ مباشرة مهامها في مجلس الأمن كعضو غير دائم، أن تعيد دورها الحيوي والنشط الذي يولي الاهتمام بالدائرة العربية والإقليمية والقومية وجعلها أولوية من الأولويات الأساسية . واعتبر أن القضية الفلسطينية من أولى هذه الاهتمامات، خاصة وأن رئيس الجمهورية قد أكد في عدة مناسبات مثل قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت بالجزائر قبل سنتين، أن الجزائر سوف تسعى إلى ترسيخ وتدوين الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة مستقلة وجعلها كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

كما أشار إلى أن هذه الجهود التي نراها اليوم هي جزء من ذاك، حيث أثبتت الدبلوماسية الجزائرية ذلك من خلال دعوتها إلى انعقاد الجمعية العامة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد أن اصطدمت بالفيتو الأمريكي بمجلس الأمن، لتقع بذلك الولايات المتحدة في مأزق أخلاقي وسياسي مع انكشاف نفاقها السياسي، لأنه في الوقت الذي تعترف فيه بحلّ الدولتين، تنصلت من الأمر عندما دقّت ساعة التصويت.

وأضاف اولد صديق أن خطة الجزائر شجّعت المجتمع الدولي عموما والدول الكبرى خصوصا عل ىالاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار إسبانيا والنرويج وإيرلندا وغيرها من الدول الأوروبية، كما تشجعت دول أمريكا اللاتينية أكثر فأكثر لطرد دبلوماسي الكيان الصهيوني والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأوضح أن الجزائر اليو ملا تخشى أي عواقب لهذا الأمر، لأنها تمتلك زمام الأمور وقرارها السيادي والسياسي والخارجيبنفسها وأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية والقضايا العادلة هي جزء من ثوابتها في السياسة الخارجية.

ويراهن محدثنا أن تشهد بقية العهدة حراكا ضمن هذه المسألة، خاصة وأن سمعة الكيان الصهيوني أصبحت في الحضيض بعد قرار محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة اعتقال في حقّ المسؤولين الصهاينة، باعتبارهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية الجزائرية كان لها اليد الطولى في هذا الأمر بفضل الحراك الدبلوماسي وحضورها في الكثير من المحافل الدولية من أجل إقناع الدول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية .