تحادث مع مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية
مساهل يجدد الموقف الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير
- 728
جدد وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل أول أمس، موقف الجزائر الداعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وكذا مجهودات الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام هورست كوهلر لحل النزاع، وذلك خلال محادثاته مع مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، ديفيد هال، حيث تركزت محادثاتهما على الوضع في الصحراء الغربية.
كما تطرق الطرفان بواشنطن على هامش الدورة الـ4 للحوار الاستراتيجي الجزائري - الأمريكي، إلى مسائل أخرى ذات الاهتمام المشترك منها الوضع في المنطقة والتحديات الأمنية التي تواجهها. ويندرج لقاء السيد مساهل بالسيد هال في إطار التشاور السياسي المنتظم بين البلدين، علما أن مساعد كاتب الدولة الأمريكي قد سبق أن قام بزيارة إلى الجزائر يومي 28 و29 نوفمبر 2018.
وزير الشؤون الخارجية تحادث أيضا مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي رييتش جايمس، حيث تمحورت المحادثات حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الصدد، تطرق الطرفان إلى الوضع في ليبيا وجددا التأكيد على تمسكهما بحل سياسي وسلمي في هذا البلد، كما أشادا بالتوافق بين البلدين حول هذه القضايا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الوضع في ليبيا مايزال «يعاني من تأثير التدخلات الخارجية التي تعقد أكثر الخروج من الأزمة في هذا البلد».
وتطرق الطرفان إلى مسائل أخرى على غرار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
من جهة أخرى، أكد سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر جون ديروشر لوكالة الأنباء الجزائرية أنه «متفائل» بآفاق الشراكة الجزائرية الأمريكية، مبرزا اهتمام الشركات الأمريكية بالاستثمار في الجزائر في ظل الفرص المتاحة بين البلدين.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي الذي شارك في دورة المشاورات الثنائية أن آفاق تطوير هذه الشراكة، تم التطرق إليها خلال المحادثات المخصصة للشق الاقتصادي، ليستطرد في هذا الصدد «نعتقد أن الشركات الأمريكية يمكنها أن تكون ذلك الشريك الجيد الذي يرافق الجزائر في تنويع اقتصادها».
من جهة أخرى، تطرق السفير الأمريكي إلى «المحادثات المثمرة» بين رئيس الدبلوماسية الجزائرية عبد القادر مساهل ونظيره الأمريكي مايكل بومبيو، والتي تمحورت حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية، حيث وصفها بالمجدية للغاية.
وبعد أن أشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن الوزيرين تحادثا حول ليبيا ومالي وقضايا إفريقية مهمة أخرى، صرح ديروشر قائلا «نحن ندرك دور الجزائر في المنطقة ونكنّ احتراما كبيرا لتاريخها وخبرتها».
وفي ختام هذه الدورة الجديدة للمشاورات التي انعقدت تحت شعار تعزيز الشراكة المستدامة والمتعددة الأبعاد، اتفق البلدان على تعزيز التعاون للحفاظ على المصالح المشتركة في الاستقرار الإقليمي ودحر الجماعات الإرهابية.
وفي آخر بطاقة معلومات لها عن الجزائر المنشورة شهر جويلية الماضي، كشفت كتابة الدولة عن «الدور البناء» للجزائر في ترقية الاستقرار في المنطقة، لاسيما في ليبيا ومالي. كما أشارت وزارة الخارجية إلى أن الجزائر «شريك مقتدر» بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تقيم معه علاقات قوية في مجالات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية.
للإشارة، عرفت العلاقات الجزائرية - الأمريكية تعاونا مكثفا في المجال الأمني، حيث أعربت واشنطن في عدة مناسبات عن إرادتها للاستفادة من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتطرف. وإذ يعمل البلدان على الارتقاء بالشراكة الاقتصادية إلى مستوى التعاون السياسي والأمني، فقد رحبت واشنطن ببرنامج التنوع الاقتصادي الجزائري، معربة عن أملها في بناء شراكة شاملة تعزز الاستثمار والتبادلات التجارية والتعاون الثقافي.
وتعتبر كتابة الدولة الأمريكية، الجزائر وجهة استقطاب للشركات الأمريكية، باعتبار أن الاستثمار بها جد واعد في الكثير من القطاعات خارج المحروقات. وانطلاقا من نجاح الشراكات السابقة لاسيما في مجال المحروقات، اتفق البلدان على تدعيم العلاقات الاقتصادية ببعث المحادثات سنة 2016 بشأن اتفاق إطار حول التجارة والاستثمار.
كما تعزز التعاون بين البلدين بالعديد من المشاريع في مجالات الزراعة والصحة والتعليم، مما يؤكد رغبة البلدين في تنويع التعاون الاقتصادي المقتصر عادة على قطاع المحروقات الذي تسعى مؤسسات البلدين إلى دفعه، نظرا لتراجع الاستثمارات الأمريكية في هذا المجال الإستراتيجي.
ونشير هنا إلى الزيارة التي قامت بها بعثة من المتعاملين الاقتصاديين في قطاع الفلاحة خلال الشهر الجاري، إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الاطلاع على المهارات الأمريكية لاسيما في فروع تربية الحيوانات والصناعة الغذائية. وتوجت الزيارة بالتوقيع على 4 مذكرات تفاهم مع شركات فلاحية أمريكية وتتعلق بإنشاء 3 مزارع حليب تحتوي كل واحدة منها على 30 ألف بقرة ووحدة لتحويل البطاطا.
وقبل ذلك، كانت ثلاث شركات أمريكية قد زارت الجزائر وعرضت خلالها تجربة استثمارها في الجزائر. ويتعلق الأمر بالشركة المختلطة الأمريكية الدولية للفلاحة (أ.اي.أ.جي) و»فاريان ميدياكال سيستمس» و»دوبون». كما إلتقى أصحاب المشاريع الأمريكيين خلال إقامتهم بالجزائر العاصمة مع مسؤولي وزارات الطاقة والصناعة والفلاحة والصحة، فضلا عن تنظيم لقاءات أخرى مع مسؤولي مجموعة سوناطراك ومنتدى رؤساء المؤسسات.