مثمّنا دور نظام الفُقارة في تطوير الزراعة.. دربال:

مشروع وطني لإحياء أنظمة السّقي التقليدية

مشروع وطني لإحياء أنظمة السّقي التقليدية
وزير الري طه دربال
  • 111
ك. س ك. س

شدّد وزير الري طه دربال، أمس، من ولاية تيميمون، على ضرورة استغلال المياه المستعملة المعالجة في سقي واحات النّخيل القديمة لتوسيعها وإعادة بعثها من جديد، كاشفا عن مشروع وطني مموّل من الصندوق الوطني للمياه لإعادة إحياء أنظمة السّقي التقليدية.

أكد دربال، خلال زيارة عمل وتفقد للولاية، أن محطة التصفية التي تم تدشينها أمس، تصل نسبة تدفقها إلى أزيد من 13000 م3 يوميا ومجهزة بمخابر التصفية وفق المعالجة الثلاثية، وذلك لسقي مختلف المحاصيل الزراعية دون تقييد بما فيها واحات النّخيل القديمة.

وذكر الوزير، أن انجاز محطة التصفية يندرج في إطار الحد من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه وحماية البيئة وصحة المواطن.

ولدى استماعه لعرض حول قطاعه بالولاية، ثمّن الوزير، مجهودات الدولة في مجال الموارد المائية من حيث نسبة التزوّد وربط الساكنة بالمياه الصالحة للشرب وشبكة التطهير، حيث أعطى تعليمات لإنجاز دراسات لربط جميع المصبّات بمحطات التصفية، وأضاف أن الهدف من العملية هو استغلال المياه في السّقي الفلاحي وفق مقاربة اقتصادية للمساهمة في إنشاء محيطات فلاحية جديدة لفائدة شباب المنطقة، وتزويدها بمياه محطة تصفية المياه المستعملة في إطار تثمين الموارد المائية والمحافظة على المياه الجوفية.

كما قام الوزير، والوفد المرافق له بوضع حيّز الخدمة لبئر عميق لحقل الجلب لمطار تيميمون، سيسهم في تحسين وزيادة نسبة التزوّد بالمياه الصالحة للشرب لساكنة عاصمة ولاية تيميمون.

وأعلن دربال، أن دائرته الوزارية رصدت غلافا ماليا بقيمة 200 مليون دج لإعادة الاعتبار لموروث الفُقارة وهو نظام ري تقليدي يميّز مدن الجنوب الجزائري منذ القدم، تنقل بواسطته المياه الجوفية من مصادرها إلى سطح الأرض لسقي البساتين وتزخر به الواحة الحمراء تيميمون.

وقال الوزير، خلال معاينته لأشغال إعادة الاعتبار لفُقارة المطارفة (120 كلم جنوب تيميمون) إن إعادة الاعتبار لموروث الفُقارة يكتسي ‘’أهمية بالغة’’، كاشفا عن مشروع وطني مموّل من الصندوق الوطني للمياه، لإعادة إحياء هذه السّواقي التقليدية ‘’الموروث المادي والحضاري العريق الذي وجب المحافظة عليه’’.

وأوضح أن الفائدة المرجوة من إعادة الاعتبار للفُقارات هي ‘’الحفاظ عليها من الضياع و تشجيع الفلاحة التقليدية وزيادة المساحة المسقية عبر زيادة تدفّق مياهها". وتم التأكيد في هذا الصدد أن الفُقارة تعد نظاما بيئيا واقتصاديا واجتماعيا ساهم في تطوير الزراعة واستقرار الإنسان في هذه المنطقة.

وتلقّى الوزير، عرضا مفصلا عن أشغال التهيئة وإعادة الاعتبار لفُقارة المطارفة، حيث تعد أحد أهم الفُقارات في المنطقة كونها تحتوي على 1700 بئر ويبلغ طولها 14 كلم بنسبة تدفّق مياهها 35 لترا في الثانية وتسقي 500 هكتار من بساتين الواحة.

وتشمل الصيانة أشغال الحفر وتنظيف رواق الفُقارة وبناء الآبار المنهارة وصيانة مجاري المياه، بالإضافة إلى إقامة إحاطة خارجية للقسرية (مخطط تقسيم وتوزيع المياه)، كما تم بدائرة شروين وضع حيّز الخدمة لخزّان مائي بسعة 1200 متر مكعب لتزويد الساكنة بالمياه الصالحة لشرب والقضاء على التذبذب في التزوّد بهذه المادة الحيوية.